أخبارنا المغربية
ميونخ ــ وكالات
يقطع الاميركيون في نيويورك 600 ألف كم في السنة بسياراتهم بحثًا عن مكان مناسب لركنها، ويستهلك حي واحد من لوس انجيليس 180 ألف لتر بنزين، مع إطلاق 730 ألف طن من ثاني أوكسيد الكربون في السنة، ويتشاجر السكان بلا انقطاع بسبب الصراع على المواقف.
وقت ضائع وتلوث كبير جراء زحمة المرور وفوضى المرائب، يمكن أن يحلها رجل آلي أو روبوت متطور اسمه "راي"، استخدمه الألمان للمرة الاولى في مطار دسلدورف الدولي. فالروبوت المنظم للمرائب يقود سائق السيارة مباشرة إلى المكان المناسب، فيكفيه مشقة الدوران في أنحاء المرأب، والبحث صعودًا ونزولًا بين طوابقه، ويوفر له الزمن، ويؤدي خدمة إنسانية كبيرة للبيئة.
هذه ليست كل الخدمات التي يقدمها "راي" لسائقي السيارات في المرائب المزدحمة، لأنه على علاقة مباشرة مع برج المطار، ويعرف موعد هبوط الطائرة التي تقل صاحب السيارة المركونة، فينتظره في باب الكراج ويقوده إلى سيارته. فضلًا عن ذلك، يعول مخترعوه على مهاراته ودقة معرفته بانحاء المرأب لخفض نسبة الحوادث التي تحصل داخل المرائب. دخل "راي" الخدمة في مطار دسلدورف للمرة الاولى قبل أيام، كأول روبوت من نوعه في العالم، بانتظار أن يكون نجاحه مدخلًا لنشره في كافة مرائب العالم.
وتقول سلطات المطار أن الروبوت المنظم لحركة السيارات في المرائب سيزيد طاقة استيعاب مرأب المطار بنسبة 60%. وميزة "راي" إمكانية استخدامه من دون عناء لحل مشاكل الازدحام والحوادث في المرائب التقليدية.
قامت شركة "سيرفا ترانسبورت يسيتيمز" من بافاريا بانتاج السيارة الروبوت غير المأهولة المسماة "راي".تم عرضه للمرة الاولى في معرض هانوفر الدولي قبل أشهر، وكانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أول من شاهده. ويستخدم "راي" خريطة المرأب بعد برمجته بها، كي يعرف طرقه داخل المرأب. يقول توماس كوتر، المتحدث الرسمي باسم مطار دسلدورف، إن ميركل جانبت الحق حينما سألت حينها بشك ما إذا كان "راي" سيجد سيارتها في مرأب المعرض الضخم، لأنه تمت تجربة "راي" عشرات المرات قبل عرضه على الصحافة، واستطاع 260 مرة أن يقود السيارات إلى الأمكنة الفارغة من دون أن يرتكب أي خطأ.
و"راي" قادر على التعلم بسرعة، وأن يتأقلم مع أجواء مرأب سيارات لا يعرفه ولم يبرمج له. ويمكنه أن يزيد استيعاب المرأب الغريب بنسبة 40% بعد أيام من استخدامه، وأن يزيد طاقة استيعاب المرائب التي برمج لها بنسبة 60%. ولا يشكل الروبوت راي أي عائق أمام حركة السير في المرائب، لأنه أصغر حجمًا من السيارة، كما أنه أقل عرضًا بكثير. والمهم أيضًا أنه قادر على الاستدارة حول نفسه في مكان ضيق، ولا تتطلب استداراته مساحة كبيرة كما هي حال السيارات.
من الممكن ايقاف "راي" على قاعدته عند مدخل المرأب، كي يؤدي خدماته على أفضل وجه.
ويرفع جسمه عن الأرض بضعة سنتمترات كي تتمكن عجلاته الصغيرة من الحركة تلقائيًا حال وصول سيارة جديدة. وزوده التقنيون بمجسات وأجهزة استشعار تعينه في تجنب الاصطدام بالسيارات الأخرى والجدران والأعمدة، وتعينه أيضًا على قياس حجم السيارة التي يواجهها. فالروبوت يقيس حجم السيارة اذا كانت شاحنة أو سيارة صغيرة، كي يقودها إلى المكان المناسب لحجمها. وتم تزويد "راي" ببرنامج خاص بمرائب مطار دسلدورف، وببرنامج خاص يربطه ببرج المطار، وبلوحة المعلومات الإلكترونية، بحسب تصريح كوتر.
وسيخصص "راي" بأحد أجنحة المطار الذي تستوعب مرائبه نحو 20 ألف سيارة، وعلى هذا الأساس يمكن للروبوت، عندما يعرف بوصول طائرة صاحب إحدى السيارات، أن يقودها خلفه الكترونيًا من أقصى أركان الكراج إلى المدخل، حيث ينتظر وصول صاحبها. وظف مطار دسلدورف نحو مليوني يورو لشراء ونصب واستخدام "راي"، لكن إدارة المطار تتوقع زيادة إيرادات مرأب المطار بحدة، لأنه سيشجع الكثير من المسافرين المترددين، الذين يخشون تعقيدات ايقاف واخراج السيارات من المرائب الكبيرة، على إيقاف سياراتهم الآن في المطار قبل السفر، علمًا أن مطار دسلدورف يؤجر مرائبه مقابل مبلغ 29 يورو في اليوم.
ولا يقتصر الاهتمام بروبوت المرائب على ألمانيا واوربا، لأن شركة سيرفا تتلقى العديد من الطلبات من آسيا، بحسب تصريح روبرت كوخ، الذي صمم وبرمج "راي" لتأدية مهماته".