محمد أزوكاغ
تحل اليوم (08 يونيو) الذكرى التاسعة عشر لاغتيال الكاتب و المفكر المصري الدكتور فرج فودة في القاهرة على يد منظمة إرهابية عرفت باسم "الجماعة الإسلامية".
وقعت هذه الجريمة بعد نقاش سياسي حاد خلال الثمانينيات و أوائل التسعينيات في مصر، بين أنصار الدولة الدينية ممثلين في التحالف الأصولي و مناصري الدولة المدنية و كان من بينهم الدكتور فرج فودة.
ما دام الأمر يتعلق بنقاش سياسي فكري، كان يفترض أن تتم المواجهة بالأفكار، فكرة مقابل فكرة، إلا أن أصحاب العقول المتحجرة و نظرا لضيق أفق تفكيرهم اختاروا أقصر طرق المواجهة: الاغتيال.
عرف العالم الإسلامي تجارب متعددة من هذا النوع، كل من واجه المشاريع الأصولية بالنقاش الجاد كان مصيره التكفير، و يجد في انتظاره فتوى جاهزة لإراقة دمه.
هذه عادة متأصلة، تنم عن عجز في دحض الخصوم بالفكر، فتستبدل الكلمة بالمسدس، آنذاك تصبح الفكرة في مواجهة السيف، هذا بالضبط ما وقع لصاحبنا، لم يكن سلاحه سوى الكلمة، فووجه بالمسدس.
هكذا تم إصدار فتوى من شيوخ "جماعة الجهاد" و تكلف أحدهم بالتنفيذ، و عندما قدم للمحاكمة بعد إلقاء القبض عليه، هذا ما دار بين القاضي و القاتل:
«لماذا اغتلت فرج فودة ؟
القاتل : لأنه كافر.
و من أي من كتبه عرفت انه كافر ؟
القاتل: أنا لم أقرا كتبه.
كيف؟
القاتل :أنا لا أقرأ ولا اكتب !!»
و لكم التعليق.
سناء
أتفق معك أخي فهذه عادة الإرهابيين دائما.