وفي الساحة المقابلة لمسجد "السُنّة" بالعاصمة الرباط حيث اعتادت مجموعات من الشباب الجلوس والتنزه قالت "نزهة" لـ"إسلام أون لاين.نت": "الزي حرية شخصية، ولكل الحق في ارتداء ما يحلو له.. وأنا شخصيا لا أعرف شروط الحجاب الشرعي لأفرق بينه وبين حجابي هذا".
وأوضح "نبيل" الطالب بمعهد تعليم اللغات الحية والذي كان برفقة "نزهة" أن "العديد من الفتيات في المعهد الذي أدرس به يرتدين هذا النوع الجديد من الحجاب.. وبصراحة أنا لا أعرف هل يستجيب للشروط الشرعية أم لا، فأنا لست فقيها".
رفيقهما الثالث "سعد" قال من جهته: "حجاب اقرأ من فوق.. روتانا من تحت (نسبة لفضائية اقرأ الدينية وفضائية روتانا الترفيهية) هذا دليل على أن البنات يردن التحجب ولا يردنه في الوقت نفسه.. بل إن الكثيرات منهن لهن أخدان (رفقاء) يرافقونهم إلى المقاهي والحدائق، وبعضهن يدخن السجائر أيضا رغم زعمهن أنهن محجبات".
أما "حنان"، الطالبة بمعهد للإعلاميات بوسط العاصمة فتروي حكايتها مع هذا النوع من الحجاب قائلة: "شجعتني والدتي على ارتدائه كي أستر جسدي، وفي الوقت ذاته أتمتع بارتداء ما يحلو لي من ملابس".
وتؤكد صديقتها "وصال"، الطالبة بالمعهد نفسه أنها تفكر هي الأخرى في ارتداء هذا النمط من الحجاب، مبررة أنه "ليس على النمط الأفغاني الذي يخيف كل فتاة تريد أن تتحجب"، في إشارة إلى النقاب المنتشر في أفغانستان كـ"زي شرعي" للمرأة.
خلل معرفي
وتعليقا على هذه الظاهرة أوضحت نعيمة الإدريسي الأخصائية الاجتماعية بجمعية الطفولة بمدينة مراكش، في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "لجوء الفتيات المراهقات بشكل خاص إلى هذا النوع من الحجاب هو مؤشر على رغبتهن الاستجابة لأمر الله، لكن بسبب جهلهن بالشروط الشرعية للحجاب رافقن ارتداء الطرحة بلبس سراويل ضيقة تبرز مفاتنهن؛ سعيا منهن لمسايرة مستجدات الموضة".
وتضيف الإدريسي أنها "من خلال التعامل مع الفتيات داخل فصول الدراسة والعمل الاجتماعي، لاحظت أن أغلبهن يجهلن أنهن لا يحترمن الشروط الشرعية للحجاب، ويعتقدن أنهن يفعلن الصواب، في حين تعلم أخريات أن ما يرتدينه ليس حجابا، لكن يعتقدن أنه أفضل من السفور (خلع الحجاب تماما)".
واتفق معها الخبير التربوي محمد السباعي، مؤكدا أن "إقدام الفتيات على ارتداء حجاب (اقرأ/روتانا) هو تعبير عن خلل في المفاهيم والقيم، وجهل بتعاليم الدين، وتمييع مرفوض للحجاب الشرعي الذي جاءت شروطه واضحة في القرآن والسنة وكتب الفقه".
وأوضح السباعي "أن الفتيات ما فتئن يقلدن مذيعات الفضائيات اللواتي اخترن هذا التوجه، في محاولة منهن للمواءمة بين الحفاظ على الهوية والانسجام مع تطورات العصر، خاصة أن الفتيات يحرصن على الظهور بأبهى زينة، ومن ثم فعلى الأسرة والمدرسة دور أساسي في مواجهة هذه الظاهرة من خلال غرس القيم الدينية والاجتماعية الأصيلة، والحفاظ عليها كحصن منيع تتكسر عليه كل موجات التغريب".
لا يزال قليلا
من جهته، أشار الإعلامي المغربي عمر العمري، والذي أجرى عددا من التحقيقات الميدانية حول هذه الظاهرة، إلى أن "هذا النوع من الحجاب ما يزال قليلا مقارنة بالحجاب التقليدي لدى المغربيات، ومن الملاحظ أن المحافظات على الحجاب بشروطه الشرعية هن غالبا من فئات عمرية كبيرة، عكس الفتيات الصغيرات اللواتي بدأ الحجاب العصري ينتشر وسطهن بشكل ملفت".
وأعرب عن اعتقاده بأنهن "لجأن إليه كحل وسط لإقناع محيطهن العائلي بأنهن ملتزمات وفتيات عصريات في نفس الوقت".
د.مولاي عمر بن حماد نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربية أوضح من جانبه أن "شروط الحجاب واضحة للجميع، وهي أن يكون ساترا، وغير كاشف، ولا واصف، وليس فيه تشبه بالرجال.. وأعتقد أنه لم يبق عذر لجاهل بعد انتشار الفضائيات والإنترنت ودروس العلماء والدعاة المنشورة المعروضة بهما، أو المنشورة بين صفحات الصحف والكتب".
مقبول كـ"مرحلة أولى"
بيد أن د.بن حماد عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أكد لـ"إسلام أون لاين.نت" تأييده لحجاب (اقرأ/روتانا) قائلا: "أنا كعالم في العلوم الشرعية أقبل بهذا النوع من الحجاب من الفتيات المراهقات شريطة أن يكون مرحلة أولى نحو الالتزام بالزي الشرعي كما أمر به الله عز وجل".
"وأرى شخصيا -يضيف بن حماد- أنه في ظل موجة العري الواسعة التي تجتاح مجتمعنا يعد هذا الحجاب خطوة إيجابية يجب تشجيعها على أساس أن تليها الخطوة الأهم بارتداء الحجاب الشرعي".
وشدد د.بن حماد على أن الحجاب في نهاية المطاف "ليس زيا فحسب، بل هو رسالة وسلوك وأخلاق على الفتاة المسلمة الالتزام بها كقيم لا تصلح الحياة إلا بها".
مغربي
هذه الفكرة قديمة جدا.من قبلها كانت جامع ملفوق أ بار ملتحت.حبذا لو كان هناك تجديد في المواضيع