أخبارنا المغربية
هل على الزوج الإنفاق فقط لا غير، يعني: يشتغل ويصرف وينفصل عن تربية الأولاد وتبقى الزوجة هي المتحملة لمسئولية التربية؟!
الشيخ: فليعلم كل زوج أن مسئولية التربية مسئولية تضامنية مشتركة بين الزوج وزوجته، ولا يجوز أبداً له أن يتخلى عن هذه المسئولية العظيمة بدعوى أنه ممثل فقط لوزارة المالية في البيت، إذا احتاج الأولاد طعاماً شراباً ثياباً وما يحتاجون إليه فهو يبذله، وهو يتصور بذلك أنه قد قدم كل ما عليه تجاه زوجته، لا، فليعلم الزوج المسلم العاقل أن تربية الأولاد مسئولية تضامنية سيسأل عنها مع زوجته بين يدي الله جل وعلا، قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6] ، وفي الصحيحين من حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وفيه: الرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها) ، وفي الصحيحين من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) .
فمن أعظم حقوق الزوجة: أن تشعر أن زوجها يحمل معها هم الأولاد، فكم تتحطم الزوجة وتتألم حينما يكبر أولادها ويستعصي عليها أن تقود زمامهم، وتزداد المصيبة ويزداد همها إذا رأت الزوج قد انحرف وانصرف بعيداً عن هذه المسئولية الضخمة، وتركها تحمل هذا الحمل الضخم الثقيل، فيجب على كل زوج مسلم أن يعلم أن أولاده أمانة سيسأل عن هذه الأمانة بين يدي الله تبارك وتعالى، كما ستسأل الزوجة، وأتألم غاية الألم حينما يستقيل كثير من الآباء تربوياً، يستقيل من أبوة التربية ومن أبوة التوجيه، ومن أبوة الحنان، ومن أبوة الموعظة، ومن أبوة النصح، ويظن أن الأبوة فقط هي أنه كان سبباً لهؤلاء الأولاد، وهو لا يتخلف ولا يتأخر عن إحضار طعامهم وملابسهم وشرابهم، متناسياً أن التربية مسئولية تضامنية.
إن من أعظم حقوق الزوجة على زوجها: أن يحمل معها هذا الحمل الثقيل، وأن يشاركها هذه الأمانة الضخمة.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يملأ بيوت المسلمين سعادة ورحمة وبركة، وأن يبارك في زوجاتنا وفي نسائنا وبناتنا، وأن يصلح شبابنا، وأن يهدي أولادنا.
ودعنا نختم بالدعاء الذي استفتحنا به اللقاء: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان:74] .
وصلى اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عكاشة أبو حفصة .
مجرد سؤال متشعب .
كيف يمكن للأب المطلق أن يشترك مع " الحاضنة " تربية الأطفال ؟ كيف يمكن للأب المطلق أن يسأل عن التقصير في التربية ، التوجيه ، الحنان ، النصح و الموعظة ... وهو محروم حتى من زيارة رحمه . صحيح أن الحمل ضخم وثقيل بالنسبة للأطفال ، خاصة إذا ارتفع عددهم . لكن هناك من" الحاضنات " من تتلدد بحرمان الأب من صلة الأرحام . بل منهن من تصور الأب كأنه غول ، سافك للدماء من أجل إخافة الأطفال . أتمنى من الله أن تنمحي هذه الأحقاد من بعض العقليات الضيقة ، التي لا تعطي أهمية بالغة للحديث الشريف - كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته - . فالتربية المشتركة وأنا أخص هنا بالتحديد الأطفال في وضعية الطلاق حتى لا يشعر الأطفال به .كما أتمنى أن تمدد الزيارات في حالات الطلاق من يوم واحد في الأسبوع على سائر الأيام ،والمبيت في أيام العطل ... إذا لم يكن هناك مانع شرعي من الحضور . كبعد المسافة أو التواجد خارج أرض الوطن ... كما يجب أن يفرض على الأب ان يكون عنصرا فعال في تربية الأبناء التربية الصحيحة تجنبا لأي انحراف ، ولا يقتصر كما جاء في المقال على النفقة والنفقة فقط ، وأن يشار إلى ذلك في نص الطلاق عند الإشارة الى تربية الأطفال بعد الإنفراد بالحضانة و بحروف بارزة لتحديد المسؤولية . أقف عند هذا الحد ، و أتضرع إلى الله عزوجل بأن يهب لي من الصالحين والصالحات والسلام عليكم ورحمة الله . - عكاشة أبو حفصة .