المصطفى الياجيزي
انخرط البنك الدولي في إطار مشروعه البيئي: التغيرات المناخية في المغرب وأجرى دراسات معمقة بتعاون مع المعهد الوطني للبحث الزراعي بالرباط وخلصت هذه الدراسة إلى اختيار خمس جهات وخصصت لها تسعة مشاريع ومن بينها جهة دكالة عبدة حيث استفادت من زراعة الزيتون بعبدة وأشجار التين بدكالة وزراعات كلئية للمواشي بآسفي وتم اختيار التعاونية الفتية الفلاحية بمنطقة أولاد افرج أولاد زيد من أجل زراعة 165 هكتار من أشجار التي ذات جودة عالية قابلة للتجفيف، والتعبئة والتلفيف ذات حجم كبير، مع إنشاء وحدة صناعية لهذا الغرض بمقر التعاونية الفتية ، مع العلم أن المنطقة المذكورة تزخر بأنواع عديدة من أشجار التين لكن تسويقها يعرف صعوبات ومضاربات تجعل إنتاجها غير ذي نفع بالنسبة لصغار الفلاحين، حيث أن هذا المنتوج يوجه جزء منه للاستهلاك بأسواق البيضاء ومراكش وطنجة وأكادير وغيرها أما الجزء الأكبر فيوجه إلى معامل المربى وغيرها من المصانع في أنحاء المغرب، حيث يعملون على تصنيع جزء منه في الداخل والباقي يصدر إلى الخارج ، ولهذا عمدت التعاونية الفتية إلى الحد من هذه التجارة الغير المربحة بالنسبة للفلاح ولا تخضع للضوابط التجارية، حيث يستفيد الجميع، للإشارة فهذه الفاكهة ذات منافع كثيرة صحية غير معروفة عند عامة الناس وهي :
تكوين التين :
- المركب الرئيسي الموجود بالتين هو سكر الديكستروز Dextrose وهو يبلغ 50 % من تركيبة التين- فيتامين A ، B وِC – يحتوي على نسب عالية من أملاح الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والنحاس- يعطي سعرات عالية. فكل 100 غرام تينا أخضر يعطي 70 سعرة، والجاف يعطي لنفس الوزن 270 سعرة.
استعمالات وفوائد التين الطبية :
- يستعمل التين كملين للطبيعة، ويستعمل مع غيره من الأدوية مثل مادة السنامكة Senna والراوند Rhubarts لتصنيع الشرابات الملينة خاصة في بريطانيا- مكرع ومجشيء يزيل النفخة والأرياح- ملطف للبشرة ينعمها ويزيل البثور. يدبغ الشعر الشايب موضعيا ومع الطعام- يزيد مشاكل الرشح والزكام وآثارهما على الأنف والحنجرة- تستعمل لبخات التين على خراجات الأسنان والتهابات اللثة والأورام بالفم وغيره- يستعمل الحليب الذي يخرج من عنق التين غير الناضج لإزالة الثاليل بأن يوضع الحليب على الثؤلول- منه البري والبستاني يمزج مع الشمر واليانسون والسمسم يؤكل صباحا فيساعد الصحة على القوة والنشاط ويزيد في الوزن- يقوي الكبد وينشطه ويزيل تضخم الطحال – يعالج أمراض الدورة الدموية والأوردة خصوصا البوسير، ويؤكل ويضع موضعيا- ينشط الكلى ويزيد في الدورة الدموية التي تغذيها للقيام بوظائفها – يدر البول ويفتت الحصى والرمل- يعالج أمراض الصدر والسعال والربو وتشجنج القصبات الهوائية والتهاباتها – يعالج أمراض تسرع القلب. يمنع تجمع الماء في القلب والرئتين والجسم الذي ينتج عن ذلك بخفض الضغط بلطف، ويمنع النزيف- ينشط الدماغ والدورة الدموية فيه فيقوم الدماغ بوظائفه بطريقة أفضل خاصة إذا أكل مع المواد الغنية بالفوسفور مثل المكسرات واللوز والفستق الحلبي والصنوبر- يعالج أمراض النقرس فيعمل على إخراج أملاك اليوريك أسيد من الجسم عن طريق البول وعن طريق التعرق. يعالج أمراض المفاصل وآلامها – حليب التين يساعد على تآكل اللحم الميت في الجسم مثل الثؤلول، فيوضع على اللحم القاسي فيصبح طريقا- يعالج التين الأمراض النفسية، ويعمل على تهدئة الأعصاب، وإزالة أنواع القلق والخوف والإحباط والتوتر.
ثمار التين Figs-Ficus carica مغذية وملينة ومضادة للسرطان وغنية بالبوتاسيوم ويضاف على البن ليكسبه نكهة وحلاوة وطمع السكر المحروق وغني بالكالسيوم وبه مادة Benzyaldehyde تفيد في مقاومة السرطان.
ولهذا فقد أجرت الدولة دراسة مشروع إنتاج هذه الفاكهة وتثمينها وتطويرها حيث سيتم بناء وحدة صناعية لتحويل هذا المنتوج الكبير إلى مربى وغير ذلك من المنتوجات. وذلك في إطار مخطط المغرب الأخضر وبشراكة مع الغرفة الفلاحية بجهة دكالة عبدة ، والتنمية البشرية. إن هذه المشاريع المزمع تنفيذها سنة 2012 ستعود على المنطقة والجهة ككل بالنفع العميم ، وخلق مناصب شغل قارة ومنتجة، مما سيفتح الباب على مصراعيه أمام تطوير الفلاحة بالمنطقة التي لازالت تعاني الهشاشة والتهميش والإقصاء، حيث الفلاحة هناك تعتمد طرقا بدائية للإنتاج. ولذلك كان لزاما علينا كفاعلين جمعويين عصرنتها والرفع من قيمة منتجاتها وجعلها تساعد في تطوير الموارد الفلاحية والاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة والعمل على ازدهار هذا الجزء من الوطن وتفعيل فلسفة مخطط المغرب الأخضر.
عبد النبي حلمي
مشروع التين
وحدة لﻹنتاج مربى التين وتلفيفه