أخبارنا المغربية
كلميم : الحسن صبار
منذ تنصيبها رفعت الحكومة شعارات محاربة الفساد و التنزيل السليم للدستور،فعمدت إلى نشر لوائح المستفيدين من الريع الاقتصادي المرتبط بالمقالع و رخص النقل،ثم اعقبته لوائح المحتلين للسكن الوظيفي دون سند قانوني فالموظفون الاشباح الذين يعج بهم قطاع التربية الوطنية،في خطوة جريئة ترمي الى محاربة من يتقاضون اجورا و لا يؤدون نظير ذلك عملهم و واجبهم،غير ان وزارة التربية الوطنية الوصية تغافلت ان هناك من يؤدي عملا و بشكل يومي دون أجر،فهل ستنشر الوزارة لوائحهم ضمن من تمت تسوية و ضعيتهم الادارية والمالية؟
فبجهة كلميم السمارة مازال 26 متطوعا ينتظرون ايجاد حلول ناجعة لملفهم المتعلق بالإدماج الفوري في اسلاك الوظيفة العمومية عرفانا بالخدمات التي قدمتها و مازالت تقدمها هذه الفئة منذ ازيد من 13 سنة بدل الحلول الترقيعية التي تلجأ اليها الاكاديمية الجهوية للتربية و التكوين. جدير بالذكر ان فئة الأعوان و الكتاب الاداريين المتطوعين بالمؤسسات التعليمية بجهة كلميم السمارة خاضوا عدة وقفات احتجاجية امام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم السمارة ، احتجاجا على ما وصلت إليه أحوالهم من أزمة على المستويات المادية و المعنوية و الاجتماعية ،وضد تجاهل المسؤولين لمطالبهم الرامية الى ادماجهم في اسلاك الوظيفة العمومية ،و تأتي هذه الوقفات الاحتجاجية بعد استنفاذ جميع السبل من حوار و ترافع دفاعا عن حقهم في الادماج اسوة باخوانهم المتطوعين الذين تمت تسوية وضعيتهم بشمال المملكة، إلا أن الفئة الجنوبية طالها الاقصاء و التهميش رغم ما اسدته من خدمات لسنوات سدا للخصاص الحاصل في المؤسسات التعليمية،بل الادهى من ذلك ان السيد وزير التربية الوطنية استقبلهم بالرباط في شهر اكتوبر الماضي فوصفهم بالفاشلين و امتنع عن تسلم ملفهم المطلبي،مما يجعلنا نتساءل ما مصير من اسدوا خدمات تطوعية لهذا الوطن؟
اذا كان من يؤدون عملهم بشكل يومي و بدون أجر فاشلين فماذا سنسمي من يتقاضى أجرا دون عمل؟ ألا يستحق هؤلاء ادماجهم في أسلاك الوظيفة العمومية ضمانا للحد الادنى من الاستقرار الاجتماعي و المادي خاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار ان الأكاديمية لجأت لحل ترقيعي متمثل في الحاق هذه الفئة بإحدى الشركات المتعاقد معها بشأن الحراسة و النظافة،فبعد انتهاء عقد هذه الشركة في متم الشهر الماضي و جد هؤلاء المتطوعون انفسهم محرومين حتى من ذلك الاجر الزهيد الذي كانت تقدمه لهم الاكاديمية الجهوية للتربية و التكوين و اصبحوا عرضة للتشرد ذنبهم الوحيد انهم تطوعوا خدمة لوطنهم في زمن لا يعترف فيه بالتطوع و لا نسعى فيه إلى مكافأة التطوع و تشجيعه،
فهل سيلتفت وزير التربية الوطنية لهذه الفئة و يسعى إلى إيجاد حلول لملفهم المطلبي و انصافهم بإدماجهم في اسلاك الوظيفية العمومية عرفانا على ما قدموه و اسدوه من خدمات؟ ام ان التجاهل و صم الاذان هو المصير المحتوم؟