أخبارنا المغربية
محمد كريمي
لا يزال الفنان الصحراوي علال ناجم يكابد الويلات من جانب قوات القمع و الاضطهاد لجبهة البوليساريو بعدما جهر بصوت الحق و رفض الانصياع لرغبات أشخاص نصبوا أنفسهم وصاة على مستقبل جيل من الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري. ما يطلبه الفنان علال ناجم و معه المئات من الشباب الصحراويين هو السماح لهم بالتعبير عن آرائهم بكل حرية دون قيد أو شرط. في الواقع، ما ترتع فيه جبهة البوليساريو من تفشي مظاهر الفساد و الاغتناء الفاحش من وراء المتاجرة في المساعدات الدولية المقدمة لأهالي المخيمات كان و لا يزال السبب الرئيس في انتفاضة الشباب الصحراوي المحتج على اللعب بمستقبله و الزج به في متاهات إيديولوجيات أكل عليها الدهر و شرب.
أمام تجبر قيادة البوليساريو و رفضها الإنصات لمطالب أهالي المخيمات، لم يجد الفنان علال ناجم سبيلا آخر سوى التظاهر أمام تمثيلية المندوبية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة و نصب خيمة هناك لعل أيادي الاضطهاد تكف عنه و ترفع ظلمها عنه. لكن هيهات هيهات، أن يجد صوت العقل مكانا له في نفوس الشر لمن يسمون أنفسهم مسئولين و قادة. بل من سخرية الأقدار، أن ما غنى له علال ناجم و هتف له شباب صحراويون آخرون في مظاهراتهم داخل تندوف هو السؤال حول من أعطى لهؤلاء المرتزقة الحق في تنصيب أنفسهم قادة و مسئولين منذ خمسة و ثلاثين سنة؟؟
و حتى أمام تمثيلية المندوبية السامية للاجئين، تعرض الفنان علال ناجم لمضايقات تجاوزت حد التهديدات لتنتقل الأمور إلى إحراق خيمته من طرف أشخاص مأجورين من قيادة البوليساريو حتى يظهر الأمر مجرد اختلاف في وجهات النظر بين الأهالي و أن قيادة البوليساريو لا تتدخل في قمع المعارضين لها. لكن، هل تنطل هذه الحيل البالية على الصحراويين الأحرار الذين أرهقتهم سنوات الانتظار؟ بالموازاة مع ذلك، قامت عائلة الفنان علال ناجم بنصب خيمة كبيرة بولاية أوسرد نظمت فيها عدة اجتماعات لتباحث الوضعية اللاإنسانية التي يعيشها ابنهم و باقي الشباب الصحراوي، معتبرين أن من حق الجميع التعبير عن آرائهم و انتقاداتهم بحرية بعيدا عن سلوك التعنت و الرجعية التي أظهرته قيادة البوليساريو.
و منذ يوم الجمعة المنصرم، عاد الفنان علال ناجم إلى خوض إضراب مفتوح أمام تمثيلية المندوبية السامية للاجئين بعدما نصب خيمتين إشارة إلى استمراره في النضال و تأكيده أن القضية التي يدافع عنها أكبر من التهديدات التي يتلقاها باستمرار، إنها قضية جيل بأكمله فتح عينيه داخل مخيمات مسيجة فوق تراب دولة غريبة، فحين لا تبعدهم إلا مسافة قصيرة عن وطنهم الأم حيث يوجد ذويهم و عائلاتهم يبنون مستقبلهم بكل عزم و حرية.