عباد الله فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله العليِّ العظيم : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ سورة التوبة 11 ويقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :" وإيّاك والكذب فإنّ الكذب يهدي إلى الفجور وإنّ الفجور يهدي إلى النار وما يزال العبد يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند الله كذّابا ". اللهمّ احفظنا من الكذب والحرام يا أرحم الراحمين. قال تعالى : (( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون )) [ النحل/105 قال تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون )) . والكذب انواع: 1. الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ) وهو اعظم الكذب وصاحبه معرض للوعيد الشديد( 2. الكذب في الرؤيا والحلم 3. االكذب في المزاح، 4. الكذب في ملاعبة الصبيان : 5. الكذب للإضحاك :
ولم يأت في الشرع جواز " الكذب " إلا في أمورٍ معينة لا يترتب عليها أكل حقوق ، ولا سفك دماء ، ولا طعن في أعراض ..الخ ، بل هذه المواضع فيها إنقاذ للنفس أو إصلاح بين اثنين ، أو مودة بين زوجين.
عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان )) رواه البخاري ( 33 ) و مسلم ( 59 )
قال تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون )) .
وعن علي ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( لا تكذبوا عليَّ ، فإنه من كذب علي فليلج النار )) رواه البخاري ( 106 )
2. الكذب على الخلق :
• في االبيع والشراء
عن أبي ذر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم ، قال : فقرأها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث مرار ، قال أبو ذر : خابوا وخسروا من هم يا رسول الله ؟ قال : المسبل ، والمنَّان ، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب )) رواه مسلم ( 106 ) .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : (( من تحلَّم بحلم لم يره كلِّف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل ، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون - أو يفرون منه - صُب في أذنه الآنُك يوم القيامة ، ومن صوَّر صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها وليس بنافخ )) رواه البخاري ( 6635 ) .
ويظن بعض الناس أنه يحل له الكذب إذا كان مازحاً ، وهو العذر الذي يتعذرون به في كذبهم في أول " نيسان " أو في غيره من الأيام ، وهذا خطأ ، ولا أصل لذلك في الشرع المطهَّر ، والكذب حرام مازحاً كان صاحبه أو جادّا ، فالكذب في المزاح حرام كالكذب في غيره .
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( إني لأمزح ولا أقول إلا حقّاً )) رواه الطبراني في ( المعجم الكبير ) ( 12 / 391 ) ، والحديث : حسنه الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 89 ) ، وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في " صحيح الجامع " ( 2494 ) .
فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( وما أردت أن تعطيه ؟ قالت : أعطيه تمراً ، فقال لها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : أما إنك لو لم تعطيه شيئا كتبت عليك كذبة )) ، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (( من قال لصبي تعال هاك ثم لم يعطه فهي كذبة )) رواه أبو داود ( 4991 ) ، والحديث : حسنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 1319 ) .
عن معاوية بن حيدة قال : سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : (( ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب ، ويل له ، ويل له )) رواه الترمذي ( 235 ) وقال : هذا حديث حسن ، وأبو داود ( 4990 )