أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية : عبد الهادي وهبي
أكدت تقارير جديدة ، خطورة الهدر الجامعي حيث الآلاف الطلبة يغادرون الجامعة قبل متم ثلاث سنوات من سلك الإجازة ، و الأسباب كثيرة و متشعبة، فالجامعة المغربية مع الأسف الشديد تتخبط في مشاكل عديدة ، منها ما مادي ، ومنها ما هو مرتبط بالمورد البشرية ، و ما يهمني الآن هو التطرق إلى الجانب البشري ،صحيح أني انقطعت عن الجامعة لأزيد من أربع ثمان سنوات ، ولكني و الحمد لله ، لازلت على اطلاع مباشر لما يجري هناك عبر مجموعة من الطلبة الذين التقي بهم،وكانوا بالأمس القريب تلاميذي بالثانوي الإعدادي و الثانوي التاهيلي ، وأساءل دائما عن مستواهم الدراسي و الجامعي ، وهل بقوا على نفس المستوى الدراسي الراقي ، أم ان الأيام و الظروف الجديدة ، نالت حقها منهم ، فاصطدم بإجابات مقنعة فعلا ، لقد قال احدهم بالحرف '' و الله يا أستاذ ، ان أساتذة الثانوي الإعدادي و التاهيلي ، أفضل بكثير من أستاذ جامعي ، إننا نعاني الأمرين ، الأول الغيابات المتكررة للأساتذة ، ولا حق لك في الاستفسار ، عكس الثانوي الإعدادي عندما يتغيب أستاذ نسارع نحن التلاميذ المتفوقين بالسؤال الى الإدارة التربوية ، و أما في الجامعة ، فلا احد يستطيع ان يتجرأ على طرح نفس السؤال ، فأبواب و مكاتب الإداريين دائمة الإغلاق ، وإذا أردت رؤية القيدوم ، فعلم أنت تريد رؤية الفرعون او الخليفة الأموي و العباسي ، حيث لابد من الحاجب ، ومن أنت أصلا ، حتى تريد مقابلة السيد القيدوم؟ و الأمر الثاني المستوى المتدني لكثير من الأساتذة الجامعيين ، و الكثير منهم يتبجح علينا بالدكتوراه الفرنسية ، وإلقاء محاضرات دولية في الجامعات الفرنسية و الأمريكية ، وهو في الحقيقة يحول المحاضرة الجامعية إلى درس بئيس ، حيث الإملاء لازيد من ساعتين دون توقف ، واذا رفعت أصبعك من اجل الاستفسار عن فكرة ما ، كان مصير احد الأساليب القمعية التالية ، تسجيل اسمك من اجل خضم النقط ، او الطرد من القاعة بدعوى إحداث الفوضى ، وعرقلة المحاضرة ، وإما ألا مبالاة ، وفي أحسن الأحوال يسمح لك بطرح التساؤل او الاستفسار ، لكن بدون اهتمام لما قلته او طلبت شرحه أكثر ، و هي أساليب الهدف منها إياك ان تتجرأ على ، واما الأمر الثالث ، وهو ان الأستاذ الجامعي يحضر متأخرا جدا ، ربما بساعة او أكثر عن المدة القانونية و الاخلافية التي يجب ان يلتزم بها ، مثلا الساعة الثامنة صياحا هي الفترة القانونية للالتحاق بالعمل ، ولكن كل الأساتذة الجامعيون – الأفضل منهم – يلتحق على الساعة الثامنة و أربعون دقيقة ، فالطلبة داخل القاعة او المدرج ينظرون لساعات ، انه الظلم ، و العار ، من ادنى أستاذ جامعي تتجاوز أجرته الشهرية 000 20 ألف درهم ( 2 مليون سنتيم ) ، ولكن ليس الأستاذ الجامعي يتحمل المسؤولية لوحده ، بل ان وزارة التعليم العالي تتحمل وزرها كاملا ، فليس هناك على علمي مراقبة لحضور السادة الأساتذة الجامعيين ، و ليس هناك مراقبون أكاديميون للسادة الأساتذة الجامعيين ، و ليس هناك برنامج او مقرر أكاديمي من اجل تتبع انجازه ، و ليس هناك اقتطاعات ، و ليس هناك إحصائيات رسمية عن الهدر الجامعي ، الآلاف الطلبة يغادرون الجامعة بسبب الغياب المتكرر للأستاذ الجامعي ، و الغريب في الأمر ، هو عندما نستضيف أستاذ جامعي في قنوات و إذاعات الر قص ، ليتحدثوا عن أسباب و نتائج و حلول الهدر المدرسي ، ويبدؤون في سيل من الانتقادات للتعليم المدرسي بأسلاكه الثلاث ، و ينسون الفوضى العارمة التي يعيشها قطاعهم في التعليم العالي بسبب غياب الضمير الأخلاقي لدى الكثير منهم .
و تضامنا مع هؤلاء الطلبة ، و الآخرون كثير، لابد من اتخاذ إجراءات قانونية صارمة ، وكفى من العبث الجامعي ،وهدر أموال الدولة المستخلصة في كثير منها من جيوب الفقراء ، لابد من الإسراع بما يلي
- إعداد لائحة يومية شبيهة بالتقرير اليومي المعتمد في التعليم المدرسي ، تسجل فيه غيابات الأساتذة الجامعيين ،و المتأخرين منهم ، و الاقتطاع الفوري من الأجرة السمينة ، مع تنبيه المتأخرين ، و على الطلبة أيضا ان ينتفضوا ضد اي أستاذ جامعي كثير الغياب ، و التأخر او التفرعن ، بل نشر الروائح الكريهة لبعضهم الناتجة عن انعدام الضمير الاخلاقي و المهني الذي لا يتحلون به الا في الساعات الإضافية في المعاهد و المدارس العليا الخاصة
- إرساء مذكرة التأمين الجامعي للطلبة ، أسوة بمذكرة تامين الزمن المدرسي للتلميذ ، وإرغام السادة الجامعيين المتغيبين على تعويض الطلبة ، دون الإضرار بهم ، اي فرض التعويض مثلا ما بين الساعة 12 و 14 زوالا .
- إحداث هيئة المراقبة الأكاديمية تراقب الأداء الجامعي للأستاذة الجامعيين ، وتقوم بزيارات ميدانية ، وإعداد تقارير سرية و صادقة الى وزارة التعليم العالي مباشرة ، فلماذا لا يكون للأستاذ الجامعي مفتش و مراقب أكاديمي لأدائه المهني، هل الأستاذ الجامعي فرعون المعرفة ؟ لا و ألف لا ، و الدليل هو مستوى الطلبة اليوم ، مستوى في أدنى الدرجات ، مستوى في تراجع خطير جدا ، يمكن القول في بعض الحالات ان الاساذ الجامعي يتحمل المسؤولية كاملة .
- إعداد جدول الحصص الأسبوعية و السنوية للأستاذ ، مع مقرر و برنامج جامعي مضبوط ، فاليوم اغلب الأساتذة الجامعيون يضعون جدولا للحصص الجامعية بأنفسهم ووفق مصالحهم ام أوقات فراغهم في القطاع الخاص او مشاريعهم العقارية او الفلاحية او الصناعية، لان الغريب هو أوقات الفراغ هي أوقات العمل الرسمية و القانونية في الجامعة العمومية .
- إحالة الأساتذة كثيري الغياب و التأخر على مجالس تأديبية وطنية ، وهذا واجب وطني و أخلاقي ، فالجامعة تمتص ملايير الأموال من ميزانية الدولة ، واغلبها في سلم الأجور الخيالية
- انطلاق الموسم الجامعي موازاة مع انطلاق الموسم الدراسي في التعليم المدرسي ، فمن العيب و العار ان ينطق الموسم الدراسي في منتصف شتنبر من كل سنة ، و الموسم الجامعي الة غاية منتصف نونبر او دجنبر ، او ننتظر ما يسمى كذبا وبهتانا بالدرس الافتتاحي الجامعي ، الذي لا يحضره الا قليل من الطلبة او الأساتذة الجامعيين
- إعداد محاضر الالتحاق بالعمل حقيقة و معقولة ، فانا لا تنكر وجودها في الجامعة ، ولكن لا قيمة لها لان الأستاذ الجامعة يوقع الالتحاق بالجامعة في اي وقت ، حتى و ان كان متأخرا عن باقي زملائه بأربعة أشهر و عشرة
- منه الأساتذة الجامعيين من السفر خلال الموسم الجامعي بدعوى إلقاء محاضرة في الخارج او حضور مؤتمر دولي او إقليمي ، لان الطالبة لن يستفيد من قريب او بعيد ، بل سيكون ضحية للهدر الجامعي .
تعريف الهدر الجامعي : مصطلح حديث ، و يعني مغادرة الطالب الجامعة دون إتمام السنوات الأساسية و هي سلك الإجازة ( وحسب النظام الجامعي الجديد ثلاث سنوات كاملة )
جيلالي
ليس هكذا
استسمح إن قلت أن صاحب المقال لا يفقه شيئا في التعليم الجامعي. كيف يمكن تحميل الجامعة تدني المستوى التعليمي في حين أن الطلبة يقضون جل حياتهم التعليمية بين الإبتدائي و الإعدادي و الثانوي. هل نسي صاحبنا أن الساعات الإضاقية و الكارثية هي من اختراع أساتذة ما قبل الجامعة.