أخبارنا المغربية
فاجأت أغلبية أعضاء حزب العمل المشارك في الائتلاف الحاكم في هولندا، زعيم الحزب حينما صوتت في مؤتمر الحزب العام الذي انعقد في السابع والعشرين من شهر أبريل نيسان، على ملتمس يدعو إلى عدم "تجريم" إقامة المهاجرين غير القانونية في هولندا. "الاتفاق هو الاتفاق"، أجاب زعيم الحزب ديدريك سامسوم بنبرة حاسمة.
انقسام
يشارك حزب العمل (يسار) المعروف بمواقفه المساندة للمهاجرين وللطبقة العاملة عموما في الائتلاف الحاكم إلى جانب الحزب الليبرالي اليميني. وكان حزب العمل وافق على رزمة من الإجراءات لا تحظى بتأييد الغالبية من أعضاء الحزب ومن الناخبين الذين يصوتون له في الاستحقاقات الانتخابية. من هذه الإجراءات المثيرة للجدل، تجريم الإقامة غير القانونية فوق التراب الهولندي وتقليص الإعانات الاجتماعية للمهاجرين العائدين لبلدانهم الأصلية، وما إلى ذلك من إجراءات تعد من ضمن ما كان قد اتُّفق عليه عندما كان حزب الحرية الشعبوي داعما للحكومة السابقة.
وفي استفتاء أجرته صحيفة ’دي تيلغراف‘ اليمينية واسعة الانتشار نشرته الثلاثاء، عبر أغلب المستجوبين عن تأييدهم لتجريم الإقامة غير القانونية وطالبوا حزب العمل بالالتزام بالاتفاق. ومع أن ديدريك سامسوم زعيم حزب العمل كرر تأكيده على أنه يلتزم بما تضمنه الاتفاق الحكومي، إلا أن هذه القضية تعمق الانقسام داخل حزبه، بحسب ما أظهره استطلاع للرأي أجراه ماوريس دي هوند، أشهر مستطلع للرأي في هولندا. وبحسب هذا الاستطلاع فإن 43 في المائة يصطفون وراء سامسوم مقابل 50 في المائة يعارضونه في حين بقي 7 في المائة بلا رأي، وهذا ما يعد واحدا من أكبر الانقسامات الداخلية التي يعرفها حزب العمل في السنوات الأخيرة.
"لا يوجد إنسان غير شرعي"
في خضم هذا الجدل داخل حزب العمل، نشر رونالد بلاستيرك وزير الداخلية مقال رأي في صحيفة ’دي فولكس كرانت‘ شدد فيه على أن تحديد ما هو "غير شرعي" يعد مسألة مبدئية أما "التجريم" فلا يعتبر قضية مبدئية. وأوضح أن هولندا كانت دوما مفتوحة على الآخر.
وشدد الوزير العمالي على ضرورة تقنين الإقامة في هولندا، وذلك في معرض رده على بعض الشعارات التي رفعت أثناء المؤتمر الأخير من أنه "لا يوجد إنسان غير شرعي". يسير الوزير على خطى زعيمه من أن قوانين الإقامة ينبغي أن تكون واضحة: يحق لك الإقامة في هولندا إن سُمح لك بذلك وإلا فلا.
تسرع
سكرتيرة الدولة للشؤون الاجتماعية يته كلاينسما (Jette Klijnsma) وهي كذلك من حزب العمل، انتقدت ما وصفته بتسرع زعيم الحزب في رفضه لملتمس قاعدة الحزب والذي حظي بأكثر من 90 في المائة من القبول. "أعتقد أن ديدريك كان صارما. كنت حاضرة أيضا. ليس من الخطأ أن تأخذ بعضا من الوقت، حتى نتمكن جميعا من التفكير كيف نمضي قدما". وأضافت كلاينسما وفق ما نقلته عنها صحيفة nrc، أن على سامسوم أن يكون واضحا: "هي واحدة من اثنين، إما أن تترك المؤتمر يسقط، أو تترك الحكومة تسقط. يجب أن نوضح هذه المعضلة جيدا. وهذا أكثر إنصافا تجاه أعضاء الحزب وتجاه الحزب الليبرالي" الشريك في الحكم كذلك.
ويبدو أن سامسوم شعر بالضغط ووعد بعقد مؤتمر إضافي حول المسألة في الثاني عشر من شهر مايو الجاري، على أن تسبقه نقاشات مع فروع الحزب في بعض المدن الهولندية الكبرى.
دعوات للمقاطعة
النقاش المصاحب لتجريم الإقامة غير الشرعية في هولندا أعقب نقاشا لم يهدأ بعد حول تخفيض الإعانات الاجتماعية للمهاجرين وأبنائهم الذين اختاروا، لسبب معين، العودة للعيش في بلدانهم الأصلية. ولا يخفى أن هذه النقاشات همت كذلك الهولنديين من أصول مهاجرة، فظهرت أصوات من داخلهم تدعو علنا إلى "مقاطعة" حزب العمل خلال الانتخابات القادمة، خاصة وأن غالبية الأجانب ممن له حق التصويت، يصوت لصالح حزب العمل.
وكان الكاتب الهولندي من أصل مغربي عبد القادر بنعلي دعا من خلال برنامج تلفزيوني يحظى بمشاهدة عالية، الأجانب إلى مقاطعة حزب العمل. وفي نفس الاتجاه دعت تنسيقيات لجمعيات أهلية إلى مقاطعة الحزب كورقة ضغط عليه للتراجع عن تبني إجراءات يمينية.
إذاعة هولندا العالمية