بحضور نجوم الفن المغربي.. افتتاح المهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

المغربية بومهدي: حققت حلمي مع مازيمبي وماشي ساهل تعيش في الكونغو

الرضواني: خسرنا اللقب ونعتذر للمغاربة..ولاعب مازيمبي تشكر المدربة بومهدي

لمياء بومهدي: لم أتخيل يومًا الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا في المغرب ومع فريق آخر

مدرب الجيش الملكي يبرر الخسارة المفاجئة لنهائي أبطال إفريقيا

شاهد لحظة مغادرة "أزواغ" حارس اتحاد طنجة دربي الشمال باكياً

ضريح "بويا عمر" .. "غوانتنامو المغرب" المفتوح للمرضى النفسيين والعقليين

ضريح "بويا عمر" .. "غوانتنامو المغرب" المفتوح للمرضى النفسيين والعقليين
ضريح "بويا عمر" .. "غوانتنامو المغرب" المفتوح للمرضى النفسيين والعقليين

أخبارنا المغربية

 

أخبارنا المغربية ــ أ ف ب

ماذا يحدث وراء جدران ضريح "بويا عمر"، أشهر أولياء المغرب قرب مراكش، حيث يحج المئات من المرضى طلبا للشفاء و"بركة" القوى الخفية؟ هل يجدون الشفاء فعلا أم أنهم يعيشون "الجحيم" كما يحكي أحد المرضى السابقين؟

يقع ضريح "بويا عمر" على بعد 50 كيلومترا شمال مدينة مراكش الملقبة "مدينة البهجة"، لكن داخل جدرانه تغيب تلك "البهجة"، ويسود الصمت الذي تكسره بين الفينة والأخرى صرخات المرضى القوية التي تثير رعب من لا يعرف هذا المكان.

ويحمل هذا الضريح، حسب كتب التاريخ المغربية، إسم رجل ولد خلال العقدين الأخيرين من القرن السادس عشر للميلاد وبقي أميا إلى أن بلغ الأربعين من عمره، حيث شد الرحال لتحصيل العلم في إحدى الزوايا جنوب شرق المغرب.

وغالبية أضرحة المغرب، يقصدها المغاربة والأجانب أحيانا طلبا للشفاء و"بركة" من دفنوا فيها، ومن بينها ضريح "بويا عمر"، الذي يزوره المئات ممن "تسكنهم الأرواح" كما يعتقدون، وهم في الغالب مرضى نفسيون وعقليون أو مدمنو مخدرات.

وتقدر الصحافة المغربية عدد الذين زاروا هذا الضريح وبقوا محتجزين فيه اليوم بحوالي ألف مريض، لكنه رقم غير مؤكد لدى السلطات المغربية.

إضافة إلى ذلك، يستفيد حراس هذا المكان والقائمون عليه من عائداته المالية التي يدفعها الزوار في مقابل العلاج والمبيت، وكذلك من العطايا والأضاحي المقدمة للتقرب من الأرواح ونيل رضاها، بحسب ظنهم.

وحاول مراسلو وكالة الأنباء زيارة المكان لكن موظفي وزارة الداخلية المغربية أخبروهم أن التصوير ممنوع وكذلك زيارات الصحافيين.

شهادات

لكن شهادات النشطاء والزائرين حول الجو السائد بين جدران هذا المكان جعلته يستحق لقب "غوانتنامو المغرب"، كما تصفه الصحافة المغربية، حيث يتم داخله تكبيل المرضى بالسلاسل الحديدية، بل ويتم تجويعهم وضربهم في كثير من الأحيان كما يشرح محمد أبولي من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

ويقول هذا الناشط الحقوقي من قرية "العطاوية" القريبة من الضريح في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "نحن لسنا ضد معتقدات هؤلاء الناس (...)، لكن ما يقلقنا هو المعاناة التي تلحق الأشخاص الذين يتم جلبهم إلى هنا".

وفي شهادة نادرة، يقول محمد المنحدر من مدينة طنجة شمال المغرب، "قضيت سنة كاملة وراء جدران هذا المعتقل، وعشت فيه الجحيم وفقدت إحدى عيني".

ويؤكد هذا الشاب الذي أحضرته عائلته سنة 2006 إلى "غوانتنامو المغرب" تعرضه "لسوء المعاملة" من قبيل التعنيف الجسدي وسرقة الأموال، قبل أن يخلصه شقيقه من هذا السجن.

"بويا عمر" سجن تنتهك فيه حقوق الإنسان

وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، لفتت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان انتباه وفد أممي إلى الحالة المتردية لهذه "المؤسسة"، التي لا يعرف ما إذا كانت مستشفى أو معتقلا أو مقاما ذا قيمة روحية، موضحة في تقرير خاص أن "بويا عمر سجن يتعرض فيه المرضى لانتهاك حقوقهم ويعد خرقا لحقوق الإنسان".

وكان وزير الصحة المغربية، الحسين الوردي، أعطى وعدا بإغلاق هذا المكان قائلا: "سأفعل ما في وسعي (...) لكن للأسف القرار ليس بيد وزارة الصحة".

وتكمن صعوبة إغلاق "بويا عمر" في تغلغل بعض المعتقدات في المخيلة الجماعية للمغاربة، كتلك المعتقدات المرتبطة بالجن. ويقول زكريا الريحاني، أستاذ علم الاجتماع المغربي "ليس في مقدور وزارة الصحة المغربية إغلاق "بويا عمر" لأنه يخدم أهدافا سياسية، حيث إن دعم مثل هذه الأماكن وتلك المعتقدات يدخل في باب تعزيز الشرعية السياسية للملكية القائمة بدورها على الشرعية الدينية"، باعتبار الملك سليل الرسول محمد.

ويعترف مسؤول في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية، فضل عدم ذكر اسمه أن "موضوع بويا عمر معقد وحساس جدا"، مؤكدا في الوقت نفسه أنه تابع لوزارة الصحة المغربية.

ويضيف المصدر نفسه "كيف يمكن أن ندبر أمر شخص عنيف؟ يعتقد الناس أنه يجب سجنه ولو لفترة قليلة من أجل حمايته، للحد من اندفاعه العنيف، من أجل تخليصه من الأرواح التي تسكنه".

ويتابع "الناس بسبب الجهل ومن باب التقليد والثقافة القديمين، تترك أقاربها في ذلك المكان لأنها لا تستطيع رعايتهم، وهذا واقع حان تغييره اليوم في المغرب".

المغاربة والأرواح

وفقا لدراسة أنجزت العام الماضي من طرف "مركز بيو للأبحاث "، وهي مجموعة من الخبراء الأميركيين، فإن 86 ٪ من سكان المغرب ما زالوا يؤمنون بالأرواح، الخيرة والشريرة منها على السواء.

وتعزز الاعتقاد بقوة الأرواح لدى المغاربة مع اعتلاء الملك محمد السادس للعرش في 1999، حين فتحت سياسته الدينية الجديدة الباب أمام تعزيز الإسلام الصوفي الذي ظهر في القرن الثامن الميلادي، "بغرض نشر إسلام معتدل ومتسامح" كما يقول علماء الاجتماع المغاربة.

وتقوم غالبية الزوايا والأضرحة، ومن بينها ضريح "بويا عمر"، في المغرب على فكرة احترام وتقديس الأشخاص المدفونين داخلها، حيث يسمون بـ"الأولياء الصالحين" ويزورهم الناس من أجل التداوي والبركة. كما تحظى الكثير من الزوايا والأضرحة بدعم مالي مباشر من البلاط المغربي.

 

 


عدد التعليقات (4 تعليق)

1

ebot

إجراآت وزارة الداخلية المتعلقة بمنع التصوير في بويا عمر ومنع زيارات الصحفيين الذين لا يلتزمون بهذه الإجراآت يستحق التنويه وليس الإنتقاد، لأن فيه بعض المحاولة لحفظ كرامة الكثيرين من المرضى المستباحين والمغلوب على أمرهم بفعل الأمراض النفسية والعقلية المتقدمة جدا في الإستفحال، حيث من غير المستغرب أن تجد رجالا ونساء وشبابا تخلى عنهم الجميع -بما فيهم الأهل المقربون بعد أن طال المرض وقلت ذات اليد ويُئِس من الشفاء- تجدهم جد متسخين وحفاة وشبه عراة أو عراة بالكامل... منهم من يتكلم ويصيح لوحده، ومنهم من يقوم على الملأ بحركات أو أعمال يستحي العاقل أن يصفها، ومنهم ومنهم... فإذا لم نكن قادرين على صون كرامتهم أو حتى راغبين في ذلك بتقديم ما هو حق لهم علينا كدولة وكمجتمع مسلم، على الأقل لانجعل منهم "سيركا" مجانيا.

2014/04/12 - 03:02
2

عجيب أمركم ساداتي لماذا تخفون هذا الموضوع ومعه التعليقات عليه في زاوية اقتصاد!?

2014/04/13 - 03:24
3

غيلان عمر

بوية عمر

اولا اسمي عمر غيلان متعاطي سابق للمخدرات القوية الهروين والكوكايين .مستفيد من العلاج بالميطادون.كنت في بوية عمر سابقا .ان سالتم عن حقوق الانسان في هذا الضريح فاجيب انك لن تعامل معاملة البشر لانهم اناس لا يعرفون الله .فهل تظن ان ابناء الوالي يتعاطون الخمور.فهل هناك والي من اولياء الله يفعل ما يفعله هاؤلاء.وثانيا هناك العديد يزجون بهم داخله لاسباب منها محاولة صرقة ارث من صاحبه وهذا بعلم الدولة وهذا هو سبب منع العديد من صحفيين

2014/04/15 - 10:52
4

فتح الله مفتوح

الثقافة النفسية

يجب العمل على تكتيف الجهود من طرف جميع الفاعلين كل من موقعه،لنشر الثقافة النفسية والعصبية بين كافة التركيبات الإجتماعية للحد من هذه الظواهر.

2014/09/16 - 09:02
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات