د. محمد نجيب بوليف
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
عَطْفاً على ما قلناه في أحاديث الثلاثاء السابقة، أسْتَسْمِح رواد هذه الصفحة لإبداء الرأي حول بعض المواقف المجتمعية، والتي تُعالَجُ بطريقة انتقائية من خلال نخبة معينة تشتغل صباح مساء على توجيه اختيارات الشعب .
فمن جهة، قامت الدنيا ولم تقعد عندما صرح السيد وزير الاتصال برأيه في المسلسلات التي تُعْرض بالتلفزة الرسمية. فبينما هو دعا إلى نوع من العَرْض المحترِم لخصوصيات بلدنا المسلم المغرب، هناك من قال بأن هذه وصاية على حرية التعبير، وحرية الاختيار…والتلفزة المغربية يمكن أن تعرض ما تشاء...
ومن جهة ثانية، لمّا قدَم أحد مشاهير الغناء حَفلا غنائيا، أبرز من خلاله ميوله الشاذة، وأعلن بعض المؤيدين له بكل صراحة موقفهم، بل قيل أنهم رفعوا عَلَماً لهم خلال الحفل هو شعار الشواذ... نفس المدافعين عن الحرية - بهذا الشكل- أبرزوا دعمهم الكامل لمثل هذه التوجهات الشاذة...لكن المشكل هو أن عددا كبيرا من المعجبين بهذا المغني ما كانوا ليحضروا لو أنهم يعرفون أنه شاذ...وقد عبرت عنه المواقع الاجتماعية بكل صراحة...
ونحن بهذا الصدد، نعلن أن الحرية مبدأ من مبادئ الديمقراطية، فالله عز وجل أعطى الحرية حتى في المُعْتَقَد... "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر..." والحرية أساس من أساسات العيش داخل المجتمع...لكن الحرية لا تفيد خرق المواثيق الأخلاقية المجتمعية... لأن من خرق المواثيق، فقد خرق المجتمع، وجعله عهدة لما لا يمكن تصوره...
نحن لا نريد تفشيا علنيا لظاهرة الشواذ...ومن ابتلاه الله فليستتر..
نحن في بلد مسلم، ولا نريد تفشيا عَلَنِياً لظاهرة الفَن المنفتح على كل الجِسم والمظاهر التي تشمئز منها الضمائر قبل الأديان... بل فن منفتح على الإبداع والابتكار الفكري الثقافي...
لماذا يَقْبَلُ أولئك الإباحيون كل ما يَصْدُرُ عن الإباحيين ويُسَمّون ذلك حرية...لكنهم في المقابل، يتهمون كل من يدعو إلى فضائل الأخلاق والأذواق... في هذه الحالة لا يؤمنون بالحرية...
فاللهم لا تؤاخذنا بما يَفْعَل هؤلاء الإباحيون... وأنت القائل على لسان نبيك الكريم...كلما اُعلنت الفاحشة إلا وتفشى المرض وانتشر...
تحياتي