أخبارنا المغربية
ي.الإدريسي- ن.الطويليع
أعاد تزامن عطلتي ولادة طبيبتين بنفس المصلحة الخاصة بتصفية الدم باليوسفية معاناة مرضى القصور الكلوي إلى واجهة الاحتجاجات المشحونة بالسخط والتوتر إزاء شريحة لم تنصفها استراتيجية وزارة الصحة في التعيينات الأخيرة لأطباء هذا الاختصاص. وعرف مركز تصفية الدم التابع للمستشفى الإقليمي في الآونة الأخيرة، احتكاكات كادت تنحرف عن مسار الشجب والاستنكار، إذ اعتبر بعض نزلاء المركز عدم تعويض الطبيبتين بإطار طبي يخبر الاختصاص، استهتارا بحياتهم وخرقا فاضحا لحق من الحقوق التي يضمنها مبدأ المواطنة.
وأوضح في هذا الصدد أحد المهتمين بالشأن الصحي المحلي، أن الوضع في مركز تصفية الدم كارثي ولم يعد يحتمل الاجتهادات الترقيعية التي تهدد بشكل أو بآخر حياة مرضى القصور الكلوي، خصوصا بعد إصابة المريضة "رقية" المنحدرة من جماعة إغوذ، بأعراض "الأسيت" وهو تراكم الماء بالتجويف البطني الذي يتسبب في التلف الكبدي، في ظل غياب قسم الإنعاش، وهو ما اعتبره الطبيب المختص في الجهاز الهضمي حاجزا أمام نجاعة التدخل العلاجي، واستطرد المتحدث مؤكدا أن المسؤولين بالمستشفى الإقليمي يعلمون بشكل قبلي الفراغ الطبي الحاصل بالمركز وبالرغم من ذلك اكتفوا بتعويضه بأطباء عامين يتناوبون فيما بينهم في محاولة لسد الفراغ في اختصاص يتطلب التركيز والخبرة في المتابعة والتدخل.
وفيما تعذر الاتصال بمدير المستشفى لأسباب تخصه، تطرق أحد المسؤولين بذات المستشفى إلى إكراهات كبيرة يواجهها العاملون بمختلف مصالح المستشفى، تحول دون تقديم خدمات طبية في المستوى المطلوب، محدّدا إياها في عدم كفاية الموارد البشرية وضعف الإمكانيات وقلة التجهيزات. وحول ما إذا كانت هناك فرصة للاشتغال بفريق عمل ثان على الأقل لتجاوز هذا الإحراج الصحي الذي قد يزهق أرواح المرضى في أي لحظة لا قدّر الله، اكتفى الإطار الصحي بقوله؛ إن الأمر مستحيل بسبب الخصاص الكبير في الأطر الصحية والطبية بالمستشفى بصفة عامة.
وكان ستة من مرضى القصور الكلوي قد اعتصموا قبل سنة تقريبا بذات المركز للمطالبة بتمكينهم من العلاج بالمصلحة والحد من معاناتهم في الانتقال أسبوعيا إلى مدينة خميس الزمامرة التابعة لعمالة سيدي بنور في ظروف وصفتها إحدى المريضات وقتئذ بالمأساوية في ظل تكدس المرضى في سيارة إسعاف صغيرة مستعارة من جماعة سبت الخوالقة القروية التابعة للمجال الترابي لإقليم اليوسفية.