أخبارنا المغربية
عبدالاله بوسحابة : أخبارنا المغربية
لا شك أن كل قاصد لمدينة الصخيرات عبر الطريق الوطنية رقم 1 , ستستوقفه لا محالة تلك المعلمة التاريخية , والتي عمرت لزمن طويل ناهز حسب بعض الوثائق التاريخية مائة سنة ,و ظلت صامدة إلى أن تعذر عليها القيام بمهمتها , بعد أن أصابها الوهن و الضير , نتحدث عن قنطرة واد إيكم التاريخية المعلقة بين ضفتي هذا النهر, بجمالها و تناسقها و هندستها الفريدة من نوعها , إذ تعد إلى جانب قنطرة واد الشراط بالضفة الثانية للصخيرات الوحيدتين من نوعهما بالمغرب و إفريقيا ككل .
إلا أن الحالة الصحية لهذه المعلمة أصبحت في تراجع مستمر , بعدما طالها التهميش و النسيان , و أخذ منها الزمن ما أخذ , و تناساها المسؤولون من دون رجعة , فبعد أن أحلها وزير التجهيز السيد عبد العزيز الرباح على التقاعد وإثر تعويضها بقنطرة إسمنتية أخرى قادرة على استيعاب حجم السيارات و العربات الكثيرة التي تعبر هذا الوادي ,لم يتم التفكير في حلول ممكنة من أجل المحافظة على هذا الإرث التاريخي , و حمايته من الضايع , بعدما نال منه الصدأ, و تناسته أيادي الصيانة , و هنا لابد انقف لندق ناقوس الخطر, و نحذر من التفريط و الاستهانة بأهمية هذا المورث المعماري التاريخي .
و في مقابل ذلك , فإن الضرورة تقتضي التفكير بروية تامة من أجل طرح بدائل و مقترحات يرجى من وراءها بعث هذه القنطرة من جديد , بالنظر إلى المقومات الجغرافية و السياحية التي تحظى بها المنطقة , المحاطة بغابة تعج بعدد كبير و أنواع مختلفة من الأشجار و النباتات, بالإضافة إلى جبال صخرية تستهوي عشاق التسلق , و شاطئ يحج إليه عشاقه من كل مكان .
لأجل ذلك ينبغي التفكير في خلق مشاريع سياحية قد تعود على المنطقة ككل بالخير و النماء, و تساهم في الحفاظ على هذه المعلمة من الضياع , هذه رسالة إلى من يهمهم الأمر, سواء السيد وزير التجهيز الذي ودعها من دون رجعة أو السيد وزير الثقافة , المجلس البلدي للصخيرات و السلطات المحلية و الإقليمية , و خاصة المجتمع المدني المحلي المطالب بقوة بحماية هذه المعلمة التاريخية ... قنطرة واد إيكم .