المساء
قضى 27 مسافرا ليلة بيضاء في العراء ببهو مطار محمد الخامس بالدار البيضاء بعد أن ألغت إدارة الخطوط الملكية المغربية (لارام)، دون سابق إنذار، رحلة جوية كان من المنتظر أن تقلهم
في حدود الساعة الواحدة من صباح أمس الأربعاء في اتجاه الرياض. وكادت الأمور تتطور إلى الأسوأ بعد أن دخل المسافرون في حركة «احتجاجية» داخل بهو المطار، بعد أن قيل لهم «إن سبب إلغاء الرحلة الجوية التي تحمل رقم 256 هو أن مقاعد الطائرة امتلأت عن آخرها»، بل إن موظفا بشركة «لارام» طلب من المسافرين أن يغادروا المطار ليعودوا بعد 3 أيام، أي في الـ16 من أبريل الجاري، وهو الأمر الذي تلقاه المسافرون المحتجون باستياء كبير، خاصة أن بعضهم حجز مقعده في هذه الرحلة قبل 15 يوما عن موعدها، فيما علق أحد المسافرين المغاربة على هذا الحدث قائلا بسخرية أمام الجميع «إن هذا العبث الموجود بطائرات إدريس بنهيمة لم يكن يقع حتى في زمن كيران اعريبات رحمه الله»، في إشارة إلى الفاعل في النقل، المعروف بـ«نص بلاصة».
واضطرت إدارة الشركة تحت ضغط هذه الحركة الاحتجاجية إلى نقل هؤلاء المسافرين إلى أقرب فندق للإقامة فيه في انتظار الساعة الواحدة بعد الظهر من صباح أمس، وهو موعد رحلة ثانية عبر جنيف في اتجاه الرياض. وتبين للمسافرين المحتجين أن سبب إلغاء الرحلة الأولى لم يكن بسبب امتلاء مقاعد الطائرة، كما زعم مسؤولو الشركة، وإنما كان بسبب دخول مسافرين آخرين على الخط بعد إلغاء رحلة أخرى في اتجاه مصر.
وكان ضمن المسافرين نساء وشيوخ من عدة جنسيات عربية ومغاربة جاؤوا من مختلف مدن المملكة، فيما تخوف مسافر موريتاني من عدم السماح له بالدخول إلى التراب السعودي بعد قرب انتهاء صلاحية أيام التأشيرة المتبقية لديه، إذا ما تأخر موعد الرحلة الجوية إلى الرياض 3 أيام إضافية. بل إن بعض المسافرين فكروا في مقاضاة شركة «لارام» التي تسببت، حسب قول بعضهم، في ضياع مصالحهم، خاصة أن لائحة المسافرين تتضمن مستثمرين مرتبطين بمواعيد محددة في وقت سابق، فيما ذكر بعض المسافرين أن بعض العائلات في الرياض قضت هي بدورها ليلة بيضاء بدورهم بالمطار في انتظار وصول ذويهم.
يذكر أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تعرف فيها مواعيد إقلاع الطائرات التابعة لـ«لارام» هذا التأخر غير المبرر، بل إن سيناريو التأخر أصبح قاعدة في العديد من الرحلات الجوية التابعة لهذه الشركة التي توجه إليها انتقادات كثيرة منذ أن جاء بنهيمة على رأسها. وتهم هذه الانتقادات مالية المؤسسة على وجه الخصوص، وهو الأمر الذي أقر به بنهيمة شخصيا بعد استدعائه في وقت سابق من طرف لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب عندما قال إن هناك «صعوبات مالية»، غير أنه عزاها ليس إلى سوء التدبير، ولكن إلى عوامل استثنائية وهيكلية.