أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية / عبد الرحيم القــاسمي
وضعت القوات المُسلحة الملكية المغربية ،خلال الأيام القليلة الماضية، عدداً من المدافع والأسلحة الأوتوماتيكية وبطاريات صواريخ مُضادة للطائرات على أهبة الاستعداد في كل من الدار البيضاء ومراكش وطنجة، لمُواجهة أي تهديدات خارجية مُحتملة ؛خاصة بعد رصد وجود حوالي 11 طائرة مدنية بمطارات ليبية تمكنت جماعات مسلحة مُتطرفة من السيطرة عليها مؤخراً ،وهو ما قد يُحفز تلك الجماعات على إعادة تكرار سيناريو "أحداث 11 سبتمبر 2001" بتنفيذ هجمات انتحارية ضد المصالح الغربية في المنطقة كرد فعل انتقامي على الغارات الأمريكية التي تستهدف "داعش" في العراق.
وكيفما كان الحال ،فإن قولَ الكثير من وسائل الإعلام المغربية والعربية بأنّ استعدادات الجيش المغربي الجارية على قدم وساق ،تحسباً لخطر خارجي مُحتمل، جاءت بإيعاز من الإستخبارات الغربية للمغرب فيه الكثير من التجني ويفتقد الى الدقة في الطرح إذا نحن لم نضع في الحسبان أدوار المديرية العامة للدراسات والمستندات المعروفة اختصاراً بـ "لادجيد" والتي أصبحت رقماً يصعب تجاوزه في المُعادلة الأمنية للمغرب والمنطقة بالنظر لحجم المعلومات الإستخبارية التي يُوفرها الجهاز.
فعلى مـدى عقد من الزمن استطاعت "لادجيد" عينُ المغرب الخارجية رصد وتتبُّع العديد من الخلايا الإرهابية التي تنشط خاصة بالدول الأوربية وتفكيكها ،بالتنسيق مع جهاز "الديستي" (عين المغرب الداخلية التي لا تنام)،مما وفّر للجهاز المعلومات الإستخبارية القمينة بإحباط العديد من المُخططات التي كانت تروم النيل من أمن واستقرار المغرب.
وللبيان ، فالسلطات المغربية كانت قد أعلنت قبل أيام أنها "وبالتعاون مع أجهزة الأمن الإسبانية، فككت شبكة وصفت بالإرهابية على علاقة بتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي ينشط في العراق وسوريا، مهمتها التخطيط لتنفيذ هجمات بالمغرب".
وإذا كان الهدف الرئيسي من تأسيس "لادجيد" هو استباق الأحداث التي لا تزال الدولة تتوجس منها بطريقة أو بأخرى (مراقبة عمل الجيش) ،فإن أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية بالدار البيضاء غيرت الكثير داخل هذه الإدارة الحساسة المكلفة بحماية الوطن من كل تدخل أجنبي ؛إذ أصبحت المعلومات الاستخبارية عن الأنشطة الإرهابية الخارجية محور تركيز "لادجيد".
حري بالذكر أن محمد ياسين المنصوري يُعتبر أول مدني يُعين على رأس جهاز "لادجيد" العسكري سنة 2005 خلفاً للجنرال دو ديفيزيون أحمد الحرشي.