قاضي بالمحكمه العبرية بالبيضاء يتمنى الشفاء للملك محمد السادس ويكشف كيف يشتغل قضاء الأسرة العبري

بحضور الداكي وعبد النبوي ومهيدية.. افتتاح السنة القضائية 2025 باستئنافية بالدار البيضاء

إطلالة بانورامية مذهلة على مدينة الألفية وجدة من أعلى نقطة

بداية تثبيت أعمدة سقف الملعب الكبير بطنجة استعدادا لاستضافة كأس أمم أفريقيا

تم تحويلها من الملك العام إلى حدائق.. باشا مدينة سطات يهدم واجهات منازل تحتل أماكن عمومية لسنوات

مواطنون يعلقون على قرار إنهاء مهنة حارس السيارات بالمغرب

عانوا مثلنا وستفهمون

عانوا مثلنا وستفهمون


في كل مكان من هذه البلاد تحدث أشياء لا يكاد يصدقها عقل، لكنها تمر مر الكرام وينساها الناس سريعا، لذلك يبدو أن الحل المناسب هو الاحتجاج بطرق مبتكرة تجعل المسؤولين عنها لا ينسون بسهولة.
وعندما غرقت طنجة في الأزبال، حمل مواطنون أزبالهم من أمام منازلهم ووضعوها أمام باب الجماعة الحضرية. كانت هذه رسالة قوية ومباشرة، لأنه بعد ذلك تحرك مسؤولو المدينة من أجل وضع حد لغرق المدينة في جبال من الأزبال.
اليوم، يحتاج المغاربة إلى أشكال احتجاجية جديدة، وكلها يجب أن يعمل من أجل وضع المسؤولين في نفس المشاكل التي يعانيها المواطنون، أي أن المواطن الذي يؤدي الضرائب المفروضة عليه، ورغم ذلك يغرق في الأزبال، يجب أن يحمل أزباله إلى باب الجماعة الحضرية؛ وإذا لم يتم حل المشكلة، يجب أن يحمل أزباله إلى باب الولاية أو العمالة؛ وإذا لم تحل المشكلة، يجب أن يضع الأزبال أمام منزل العمدة أو الوالي أو أي مسؤول آخر، حتى يستمتعوا بدورهم بنفس الروائح التي يستمتع بها المواطنون.
اليوم، وفي كثير من المدن والقرى المغربية، لا يجد الناس مدارس كافية لتدريس أبنائهم، لأن الأراضي التي كان مقررا أن تبنى فيها مدارس تم تحويلها إلى مشاريع عمارات، وهناك فصول دراسية يتزاحم فيها أزيد من 50 تلميذا من أبناء الشعب البسطاء، وسيكون من المناسب لو أن الناس المتضررين يقررون يوما فتح مدارس في الهواء الطلق أمام تلك المدارس المتطورة التي يدرس فيها أبناء المسؤولين والأعيان، والتي لا يزيد فيها عدد التلاميذ عن 20 تلميذا، وكأنهم خلقوا من نور وأبناء باقي المواطنين خلقوا من نار. بهذه الطريقة، سيتم إيصال رسالة قوية إلى من يعنيهم الأمر، وهي أن هذا الوطن لا يعامل أبناءه بنفس الطريقة، وأن هناك من يولدون وفي أفواههم ملاعق من ذهب، وآخرون يولدون وفي طريقهم الكثير من الأشواك.
وخلال الأسابيع الماضية، تكررت حالات ولادة أمهات حوامل أمام أبواب المستشفيات. إنها أشياء لا تحدث إلا في «أجمل بلد في العالم»، لأنه إذا كانت النساء الحوامل يلدن على الأرض في أجمل بلد في العالم، فماذا سيحدث لو كان المغرب أسوأ بلد في العالم؟
لو أن في المغرب مجتمعا مدنيا قويا وجمعيات وازنة لما مرت ولادة النساء في الأزقة بهذه الطريقة السريعة والمهينة. كان من الممكن تنظيم احتجاج أمام مكتب وزيرة الصحة ياسمينة بادو، وخلال هذا الاحتجاج يتجمع الناس وهم يحملون أطفالهم الرضع، مع شعار أساسي يقول «نريد أن نولد كبشر لا كبهائم».
الفساد في القضاء رهيب أيضا، وفي كل يوم تمر الكثير من المحاكمات المطبوخة، ويتم إنجاز الكثير من محاضر البوليس الملفقة والمشبوهة، لكن الناس لا يحتجون، وكثيرون يكتفون برفع تضرع إلى السماء، مع أن الله لا يقبل شكوى من يفرط في حقه.. الله سبحانه يقبل تضرع عباده الذين يناضلون من أجل حقوقهم، وحين يجدون أنفسهم عاجزين تماما، فإنهم يتضرعون لخالقهم كآخر حل.
كان يفترض أن تتلوَ كلَّ محاكمة فاسدة مظاهرةٌ أمام باب المحكمة التي جرت فيها، حيث يرفع الناس صور الأوراق المالية على عصي طويلة ويطالبون بإعادة المحاكمة. ولو أن كل المحاكمات المشبوهة تلتها مظاهرات تندد بالفساد في القضاء لما وصلنا أبدا إلى ما نحن عليه اليوم، حيث يتصرف المسؤولون القضائيون الفاسدون وكأن المحاكمات تجري في غرف نومهم وليس أمام الملأ.
المستشفيات الخاصة والعامة، التي تعامل الناس وكأنهم أبقار صالحة للذبح والسلخ، كان من الممكن أن تجري أمام أبوابها مظاهرات يرتدي فيها المتظاهرون ملابس الجزارين ورفقتهم بقرة يستعدون لذبحها، للتنديد بالتصرفات الخطيرة لكثير من الأطباء الفاسدين الذين حولوا هذه المهنة النبيلة إلى وسيلة لبناء فيلات وعمارات.
المغاربة أيضا يحتجون كل يوم على تفاهة إعلامهم وحماقات قنواتهم التلفزيونية، لكنهم لم يفكروا مرة في حمل أجهزة تلفزيون فارغة وداخلها أكوام من القمامة، ووضعها أمام مقرات هذه القنوات، ما دام لا فرق بين برامج ومسلسلات وأفلام كثيرة وبين النفايات العفنة.
محاربة الفساد يجب أن تتم بنفس طويل وبطرق مبتكرة، وكل مواطن مغربي يجب أن يعتبر محاربة الفساد فرض عين وليس فرض كفاية.  

عبد الله الدامون - المساء


عدد التعليقات (5 تعليق)

1

صحراوي

شكرا لك على هدا المقال الرائع وأتمنى أن يجد أدان صاغية

2011/09/12 - 03:46
2

معلق

الآدان الصاغية تستمع للأفواه الموزونة والمنطقية وليس للشعارات البالية والكلام المحبط واللدي لا يحسن التفكير إلى في السلبيات ويتجاوز الإيجابيات يصورناكمالو كنا إستثناء فقط في الخبائت وأن بافي العالم يعيش في نعيم سإمنا هدا النوع من الخطاب ولن يجد آدان صاغية لأن الناس لا يبحتون عن من يروي لهم مشاكلهم بل يريدون حلولا منطقية وعملية أما الإنتقاد لمجرد الإنتقاد فكلنا نثقن دلك

2011/09/12 - 04:16
3

مغربي عقلاني

عندما نتكلم عن حال هدا البلد ومشاكله فبالأحرى التكلم عن حال مفكريه ومتقفيه لأن مستواهم أقل ما يمكن القول عنه أنه ضعيف كحال كاتب هدا المقال

2011/09/12 - 05:25
4

زائر

أنا لا أراكما الا مستفيدان من الاسبداد لدلك سئمتم من نضال الشعب المسكين المقهور لنيل كرامته وحريته وعدالة اجتماعية وعيش كريم, سئمتم لأن ضميركم لا يحتمل صوت الشعب, هدا يؤرقكم.

2011/09/12 - 06:28
5

موضوعي أمازيغي.

لا يسعني إلا أن أشكر صاحب المقال لأنه لايدعو إلّا إلى التغيير وبطرق حضارية ،لايدعو إلى فتنة أو فوضى، و اطرح سؤال على صاحبي التعليق 2 و 4 عوض الإنتقاد ماذا تقترحون ؟أم أنكم ترون الأمور على خير ؟ .

2011/09/13 - 03:47
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات