الأزمة المالية التي تعصف في الولايات المتحدة يبدوا أنها بداية النهاية لنظام استبد ودمر وقتل ملايين الشعوب المضطهدة والضعيفة, لكي يستولي على ثرواتها ومقدراتها, لا بل هي النهاية الحتمية لهذه الإمبراطورية الظالمة التي انطلقت بقنبلتين ذريتين القتهما لإبادة ملايين اليابانيين للظفر بلقب البطولة, وظلت تمارس النهب والسلب وتغطي فساد نظامها الذي اشترك به زعمائنا المستبدون على مدار عشرات السنين, وكان بوش الأب قد أفصح عشية العدوان الثلاثيني على العراق الأبي بداية عام 1991 أن العراق قد يصبح قوة عظمى, ليحشد كل ملل الأرض وقواها ضدنا وعلى ظهور دباباته الغاشمة أحضر عملاءه والفاسدون من أبناء جلدتنا ليظفر بثرواتنا ومقدرات وطننا العراقي الشامخ, وأصبح الحديث بعد ذلك عن نوايا الإدارة الإمبريالية السيئة لتقسيم بقية بلداننا خدمة للآمر الصهيوني.
ألأزمة المالية, ليست وليدة اللحظة, لكن الثورات العربية المباركة, والتي كشفت فساد قادتنا المعينون قسرا, كشفت بالتالي عن امتداد فساد الأمريكيين وأتباعهم,ممن عادوا شعوبهم وجعلوا أوطانهم مزارع لهذا المحتل الغاصب المجرم, في نفس الوقت الذي هزمت فيه طالبان هؤلاء القتلة وها هي تستعد للعودة لحكم أفغانستان, عكس الملعونون من حكامنا الذين خلعتهم شعوبنا وهي سائرة لخلع المتبقين وقذفهم إلى مزبلة التاريخ.
لن يعتبر المتبقون من زعاماتنا بما حدث في الولايات المتفككة, فدولارها ليس أكثر من أكوام تراب, وعلى الضفة الأخرى ينهار اليورو. لأن سقوط الوصي يعني بالضرورة سقوطهم , والشعوب لم تعد قادرة على قبول أية توبة زائفة من أي واحد منهم.
ألولايات المتحدة, لم تعد قادرة على وقف تدهور إقتصادها المبني على الظلم وسرقة الآخرين. وبالتالي فهي حتما ماضية في طريق زوالها ومثلها مثل الإتحاد الأوروبي الذي سبق وأن قلنا أن لا قائمة له أصلا.
البقاء عندنا لقيادات فذة سوف تخرج من رحم هذه الثورات المروية بدماء طاهرة زكية نقية, وهنيئا لنا جميعا بسقوط الدولار الذي ستسقط معه أنظمتنا التابعة وبسقوط الإمبريالية العالمية التي ستزول معها أنظمتنا المقنعة.
لا مشروعية لحياة الآخرين على حسابنا ومن ثرواتنا والحكام التابعين جزائهم تقرره الشعوب المنتصرة وإن استطاعوا بخيانتهم وعمالتهم تأجيل هذا الإنتصار.