أخبارنا المغربية ـ و م ع
(إعداد :المختار السملالي)
تعيش مدينة الداخلة وخليجها على إيقاع تهيئة عمرانية وتهيئة مجالية تقوم على تصور مندمج يعطي انطباعا واضحا على التحول الانمائي الذي شهدته المنطقة التي لم تكن قبل أربع وثلاثين سنة تتوفر على تجهيزات وبنيات أساسية تذكر.
وتقوم الوكالة الحضرية لوادي الذهب أوسرد بدور فاعل في خدمة التنمية المجالية للجهة في سياق هذا التصور الذي يعكس رغبة كافة المتدخلين من سلطات محلية وهيئات منتخبة وفاعلين محليين في تحقيق هذا الهدف على أفضل صورة.
وتعتبر الدراسات المتعلقة بالتعمير أحد المهام الأساسية لهذه الوكالة والتي من خلالها تتمكن هذه المؤسسة من التخطيط الحضري الذي يلائم خصوصية الجهة وبلورة استراتيجية للتدخل على مستوى التجمعات الحضرية السكنية القائمة تصحيحا للأوضاع وتداركا للنواقص واستباقا لظواهر محتملة في هذا المجال.
وحسب معطيات للوكالة الحضرية بشأن التخطيط الحضري والدراسات العمرانية فقد أثمرت الجهود المبذولة في هذا الجانب عن نتائج طيبة، حيث أن نسبة كبيرة من المراكز المشكلة للشبكة العمرانية للجهة مشمولة بوثائق التعمير، كما تعرف مدينة الداخلة حاضرة الجهة والمدينة القطب التي تتمركز بها أغلب الساكنة، مجموعة من الدراسات تهم الجوانب المتعلقة بالتعمير والتسويق المجالي وتصحيح الأوضاع القائمة وكذا دراسات تعنى بالجانب البيئي وجمالية المشهد الحضري.
وتهدف هذه الدراسات إلى تعزيز الجاذبية الجهوية وتحقيق تسويق مجالي يعكس المجهودات المتواصلة التي تبذلها المنظومة المحلية ضمن رؤية تساير مسلسل اللامركزية والجهوية المتقدمة التي انخرطت فيها بلادنا.
وأوضحت مديرة الوكالة السيدة حياة صبري في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء أهمية الاهتمام بالمنطق التنافسي للمجال في إطار تنمية مستدامة للجهة وكذا الاهتمام بالمراكز الصاعدة وقرى الصيد في سياق دور الوكالة في خدمة التنمية المجالية بالجهة وسهرها على استكمال تغطية الجهة بوثائق التعمير اللازمة والسهر على تحيين ما تقادم منها فضلا عن تفعيل مقتضيات سياسة المدينة على مستوى التخطيط والتدبير الحضريين.
ومن أجل تفعيل مقتضيات المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية لخليج وادي الذهب الذي يعتبر وثيقة ملزمة لتأطير التوسع العمراني وتوجيه الاستثمار بمناطق التغطية، فقد تميزت السنتان الاخيرتان بإعطاء الانطلاقة لمجموعة من الدراسات تروم استكمال هذه الوثيقة بتصاميم التهيئة للمواقع السياحية التي فتحها هذا المخطط في إطار تشاركي بين الولاية والمجلسين البلدي والاقليمي والجماعة القروية للعركوب والوكالة الحضرية.
وقالت السيدة صبري إن الوكالة الحضرية "هي الآن بصدد تحيين تصميم تهيئة مدينة الداخلة الذي يعد وثيقة مرجعية مهمة لتأطير ومواكبة التطور العمراني على مستوى المدينة، مع مراعاة البعد البيئي للمنطقة اعتمادا على تصور مرن لتسهيل إدماج مختلف المشاريع المبرمجة وفقا لنسق تعمير مستدام".
كما تم مؤخرا، تضيف مديرة الوكالة الحضرية، إعطاء انطلاقة وتتبع وثائق تعمير جديدة متمثلة في تصاميم النمو لقرى الصيد" انتيرفت ولمهيريز وعين بيضة"، وكذا تصميمي التهيئة الحضرية لمركز أوسرد والنواة الحضرية لتاورطا.
وأشارت إلى أنه تم في مجال التدبير الحضري الذي يعد من المهام الأساسية للوكالة تقديم خدمة جديدة عن بعد في إطار تبسيط وتسريع المساطر الإدارية ورقمنتها كالدراسات القبلية للملفات.
وحسب السيدة صبري فان الحدث البارز لهذه السنة يمثل في صياغة مشروع سياسة مدينة الداخلة بعد عدة مشاورات عمدت الفعاليات المحلية من خلالها إلى تحديد المحاور الأساسية لهذه السياسة والقابلة للانجاز على المدى القرب في إطار تفعيل سياسة المدينة كتوجه حكومي جديد يروم تصحيح الاختلالات والرفع من تنافسية المدن.
ومن الأكيد أن دراسات ومجهودات كهذه لا يمكن لزائر المنطقة إلا أن يلمسها بشكل واضح ليس فقط من خلال دور الوكالة ومختلف الشركاء على مستوى الانجاز والمصاحبة والتوجيه والاستشارة والمواكبة والمساعدة التقنية، ولكن من خلال تجليات كل ذلك على مستوى واقع التهيئة المجالية والعمرانية بالمنطقة وتأهيل هذه الأخيرة لتصبح قطبا عمرانيا كفيلا بإقامة اقتصاد محلي وجهوي هام.