وقفة احتجاجية ضد مدون دعا إلى بيع وجدة للجزائر

قبور تحت الماء.. الأمطار تغرق مقبرة الطويجين بسطات وتسبب في انهيار قبورها

احتجاحات بالحراريين بطنجة بسبب مسجد

شوارع باريس تكتسي اللون الأبيض استعدادا لاستقبال الشهر الأخير من السنة الميلادية

ضربة سـكين تنهي حـياة تلميذ بطنجة ومطالب بضرورة التدخل ومراقبة أبواب المدراس

استيراد اللحوم المجمدة يخلق جدلا واسعا.. مواطنون ومهنيون يرفضونها ويتسائلون: هل هي حلال؟

برامج فكاهية تعزف على أوتار الإبتذال في رمضان

برامج فكاهية تعزف على أوتار الإبتذال في رمضان

ياسين الإدريسي المشيشي

 

 

جدير بالذكر أن البرامج الرمضانية ظلت و على مدار عقد من الزمن تثير

إنتقادات حادة في الصحافة المغربية،. فلطالماتمادت القنواة المغربية في

الوعود والعهود كل حول و شهر وظرف ،بتقديم أعمال رمضانية ترقى إلى طموح

المشاهد المغربي وذكائه، وفكاهة ترسم البسمة والضحك على شفاهه ، فهل حققت

هذه الإنتاجات ذات الطابع الإجتماعي و الكوميدي ما يصبوا إليه الجمهور

المغربي من الضحك في هذا الشهر؟

 

 

---- عقم إبداعي مستمر في الكوميديا والدراما الرمضانية;

 

تنطوي المادة المقدمة من لدن القنوات المغربية في كل يوم من شهر رمضان

المبارك، على حيز ضخم من . جوانب الرداءة والإبتذال، سواء في شكلها

البسيط أو في عمقها المباشر الفج.

في هذا الصميم يمكن القول بأن جل البرامج الرمضانية في هذا الشهر تمثل

الجانب الرئيسي من المادة المعروضة بشكل عام، وفي القنوات التي ترتكز

أنشطتها على الجوانب الفكاهية بشكل خاص، فالإنتاجات الدرامية لهذه السنة

لا تختلف عن السنوات الماضية،إذ ما زالت تعاني من الرتابة ، مع تكرار نفس

الوجوه،

ما يعطي إشارة إلى وجود أزمة غياب فنانين أكفاء في الساحة الكوميدية.

فبالرغم من تنوع الأعمال التلفزيونية المعروضة هذا الشهر،سيما على

القناتين الأولى والثانية،اللتين تتنافسان بإستمرار على إستقطاب

الفنانين خلال هذا الشهر، وبالرغم من تركيزها في البرمجة الرمضانية على

الإنتاجات الوطنية ذات الطابع الكوميدي والإجتماعي،فإنها لم ترقى إلى

تطلعات المشاهد المغربي. حيث حافظت القناة الثانية على برمجة عادية مثل

العادة،بالشروع في تقديم أعمالا تتراوح بين السيت كومات والسلسلات

الفكاهية، قبل وبعد الإفطار، ما جعلها تحتل الرتبة الأولى كالمعتاد في

نسب المشاهدة حسب ( ماروك ميتري) المتخصصة في رصد مشاهدات المغاربة

التلفزيونية وبالتالي لم تقدم أي جديد،أو حتى تساير التحولات التي يعرفها

المغرب في المجال الإجتماعي والسياسي

 

.ف (راس المحاين) ( الكوبل) (حال وأحوال) ( يبانيمسلسل دور بها ياشيباني

) .،حموضة رمضانية تفوح من بين جدران القناة الثانية بنكهة يسمونها

السيتكوم أو العمل الفكاهي،يقال أن الدوزيم تشجعه..ما يبدو جليا أنها

تشجع الميوعة،وكذلك المساهمة في نشر ثقافة وضيعة،عنوانها التعري،والنشاط

الثقافي،طبعا ليست الأنشطة الثقافية بمفهومها السوي(حوارات،محاضرات،أعمال

فنية راثية...)إنه النشاط بمفهوم دوزيم والذي يبدو أنه-شاط عليها-وبدأت

تنتج-وتخبي في الأرشيف خوفا من أزمة عالمية لا قدر الله-ودون أن يكون

لهذه الإنتاجات شرف المرور على قناة عين السبع وطبعا هذه الأعمال تكلف

مبالغ كبيرة-إيوا البركة في كحل الراس، الدوزيم تهرس وهو يخلص.

في هذا الصدد،نجد أن جل الأعمال التلفزيونية لا تتقدم البتة ولا تقدم أي

جديد،بل تظل منزوية في قالبها النمطي،ويبقى إنتاجها محصورا في نفس

الوجوه التقليدية، التي تطفلت على الشاشات المغربية منذ سنوات خلت، ما

يدل على أن قناعة التعبير غائبة تماما،وأن هذا الٱمر تابث في الإنتاجات

الدرامية والفكاهية في الدرجة الأولى من هذا الشهر،ربما كانت سلسلة

(مسلسل دور بها ياشيباني) أحد الأمثلة الصارخة على ذلك خلال الفترة

الرئيسية التي تتزامن مع موعد الإفطار الرمضاني، وبالضبط ما بين الساعة

الثامنة و15 دقيقة والتاسعة من مساء كل يوم للشهر الفضيل.

ولا زالت سلسلة ( سلسل دور بها ياشيباني) بإعتبارها نوع من السيت كوم،

أحد الأطياف المعتمدة في هذا الموسم،بالرغم مما لاقته من إنتقادات حادة

تكاد تجف معها أقلام الصحفيين.

 

أما القناة الأولى فلم تستطع إرضاء المشاهدينن،رغم أنها إختارت توزيعا

برمجيا في وقت الذروة، مختلفة عن نظيرتها الثانية،حيث وضعت الأولى الرهان

على الأفلام واسلسلات الفكاهية قبل موعد الإفطار ،،

 

والأ كثر سوء ا مما قيل هو أن هاته القنوات تصاب أحيانا (بالخُرف)،فتعيد

برامج بتتها أمس أو أول أمس، زد على ذلك الإكثار من الأسئلة الموجهة

للمشاهدين،والتي يحكمها الهاجز التجاري،بعد مشاهدة برنامج أو مسلسل

ما،يطلب من الجمهور الإجابة عبر رسائل عن أسئلة تستبلد الناس،فبالإضافة

إلى تفهتها لغة ومحتوى، فهي تجعل الجواب في متناول الجميع تقريبا،

والغاية من ذلك واضحة تمام الوضوح ("تشجيع أكبر عدد ممكن من المتفرجين

على المشاركة من أجل السقوط في الفخ،أي الطمع في الفوز في الجائزة

الموعودة).

 

بناء على كل ما قيل فإن إختيار ذاك أو تلك المسلسلات في شهر رمضان

المجيد، يفرض على المسلمين إيقاعا يوميا ونمط معين للبرمجة،متمثل في

برامج كوميدية معينة ، خصوصا في فترة الذروة، ولا سيم أن ما ئدة الإفطار

التي تجتمع حولها العائلات هي المكان الأنسب للتسمر أمام التلفاز ورؤية

مايبث.

 

 

--- المواطن المغربي أسير ذوق منحط ووعي سادج;

 

 

قد يكون الأمر مبكرا للحكم على أعمال لم يعرض منها إلا جزء يسير، لكن ما

قدمته القناتين لحد الآن،لم يرقى للمشاهدين،حيث أجمعت آراء جملة من

المواطنين في الإدلاء حول هذه الأعمال أو تلك،على أن الرداءة والإستخفاف

بالمشاهد وذكاءه،هو ما يطبع تلك الأعمال التلفزيونية،التي لم يع

المسؤولون عن برمجتها أن المغرب قد تغير،وأن المواطنون الذين توجه لهم

تلك البرامج،قد قطعوا أشواطا مهمة في حياتهم، إذ لم يعد (حال وأحوال) أو

(للا منانة) وغيرها من العروض التافهة، التي يصر منتجوها على تناولها، هم

المواطن المغربي،بل همه أن يرقى المغرب إلى مستوى الدول المتقدمة،بدل

الأعمال الخارجة عن روح العمل الدرامي،،الذي من المفروض أن يحترم ذكاء

المشاهدين الذين بكل تأكيد إرتقت ذائقة متابعتهم الدرامية و الفكاهية دون

أن ترتقي وتسموا إنتاجاتهم التلفزيونية الوطنية المذكورة إلى مستوى

إنتظاراتهم.

 

في الحقيقة أنا لست من الذين يولون إهتماماتهم بإنتقاد الأعمال البصرية

بشكل عام،بقدر ما أميل إلى تصريحات وأقوال المواطنين إزاء الأعمال

المقدمة،فكما هو مألوف أننا نعيش أزمة أو بالأحرى فحشا بصريا، والجمهور

المغربي دار بكل ما يدور حوله،علما بأن بيان سابق للجمعية المغربية

لمهنيي الإذاعة والتلفزيون أشار بأن القناتين (الأولى) و (الثانية) يتم

ضمن منتجاتها الرمضانية (التعامل مع المتلقي بشكل فوقي و أحادي مع

الإستهانة بردود الفعل التي قد ترد عنه،وهو ما يعكس الطابع التقليدي في

التعامل مع المشاهد المغربي، الذي ٱتبت تحرره من الذوق المنحط والساذج).

 

 

 

--- رداءة تكرس المواد التفزيونية الرمضانية;

.

لا ريب أنهم يسخرون من دهاء المواطن المغربي عبر الشاشة المغربية . وما

يقدم من مواد خلال رمضان الحالي يطرح سؤالا عريضا حول إهتراء وضعف

السلسلات الكوميدية،كما يعكس نظرة المسؤولين عن هذا الضرر الذي يمس

المواطن المغربي،وهي نظرة تحمل الكثير من الإساءة والإزدراء لدرجة أن

الثقآفة البصرية أمست الثقافة المتاحة للفئة الأمية والمتخلفة،لكننا في

أي حال من الأحوال لن نكون حضاريين ، إن حكمنا بفكرة الإنعزال الثقافي عن

إنتاجات مختلفة لثقافتنا،لكن عملية البث يجب أن تكون في إطار من إحترام

المتلقي، وبعيدة عن كل إعتبارات نفعية. اللهم إن الإعلام الجاد الذي يدفع

متتبعيه إلى التأمل والتساؤل، لا الذي يختزله في ذلك المتلقي الساذج.

فمازلت لا أدري متى تع قنواتنا أن للمشاهد المغربي وعي وذوقا وقدرة على

التمييز بين الجيد والرديئ.

بحسرة وتأسف شديدين يقول يونس ـ س طالب بكلية العلوم ، بصوت يائس

(الأعمال المغربية مملة لأنها تتكرر بإستمرار ومن الواضح أنها تفتقر إلى

فاعلين كوميديين مكونين،كم يتساءل عن سبب برمجة العديد من السلسلات

الكوميدية التي أدمنت عليها القنوات المغربية في شهر رمضان،وكأن المواطن

المغربي يقضي طول يومه في حالة توتر الأعصاب لينتظر من يرفه عنهبعد آذان

المغرب) أما عصام.م شاب فارغ الطول . يرتدي سترة رياضية. فيعزز الموقف

السابق قائلا الوجوه نفسها تتكرر،والحركات البهلوانية هي هي، وضعف مطبوع

على مستوى الآداء والتشخيص.

 

الخلاصة إذن التي نستقيها من مشاهدة جل الإنتاجات المغربية الرمضانية،هي

أن القائمين يستهزؤون بالمشاهد المغربي،ومن تم يقدمون له إنتاجات مفعمة

بالضحالة والإبتذال .

 

فهل من ميوعة وتبديد للمال العام أكثر من هذا؟هل للمواطن المغربي الحق في

محاسبة من يساهمون في هذا المسلسل الرديء الإخراج؟ . أسئلة حارقة تفرض

نفسها على المتلقي غير الراضي على هذا الاستخفاف بذكائه،خاصة وأنه يساهم

من جيبه في ضريبة السمعي البصري،ولا سمعي لا بصري لا هم يحزنون.

في الدول التي تحترم مواطنيها،باعتبار المواطن مكونا أساسيا،وعنصرا فاعلا

في الدولة،تعمل التجمعات الإعلامية على قياس درجة تقبل المتلقي لأي إنتاج

فني،انطلاقا من أنها تنتج لهذا المواطن،وتعتبره حلقة أساسية في نجاح أو

إخفاق المنتج المقدم.

 

 

عموما فإن كل ماتفتقد إليه الشاشة المغربية هو مسلسلات الخيال لعلمي التي

تعبر عن طموح معرفي. والدراما البوليسية البوليسية المحشوة بالألغاز التي

تحرض الفكر لفك الحبكة،أو إستباق الحل.بتميزها بعملية تنشيط الخيال

الخلاق ، لكن بأسف كل ما يطغى على الحياة المرئية المغربية. هو الإفاضة

في الدراما العاطفية المتكررة ، والفكاهة الهزلية المستبلدة؛ التي تولد

المزيد من الإسترخاء الذهني والبلادة والإجترار

 

قد يتبادر سؤالا تلقائيا إلى ذهن المتلقي،بعد أن يقر أن المنتج الفني

المحلي يتسم بالرداءة،لكن ما العمل؟

ومتى تعي قنواتنا دورها الإشعاعي

وقيمتها التنويرية؟


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

abdelilah fayaji

konta 3ala sawab

??c vrais kaytfalaw 3lina tbrklah 3lik ya akhi achno howa l7al fi nadarak

2013/08/03 - 04:12
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات