هذه كواليس لقاء أخنوش بالوزيرة الأولى لجمهورية الكونغو الديمقراطية

كواليس ترؤس أخنوش لاجتماع اللجنة الوزارية لقيادة إصلاح منظومة الحماية الاجتماعية

أبرز ما قاله مدرب الجيش فيلود بعد الفوز على الرجاء في العصبة الإفريقية

مدرب الرجاء سابينتو يبرر الخسارة أمام الجيش الملكي

تكريم وجوه فنية في ختام فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للسينما والهجرة بوجدة

بنحليب يقوم بحركة غريبة لحظة دخول لاعبي الجيش أرضية الملعب

رويدا مروّه: إذا لم تبدأ الأحزاب السياسية والقوى الفاعلة في المجتمع مسيرة نهضة حقيقية فلن يكون للتعد

رويدا مروّه: إذا لم تبدأ الأحزاب السياسية والقوى الفاعلة في المجتمع مسيرة نهضة حقيقية فلن يكون للتعد

 

 

 

حاورها – المصطفى اسعد :

نستقبل في هذه الفترة الجد صعبة في تاريخ المنطقة العربية خاصة والعالم عامة المديرة التنفيذية "للمركز الدولي للتنمية والتدريب وحلّ النزاعات" والباحثة في العلاقات الدولية والناشطة الإعلامية والحقوقية رويدا مروه للحديث عن فيلمها الأخير "المخلوع" الذي يتحدث عن ما يقع بتندوف من انتهاكات لحقوق الإنسان وكذلك عن رأيها في قضية الصحراء والحكم الذاتي والربيع العربي والحالة المغربية المنفردة ، نترككم مع هذه المفكرة اللبنانية الملمة بالقضايا المصيرية للأمة بشكل كبير لتتعرفوا عليها عن قرب .

 

1 -  من هي رويدا مروّه الإنسانة والحقوقية والناشطة الإعلامية؟

 

رويدا مروّه "الانسانة" فتاة لبنانية عربية من "آل مروّه"...هذه الكلمات تختصر افتخاري بكوني أنتمي الى عائلة لبنانية جنوبية عريقة (آل مروّه) المعروفة بابداعاتها الفكرية والثقافية والاعلامية الفلسفية والنضالية في مجال حريّة الرأي والتعبيروهي العائلة التي ينتمي اليها أعلام في الصحافة كالراحل الناقد الموسيقي المعروف نزار مروّه والراحل المبدع الصحافي كامل مروّه مؤسس "جريدة الحياة"... وهي العائلة التي أنجبت في الفلسفة والفكر الراحل الشهيد الشيخ حسين مروّه والمفكر الكبير وأحد ابرز أعلام الحزب الشيوعي اللبناني الأستاذ كريم مرّوه... اضافة" الى أسماء كبيرة أخرى من العائلة كناشر وصاجب جريدة "الدايلي ستار" (الجريدة اللبنانية الوحيدة الناطقة باللغة الانكليزية في لبنان) الاستاذ جميل مروّه وغيره من الشخصيات المعروفة من مختلف مجالات الابداع والمعرفة والذين يصعب حصرهم هنا...هؤلاء جميعا واسم عائلتي حمّلني مسؤولية كبيرة في تحقيق انجازات تليق بهذه العائلة وصيتها الذي ذاع في العالم العربي كافة، كما أن اسم العائلة كان دائما "ورقة عبور" الى كل من سمع باسمي بل لقائي شخصيا...ومّما أفخر بالتعريف به عن نفسي أنني أحمل الجنسية اللبنانية وهي بمثابة "شهادة تقدير" أحملها معي أينما ذهبت لأنها تعبرعن انتمائي لشعب مناضل ومقاوم حارب المستعمر الفرنسي ومن بعدها حارب اسرائيل وذاع صيته منذ عقود في نجاجاته في قطاع التجارة والاقتصاد والمال والأعمال والفكر والثقافة داخل لبنان وخارجها لدرجة أنّ الجملة التي تعوّدت سماعها في كل بلد أزوره "أنت لبنانية...أهلا بلبنان بلد العلم والثقافة والابداع... "...كما أنني أفخر بالتعريف عن نفسي بكوني "عربية" لأنني تربيت على قيم ومبادئ وتمسكت بها يوما بعد يوم بفعل تجربتي المهنية ولقائي بناشطين وصحافيين عرب وهي شعوري بالفخر والاعتزاز من كوني أنتمي لثقافة عربية تحتضن أعرق القيم والمثقفين وهنا ألوم العديد من الشباب العربي الذين طالما انتقدوا الشعوب العربية وواقعها المعاش قبل ما يسمى "بالربيع العربي" وكانوا يتمثلون دائما بالشباب الغربي لكنني لم أنتظر (وأعرف ان كثيرين مثلي) "الثورات العربية" لأكتشف أن الشعوب العربية شعوب حيّة وحيوية ونابضة بالكرامة واللارضوخ"...

 

أمّا رويدا الناشطة الحقوقية والصحافية فهي الثائرة دائما من أجل التغيير ونصرة القضايا المحقة... كثر لا يعرفون أنني بدأت عملي الصحفي منذ دخولي السنة الجامعية الأولى في قسم الصحافة لأنّ حماسي الاعلامي جعلني منذ الشهر الأول في دراسة الاعلام أبحث عن فرص التدرّب والتطوير الخبراتي في مجال الاعلام وعندما أعود بالذاكرة ست سنوات الى الوراء أشعر أنني اجتزت مراحل كثيرة في سنوات قليلة بمجهود فردي وجبّار لأن حماسي واستعدادي للعمل وبناء مستقبل مهني كبير كان يساعدني لتجاوز كل مشكلة او عقبة تواجهني...ومنذ ثلاث سنوات تفرّغت بشكل شبه كامل للعمل الحقوقي والمدني الذي أصفه بأنه "تحديّ كبير في داخلي لا ينتهي للتعريف بقضايا انسانية اؤمن بها"......لقد عملت لأكثر من ثلاث سنوات متواصلة في مجال اعداد وتقديم برامج اذاعية وتلفزيونية اجتماعية الى أن تفرّغت بشكل كامل للعمل الحقوقي عندنا بدأت دراسة الماجستير في العلاقات الدولية حيث ألهمني مجال التدريب على حقوق الانسان وحل النزاعات والتدريب الاعلامي وقد ساعدني في اكتساب سمعة طيبة في العمل الحقوقي عدم وجود اي انتماء سياسي لي ولعائلتي في بلد كلبنان معظم اعلامييه مسيّسون حزبيا ...لم أطق يوما العمل الوظيفي الذي جرّبته كمسؤولة اعلامية في شركات خاصة كبرى في لبنان لأنّ حماسي للمجتمع المدني كان يسرق اهتمامي دوما...

 

 

2 -  ما السرّ في اهتمامك بقضية الصحراء المغربية في فيلمك الأخير "المخلوع" وفضحك للإنتهاكات الجسيمة بمخيمات تيندوف ؟

 

سعيدة جدا بطرحك لهذا السؤال لأنني على يقين ان كثير من المغاربة والعرب يطرحون هذا السؤال (بعضهم بالخفاء وبعضهم يوّجهون سؤالهم اليّ مباشرة) وربما هذه هي المرّة الاولى التي سأجيب فيها بشكل علني وصريح جدا عن سبب هذا الاهتمام... وباختصار اجابتي هي "لماذا نهتم كعرب بقضية فلسطين وحق الفلسطينيين في العودة؟ ولماذا نتضامن ونحزن لما يحصل في العراق؟ ولماذا نتضامن مع الثورات العربية الطامحة للتغير؟ ...اذا كنا قد سلّمنا جدلا بهذه القضايا ومواقف التضامن العربي فيها من منطلق كوننا عرب ومسلمين، فلماذا نستغرب ان تتضامن حقوقية عربية مع صحراويين (عرب مسلمين) محتجزين في مخيمات تندوف وسط غياب وسائل اتصال سواء انترنت او تغطية اعلامية داخل المخيمات ووسط تنكيل بأبسط حقوق التنقل والتعبير والسفر والتعليم والصحة؟... ولماذا يستغرب الكثيرون انني اعمل على فضح انتهاكات حقوق الانسان في مخيمات تندوف لاسيّما قضيتي ترحيل الاطفال قسريا الى كوبا وابعادهم عن ذويهم بحجة الدراسة اضافة الى التمييز الجنسي داخل المخيمات وظاهرة الرق والعبودية والتي كشف عنها اكثر من فيلم وثائقي دولي سابقا؟ في وقت يهبّ فيه ناشطون اوروبيون وأميركيون لنصرة من انتهكت حقوقهم في أقصى بقاع الأراضي العربية؟... أعتقد أنّ هذه الأسئلة قد تقنع البعض ومن لم يقتنع فأنا أعلن وبكل اصرار أن قضية الصحراء بالنسبة اليّ هي التزام اخلاقي وانساني لم ولن أتخلى عنه مهما كلّفني النضال في هذه القضية... ولا أخفي عليك فمن يبحث في الانترنت سيجد حجم الهجوم الذي اتعرّض اليه في كل مرّة انّظم نشاط او اكتب مقالا يطال القضية... ربما سبب هذا الهجوم انه من سنوات طويلة لم يعمل شخص عربي (غير مغربي) على هذه القضية وهذا ما يثير حفيظة البعض ولكن لا شيء سيمنعني عن النضال الذي تعبت كثيرا للوصول اليه في التعريف بانتهاكات حقوق الانسان في مخيمات تدونف وساكمل الطريق بارادة أقوى... أمّا فيلم "المخلوع" فهو لم يكن أول مبادرة حقوقية واعلامية حول قضية الصحراء اقوم بها، فعلاقتي بقضية الصحراء بدأت قبل عامين عندما بدات شخصيا اهتم بالقضية من خلال دراستي لحل النزاعات ومن ثم زيارتي الرسمية لمدينة العيون والتجوّل في المدينة ولقاء والي المدينة وابرز فعالياتها السياسية والاقتصادية والثقافية والجمعوية للاطلاع عن كثب عن هذه القضية...بعدها بدأ تحدّي كبير ينمو في داخلي يشبه كل التحدّيات الاخرى التي اجتاحت ارادتي لتكريس وقت طويل واهتمام كبير مدفوعة بحس انساني بحتّ لمساندة ضحايا التعذيب داخل مخيمات تندوف من قبل جبهة البوليساريو...

 

 ويوما بعد يوم عندما بدأت اكتشف كل المغالطات والاكاذيب والتضليل الاعلامي الذي يلّف القضية بدأت اتحمس أكثر للعمل على القضية خاصة انني كنت ارى جهلا عربيا كبيرا حول ما يحصل في هذه القضية وعدم رغبة اي جهة عربية رسمية في تحمل مسؤولية حقيقة تجاه مسار هذا النزاع الذي يعطل قيام "اتحاد المغرب العربي" ويشوّه علاقات دولتين عربيتين ذات اهمية استراتيجية وسياسية ودولية هما المملكة المغربية والجزائر...وبعد ان شاركت في اكثر من محفل دولي في أروقة الامم المتحدة لا سيما الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ومجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف وغيرها من الفعاليات الاعلامية والحقوقية حول حقوق الانسان وحماية الاطفال والنساء في اماكن النزاعات قررت في بداية العام بالتعاون مع مجلس ادارة "المركز الدولي للتنمية والتدريب وحلّ النزاعات"  أن أبدا بالعمل على عمل وثائقي يوّثق لمعاناة نساء واطفال تندوف من خلال شهادات عائدين من المخيمات سردوا شهاداتهم ضمن سياق درامي... وهكذا جاء فيلم "المخلوع" وهو من إخراج مشترك بيني وبين زميل لبناني آخر "محمود فقيه"، وسيكمل الفيلم طريقه الى كل المحافل الحقوقية والاعلامية وسينشر المزيد والمزيد حول حقيقة ما حصل ويحصل في مخيمات تندوف... وقد تمّ عرضه اولا في العاصمة الرباط خلال شهر يوليو وبعد شهر رمضان المبارك سيكون هناك عروض للفيلم مع جلسة مناقشة لشخصيات الفيلم في بيروت وعواصم عربية وأجنبية أخرى...

 

 

3- أين يمكن لك تصنيف الكيان الوهمي البوليساريو بعد قيامك بفيلم المخلوع ؟ وماهي الرسالة التي كنت تودين إيصالها للعالم من خلاله ؟

في الواقع فانّ الرجوع الى الارشيف الالكتروني المنشور حول فيلم "المخلوع" نجد ان انصار ما يسمى "البوليساريو" شنوا حربا الكترونية عنيفة اللهجة وصلت الى حدّ القدح والذّم ضدّي حتى قبل عرض الفيلم... وقد كنت سعيدة جدا بذلك لأنهم لم يجدوا اي طريقة يرّدون بها على الحقائق التي صورّها الفيلم وشعرت منذ تلك اللحظة بأنّ الفيلم اوصل رسالته بعد نشر اول مقابلة معي حول مضمون الفيلم وشعرت انني نجحت بنشر الرسالة الاساسية للفيلم بشكل صحيح عبر حجم الاستنفار والاستفزاز الذي حصل من قبل الطرف الآخر... الرسالة كانت واضحة وهي تسليط الضوء على قصص نساء ورجال صحراويين عانوا من التعذيب النفسي والجسدي على ايدي جبهة البوليساريو قبل هروبهم من المخيمات وعودتهم الى أرض المغرب...

أما واقع الجبهة في الأسابيع القليلة الماضية وحتى يومنا هذا فهي متخبطة داخليا بعد ان خرجت اصوات العديدين من معارضي القيادة الحالية الى العلن وابرزهم مؤخرا الشاعر الصحراوي الناجم علال والذي اقدمت عناصر من ميليشيات البوليساريو على اعتقاله لمدة ساعتين عند مروره عبر حاجز امني رفقة صديق له حيث تم استنطاقهما و حجز سيارتهما وذلك على إثر إصداره لألبوم غنائي تحت عنوان "شباب التغيير" الذي أيّد فيه شباب الثورة الصحراوي وانتقد فيه سياسة قادة البوليساريو متهما إياهم بالاغتناء على حساب مأساة الصحراويين الذين ضاقوا ذرعا بطول معاناتهم التي استمرت على مدى أزيد من 35 سنة.

ولعلّ ابرز ضربة كانت ومازلات للجبهة هي المناضل الكبير مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الذي عاقتبه الجبهة لأنّه أيد مقترح الحكم الذاتي قبل عام فقامت بتسليمه لمكتب المفوضية السامية لغوث اللاجئين بنواكشوط، وهو ينتظر تحديد وجهة نهائية تجمعه بعائلته بعد معانات النفي والاعتقال والتعذيب والحرمان من لقاء أهله وأبناءه إضافة إلى إبعاده ومنعه من دخول المخيمات إثر اقتناعه وتأييده لمبادرة الحكم الذاتي المغربية واعتبارها حلا واقعيا ينهي شتات الصحراويين ويضمن مستقبلهم.

كل هذه الأحداث لا تعكس سوى ضياع وتشتيت جبهة البوليساريو في ما يخصّ مسار النزاع التي لم تفعل شيئا في كل مرة تدعوا فيها ألامم المتحدة الى جولة جديدة من المفاوضات الرسمية وغير الرسمية حول الصحراء سوى عرقلة مسار المفاوضات ورفض كل مقترحات الحل الممكنة والتشبث بالمطالبة بالاستقلال كتعبير عن حق تقرير المصير في وقت أصبح معروفا فيه ان الاستقلال هو غير ممكن للصحراويين كمان ان كل النظريات السياسية تؤكد ان حق تقرير المصير له اشكال اخرى غير الاستقلال وهي الحكم الذاتي...

 

4 – هل يمكن إعتبار الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب حلّا للنزاع بالصحراء؟

 

رايي لم يتغير في ما يخص مقترح الحكم الذاتي لانهاء النزاع على الصحراء...ومنذ بداية النزاع في العام 1975 وحتى يومنا هذا لم يكن هناك طرح اكثر واقعية وقابلية للتنفيذ من مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في العام 2007, كل الطروحات السابقة للحل من الاستفتاء الى ما ينادي به الطرف الآخر اي الاستقلال التام تعارضه الوثائق التاريخية والقانونية والجغرافية حول هوية الصحراء ووولاء قبائل الصحراء الى المملكة المغربية اضافة الى ان الامم المتحدة عبر مبعوث الامين العام الجام كان باستمرار ومع توالي العديدن على هذا المنصب اعترفوا بقناعة بانّ الحلول الاخرى غير ممكنة ووصفوا مقترح الحكم الذاتي بانه الاكثر قابلية للتطبيق وحتى عواصم القرار في العالم اعرتفت بنفس الأمر، وانا شخصيا امثر ما لفتني في هذا المقترح هو انه وقة تفاوض حقيقية غير جامدة بل لينة وتتّسع للكثير من الضاافات والحذف وهذا فعلا ما يجعلنا نؤمن بهذا المقترح كونه يفسح المجال امام كل اطراف الحوار للجلوس والتفاوض على ورقة قائمة والخروج من سلسلة المفاوضاغا الرسمية غير الرسمية اليت لم تفض الى اي نتيجة منذ اشهر وسنوات وفي كل مرة تنتهي جولة تكون النتائج "رواح مكانك" وهذا ما كنت قد ذكرته في عدّة مقالات سابقة لي حول تقييم مفاوضات الصحراء برعاية الامم المتحدة...

 

5 - بصفتك المديرة التنفيذية "للمركز الدولي للتنمية والتدريب وحلّ النزاعات" وباحثة في العلاقات الدولية كيف ترين الوضع الحالي في العالم العربي عامة والحالة المغربية خاصة؟

 

اسمح لي أن ابدا بالوضع المغربي اولا والذي لا يخفى على أحد انه يمرّ بمرحلة تحول سياسية كبيرة منذ نشوء حركة 20 فبراير وحتى يومنا هذا... لقد كنت في زيارة للرباط حين بدات تحركات 20 فبراير وكنت ايضا في زيارة اخرى للرباط حين تم الاستفتاء على الدستور في الاول من يوليو الماضي ورايت بنفسي مجريات الحياة السياسية والحراك الشعبي في المملكة عن قرب...وأعتقد ان الاهم من نتيجة الدستور والاهم من النقاش الذي دار قبل الدستور بين مقاطع ومؤيد ومعارض هو النقاش الدائر حاليا حول موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة وحجم التعبئة الشعبية للمشاركة من قبل مختلف الاحزاب السياسية كي لا يتكرر سيناريو المشاركة الضعيفة في الانتخابات النيابية خلال الدورة الماضية... ونقرأ منذ فترة قريبة عدم رضى عن حراك الاحزاب السياسية تجاه الانتخابات القادمة والاكتفاء بوجود نقاشات داخلية بين وزارة الداخلية وممثلي الاحزاب حول موعد تحديد الانتخبات...

 

بالنسبة لهذا الشق اعتقد ان الشعب المغربي وليس فقط الاحزاب المغربية امام تجربة حقيقية لتقييم مدى استعداهم لبناء "مغرب جديد" قائم على المصالحة والانصاف وتفعيل مجالس وطنية للشباب وحقوق الانسان ومدى قدرتهم على تلّقف التعديلات الدستورية الجديدة...

فليس مهما" ان كان حجم التعديلات الدستورية كافي او غير كافي ولكن المهم ان يوجد كفاءات بشرية لا سيما سياسية وحزبية ونقابية منها قادرة على ان تمسك زمام السلطة في مرحلة "ما بعد الدستور الجديد"... فاذا كان النقاش حول الانتخابات القادمة هو نقاش حكومي - حزبي فقط حول التاريخ الأنسب للانتخابات فاعتقد ان المغرب سيخسر كثيرا لانّ هذا يعني بقاء الحال على ما هو عليه ويعني ايضا ان الحكومة المغربية والسلطات المغربية هي من سيتابع تنفيذ الدستور الجديد ولن يكون للشعب "كلمة اليصل" في مسار ومراحل تطبيق الدستور الجديد وكل ذلك لن يتحقق بدون تعبئة شعبية لمشاركة مرتفعة من الناخبين في الدور المقبلة للانتخابات التشريعية وعندها على الجميع ان يرضى بالنتائج لان مرحلة "العل الجاد" بعيدا عن التظاهر وسيناريوهات الشارع تكون قد حانت ولن تحتمل أي تأجيل آخر...

فالمغرب اليوم دخل في المرحلة التي لازال العالم العربي يتخبط بها وهي المرحلة الانتقالية بين الاصلاح والديمقراطية (وصل المغرب لهذه المرحلة بعد التعديلات الدستورية التي وافق عليها الشعب باغلبية ساحقة في استفتاء يوليو)... واذا لم تبدأ الاحزاب السياسية والقوى الفاعلة في المجتمع مسيرة نهضة حقيقية فلن يكون للتعديلات الدستورية سوى مكاسب متوسطة القدر للمغاربة...

 

بالنسبة للوضع العربي، ارى ان لكل حراك في الشارع العربي اليوم خصوصية مختلفة رغم ان كل "شوارع التغيير العربي" اجمعت على المطالبة بحرية الراي والتعبير والديمقراطية والاصلاحات السياسية والاقتصادية...ولكن الخطر الحقيقي على هذا الحراك هو الأنظمة الدكتاتورية العربية التي مازالت قائمة اليوم والغرب ومعه أميركا التي لن ترضى بدول عربية قوية وانظمة جديدة قوية مستقلة عن التبعية للغرب...ولكن الوصول الى انظمة جديدة "نظيفة" وقف على الوعي السياسي للشعوب العربية وليس فقط الوعي الجماهيري...فالوعي الجماهيري قد يعني ان هناك آلاف وملايين الأشخاص ينزلون للشارع للهتاف ضد نظام او لرفع شعار تغييري اصلاحي ولكن هذا وحده لا يكفي لبناء أنظمة جديدة قوية وديمقراطية... والدليل هو ما يحصل في مصر وتونس بعد سقوط راس النظام السابق بن علي ومبارك، علما ان النظام السابق لم يسقط لان رموزه ورجاله موجودون...اما الوعي السياسي للشعوب فيعني ان يعرف الشعب ان القوانين والدساتير الجيددة وحدها تضمن قيام دول وانظمة قوية وان المشاركة في الاحزاب السياسية والانتخابات التشريعية هي السبيل الوحيد للمجيء بمن يستحق لحكم الشعوب العربية في مراحل ما بعد "الثورات" هذا ان سارت "الثورات" العربية بعيدا عن انحراف الأهداف...

 

6 -  ماهي أعمالك وتحركاتك المستقبلية ؟

 

العمل البحثي والصحفي يبقى اهتمام شخصي ومهني ولكن عملي كمديرة تنفيذية للمركز الدولي للتنمية والتدريب وحل النزاعات- هذا الحلم الصغير- الذي بدأ قبل عام حين شاركت في تأسيسه رفقة صحافيين وناشطين آخرين وبدأ يكبر وينفذ مشاريع أكبر يوما بعد يوم... والمركز يخبئ العديد من المشاريع الجديد في ألشاره القادمة منها افلام وثائقية جديدة حول حقوق الانسان اضافة الى ورش عمل ومؤتمرات حول رصد انتهاكات حقوق الانسان والتدريب الاعلامي وبناء قدرات الشباب في اماكن النزاعات... اضافة الىالاعلان عن شراكات جديدة ومهمة مع مؤسسات تهتم بسيادة القانون والعدالة الاجتماعية والتنمية الثقافية في اماكن النزاعات...

 

7 – كلمات ومعاني

 

لبنان: بلد صغير جغرافيا ولكنه يشغل الدول الاقليمية سياسيا وفكريا... يعاني توترات أمنية ومنقسم سياسيا الى ما لانهاية بسبب التدخلات الخارجية فيه... لكنّ شعبه يبقى قوي الارداة ولا ينكسر ويزداد ثقافة وعلما يوما بعد يوم...

 

الفايسبوك: يستطيع ايصال اصوات الشباب والمبادرات الانسانية ولكنه "غير كاف" لبناء مستقبل دول ومجتمعات اذا لم تتوفر قوى بشرية تستطيع العمل على أرض الواقع بعيدا عن "كبسة زرّ الانضمام للصفحات والمجموعات" والتي يسهل على الجميع الضغط عليها ولكن وقت "الجدّ" لا تجد من يضغط على "كبسة زرّ التنفيذ"...

 

عبد العزيز المراكشي: يسبح في "المجهول" في ما يخصّ مستقبل الصحراويين المحتجزين في تندوف، لكنّه يعرف جيدا انه وسائر قيادات البوليساريو مستفيدون من بقاء النزاع دون حلّ نهاي... وأعتقد انه ليس بيده القرار النهائي في هذا الاطار... لكنني اطمح للقائه ومحاورته يوما لاسأله الكثير...

 

الربيع العربي: لا يهمّني تسميته ب"الربيع العربي" او "الحراك العربي" او "الثورات العربية" بقدر ما يهمّني الاستراتيجية التي يعمل عليها الاصلاحيون في العالم العربي للوصول الى "ربيع المناخ السياسي العربي"....

 

المغرب: شعب متواضع وبلد ساحر في طبيعته الجغرافية وتاريخه التراثي والحضاري وتنوّعه ين الثقافتين الامازيغية والعربية وانماط الحياة التقليدية والحداثية وله "خصوصية سياسية وملكية"  ليست موجودة في اي بلد ملكي حول العالم العالم...

 

8 – كلمة أخيرة للقرّاء

 

اتمنى كل التوفيق والاستمرار لموقعكم الكريم والمتنوّع وكل الاحترام للقرّاء الأفاضل وأشكركم على هذه المقابلة التي عبرت فيها شخصيا" بكل حريّة وتلقائية عن أفكاري وتطلعاتي والتي أردت من خلالها أن أعبرّ عن أفكار كثيرين من الشباب العربي والقرّاء الذين يتحملّون مسؤولية انسانية اخلاقية تجاه قضايا يؤمنون بها وقد يدفعون ثمنا" باهظا" دفاعا عن آرائهم...


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات