استنفرت الأجهزة الأمنية الإسبانية بمليلية عناصرها، بعدما نجح شباب مغاربة السبت الماضي في توزيع بيان لـ"اللجنة التنسيقية لتحرير مليلية المحتلة"، يدعو مسلمي المدينة إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة المقررة في 22 من الشهر الجاري.
وسرعان ما اختفى الشباب المغاربة، بعد توزيع بيان يحمل صورة العلم المغربي في عدد من الأحياء، وإلصاقه على الواجهات الأمامية للسيارات المتوقفة بالشوارع، بينما فشل أفراد الحرس المدني والشرطة الوطنية في إلقاء القبض على أي منهم، بالنظر للطريقة الخاطفة والمحكمة التي تمت بها العملية التي تزامنت مع يوم عطلة.
وبجانب الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، يذكر البيان، الذي حصلت "الصباح" على نسخة منه، مسلمي مليلية بمضمون الانتقادات الموجهة أخيرا إلى العامل الملحق بوزارة الداخلية المغربية، والمقيم حاليا بالمدينة، عمر دودوح من قبل جهات عدة، على رأسها المستشار البرلماني، يحيى يحيى، خصوصا في ما يتعلق بـ" توظيف ملف حج واعتمار مسلمي المدينة ورقة لتوجيه أصوات السكان الأصليين صوب مصالح سياسية بحتة تصب في صالح الحزب الشعبي اليميني، المعادي للمغرب ووحدته الترابية"، على حد تعبيره.
وحمل البيان الموزع داخل مليلية، فحوى لقاء جمع يحيى يحيى بمسؤول في وزارة الداخلية ، ناقش خلاله الطرفان جملة من التدابير التي ستتخذها الوزارة نفسها في حق دودوح، بدءا من سحب تنظيمه لأسفار حج وعمرة مغاربة مليلية، سيما بسبب "الأنشطة" و"التصريحات" التي أطلقها دودوح في المدة الأخيرة، والتي كانت الرسالة الموجهة إلى وزير الداخلية طالبت بفتح تحقيق بخصوصها، بالنظر إلى "المنصب الحساس الذي يشغله عمر دودوح بالدولة المغربية".
وحسب مضمون اللقاء، فمن المقرر أن تلغى اللائحة المعدة سلفا بأسماء مغاربة مليلية المرشحين للحج، كما سيعهد بالمقابل إلى لجنة خاصة بالسهر على تدبير ملفات الحج الممول من لدن الدولة المغربية.
وطالب يحيى يحيى، في وقت سابق، من وزير الداخلية التدخل للتحقيق في ما قال إنه "استغلال للهبات الملكية لمسلمي مليلية المحتلة"، متهما دودوح بتقديمها للمستفيدين منها، أمام تعهد بالتصويت لصالح حزب سياسي إسباني خلال الانتخابات المحلية المقبلة.
كما طالب في رسالة موجهة إلى الوزير، بتقديم توضيح للرأي العام الوطني حول "الصفة التي يقيم بها عمر دودوح بمليلية منذ ولوجه الثغر المحتل في فبراير الماضي"، وعن "وضعيته القانونية الحالية أمام القوانين المغربية المنظمة للوظيفة العمومية".
واتهم يحيى، في الوقت نفسه العامل دودوح بإشادته بالحرس المدني والقضاء الإسبانيين في وسائل الإعلام الإسبانية، "بشكل يخالف الحقيقة والواقع، بحيث أن الاثنين يعدان سيوفا مسلطة على رقاب مغاربة مليلية"، مضيفا أن " عمر دودوح لم يتوان عن الإشادة برموز الاستعمار الإسباني بالمدينة السليبة بشكل يخدم أجندة الحزب الشعبي الإسباني".
عبد الحكيم اسباعي (الناظور)