حنان فقيري
إعداد :حنان فقيري
الموظفات في المغرب في تزايدومستواهن الدراسي في تحسن،وأفاق التحصيل اتسعت لتلبي طموح المرأة ولأنها تؤمن بقدراتها،ولأن مناصب المسؤولية ظلت إلى وقت غير بعيد حكرا على الرجال، ضاعفت المرأة من مجهوداتها لتثبت وجودها في عالم الرجل. كل هذه المجهودات رخصت لها آخر الشهر راتبا قد يكون متوسطا أو حثى سمينا ٠راتب أضحى محط أطماع بعض الرجال٠
جمعني لقاء بصديقات لي،موظفات شابات مثقفات متخلقات و جميلات٠ تشعب الحديث إلى أن طفى على السطح موضوع عروض الزواج التي تلقتها كل منهن ٠ والغريب أن جميعها دارت حول المرتب .تحكي لنا إيمان عن عريس جاء عن طريق زميل في العملفي أول لقاء بينهما للتعارفوبعد السلام أخرج من جيب سترته مذكرة صغيرة،كتب على جنب شقة اقتصادية000 250 درهم،وعلى جنب آخر كتب سيارة 000 100 درهم قدم لها المذكرة سائلا إياها : كم هو مرتبك بالضبط ؟هي امام صدمة السؤال لم تجب ،اتسعت عيناها وساد الصمت لوهلة. تجاوز ارتباكهاوأضاف أريد معرفة مرتبك لأتمكن من تقسيمه بين قرضي الشقة و السيارة التي ستشتري لنا لأن مرتبي لا يكفي حثى لجلوسي بالمقهى هي لم تسأل ولم تجبحملت حقيبة يدها وغادرت٠
أمل سألتنا إن كنا نعرف الموظف الجديد الملتحق بأحد الأقسام،جلنا لم يعرفنه ٠ تقول إن احدى الموظفات بقسم الموارد البشرية همست لها في أذنها : مبروك العريس الجديد!!!سألتها باستغراب من اجابت موظف جديد جاء يسأل عنك،عن ماذا سأل بالضبط؟أجابتها سأل عن منصبك،عن السلم ،عن الدرجة،وعن الأقدمية٠
أمل لم تعقبانتظرته حثى حل بمكتبها مقدما نفسه كعريس،سألته بدون مقدمات ماذا تعرف عني أجاب سلم كذا رتبة كذا أقدمية كذا٠وعينك ما تشوف إلا النور،أعطتهدرسا سيجعله يفكر مطولا في استراتيجية٠
آلاء أيضا سردت لنا حكاية عمرها أقل من أسبوع٠عريس من طرف قريبة لها،في أول لقاء يسأل إن كانت لها أية ديون بنكية،تجيب بالنفيويبتسم بارتياح.سألته نفس السؤال ليجيب بأن له دينا بنكيا واحدا قريب السداد بالكامل.يتواصل الحديث ويزل لسانه،لتعلم بأنه غارق في الديون حثى رأسه،تسأله عن سبب رغبته الزواج بها،يجب بأنه يريد الزواج بأية موظفة تسدد عنه ديونه.تتطلع آلاء إلى وجوهنا وتقول: "إيوا هذا هو التشرميل ".
ندى تثني على انسحابها وتروي هي الأخرى قصتها.تقول أن أحدهم فشل في أول امتحان أجرت له ،سألها إن كانت تعيل أسرتها بجزء من مرتبها لتجيب بأن مرتبها كله بين يدي والديها رغم أنها من عائلة ميسورة.هو لم يضف أي سؤال بعده فقط إختفى.
نسيمة خفيفة الظل كانت تضحك مع كل حكاية، ثم حكت بدورها قصتها بابتسامة واسعة يشرق لها وجهها.تقول أن أحدهم تقدم لخطبتها،وكان يشتكي دوما من مشاكل بالعمل لتقترح عليهتغيير عمله، جوابه جعلها تنفجر ضحكا. نظر مباشرة إلى عينيها، وبكل جدية قال لها:سأترك عملي و أريدك أن تتكلفي بمصاريفي،فأنا صراحة لا قدرة لي على العمل."آويلي نخدم على بوركابي!!!" تقول ضاحكة.
ثلاثة من صديقاتي حكين عن أحدهم ينتظر خارج الإدارة إلى أن تغادر كل منهن عملها ليقدم نفسه على أنه ناوي المعقول.وثلاثتهن ذهبن في يوم واحد لأداء فواتير الماء والكهرباء الخاصة بشقة كل منهن ، ليفاجأن بأن العريس موظف في الوكالة تقدم بنفس العرض لكلواحدة منهن.
تذكرنا جميعا ما سميناها قافلة الزواج،المكونة من أخوات يجبن إدارتنا قسما قسما،ومصلحة مصلحة،عارضات أخوهن ذو 45 سنة للزواج.ما إن يجلسن بمكتب إحداهن حثى يبدأن بالسؤال عن الراتب والشقة والسيارة. ولأننا جميعا صديقات كانت كل واحدة تحكي للأخرى عن القافلة،حثى داع خبرها بيننا جميعا،فتوقفت القافلة عن مساعيها الحثيثة.
صديقتي الرومانسية تسألني:حنان أأحضى يوما بطلب زواج مع وردة حمراء؟ولأنني مفرطة التفاؤل أجيبها طبعا طبعا. سأبيع الدنيا وما فيها مقابل تلك الوردة تجيبني.سأتغاضى عن الفارق المادي والدراسي من أجل أحد يريدني حقا لشخصي.
صديقاتي يجمعن على أن تكاليف الحياة في تصاعد والرجل وحده لن يستطيع دوما تحملها جميعها. وأنهن مستعدات لتقاسم المصاريف وحتى تقاسم الحساب البنكي،على أن لا يبنى الزواج على صفقة مادية.ويجدن تسرع الرجل بتقديم مخططاته المالية الأحادية جشعا منه وانتقاصا من كرامتهن.
أيها الرجل،كيف ترضي لنفسك أن تتزوج حسابا بنكيا مهما بلغ؟كيف تسمح بتجميد أحاسيسك داخل بطاقةبنكية باردة؟ كيف تتعرف على السلم و الرتبة قبل التعرف على خلفيات و اهتمامات المرأة؟كيف تجعل من المادة محركك الدائم للبحث عن السعادة؟
أيها الرجل في مقالي هذا التعميم غير وارد،والاستثناء قائم.
عبدو
الله يعطي لنساء الطمعات العنوسة و الرجال الطامعين الفقر
النص لم يتحدث عن النساء اللواتي يسألن الرجل قبل الخطبة عنالسكن الشخصي بعيد عن الوالدين و السيارة والحساب البنكي و يتركن الرجال الحقيقين دوي الأخلاق الحسنة و عمل متواضع، الله يعطي لنساء الطمعات العنوسة و الرجال الطامعين الفقر