أخبارنا المغربية
ذ محمد سامي
غريب أمر هدا الفتى الجزائري المدعو أنوار عبد المالك , فهذا الكائن البشري يعرف ترتيب الأدوار كلما كانت مخابرات الجزائر في حاجة الى خدماته , فتعمل على توجيهه وتنويره وترسم له الخطة المتبعة , حيث يعمل على التفنيد فيما تتولى جريدة الشروق العسكرية الدعم الإعلامي , فتارة يمثل أنور دور الصحافي المتعاون مع الجريدة وتارة يقدم نفسه ككاتب وهو مجرد ضابط فر من مهامه العسكرية بعد فشله فيها وتارة يصبح المناضل المعارض وينزل ضيفا على صفحات الشروق لتستجوبه ويجيب باملاءت الجنرالات , ولا شك ان خرجته الأخيرة على صفحات هده الجريدة تكشف اللعبة بوضوح . عندما ا كلف باستدراج المعارضين لنظام الجنرالات , ولكن اللعبة مكشوفة منذ البداية عندما صنف أنواع المعارضين الجزائريين دون أن يكلف نفسه . بالتعريف بالخانة التي يصنف فيها نفسه شخصيا , واكتفى بالقول أنني سأعود ,
ولا أظن أن المعارضين الشرفاء الأحرار من أمثال العربي زيتوت وسعد جبار سيكونون لقمة سائغة للعميل أنور مالك لاستدراجهم لمقصلة العسكر التي لاترحم أعناق الشرفاء لن يثقوا بك يا أنور؟
بطبيعة الحال ستعود بعد ان رتبت أوراقك وعدت الى أصلك ’ عندما تجندت لخدمة أجندة جنرالات المخابرات , وأنجزت م اسميته بتسلل جريدة الشروق للداخلة المغربية .
السيد أنور مالك وضع نفسه هده المرة كمستجوب ( بفتح الواو ) ونوه بنفسه ككاتب لا يشق له غبار وان كتبه تباع في المنفى والبلد الجزائر دون أن يتمكن من الدخول , وادعى انه وباقي المعارضين الذين سيتقون بعرضه انهم سيضعون النظام إمام امتحان عسير واسأل السيد أنور
متى كان النظام العسكري يؤمن بالامتحانات سواء اليسيرة او العسيرة ألا بالقبضة الاستخباراتية الحديدية ونهب ثروات الشعب فهو لايؤمن, فالسيد العميل أنور قال بالمحاسبة وطالب بجر الفاسدين الى السجون , وه يعرف جيدا انه لا يمكن له أن ير ذلك اليوم , واستطرد بالقول بهذه الجملة الماكرة (-وطبعا نقصد تلك التي تلاحقها تهم الفساد، فلا يمكن أن يثق في السلطة ويؤمن بمشاريعها مهما كانت)
- وفي الفقرة الثانية من استجوابه وبالأحرى استنطاقه أجاب جواب المخابرات بخصوص ما يسمونه معاداة فرنسا والمطالبة الاعتذار الخ ....واترك القارئ ليعود إلى قر اءة ما قاله أنور (هل يمكن تفسير ما أقدمت عليه "كنال بلوس" مؤخرا ببث شريط حول ما عرف بقضية تبحيرين، بجملة ضغوط منتظرة، والعودة إلى فتح ما يسمى "من يقتل من؟" وما علاقة ذلك بمطالب الاعتذار عن الجرائم الفرنسية في الجزائر؟
- لم يغلق الملف حتى نقول إنه أعيد فتحه من جديد، وستظل قضية الرهبان ورقة تلعبها بعض الدوائر النافذة في فرنسا ولو رجع الضحايا أحياء ورووا قصة ذبحهم، فلا تهمهم الحقيقة بقدر ما تهمهم تداعيات الملف وتقلباته.
- بالتأكيد أن عودة الموضوع للواجهة له ارتباط بقضايا داخلية في فرنسا التي هي على موعد مع الانتخابات الرئاسية التي تعرف صراع اليمين واليسار، ومن جهة أخرى هناك الملف الليبي الذي سيكون حاسما في مستقبل الرئيس ساركوزي، وتوجد ملفات أخرى خفية تعرف طبيعتها الأجهزة السرية، كما لا يمكن تجاهل حساسية العلاقة بين البلدين.
- أما الاعتذار الذي تتحدث عنه فلم تطلبه الجزائر رسميا بل ظل مجرد شعارات تنفخ في المناسبات وتحركه بعض الأطراف الحزبية لحسابات أخرى لا تتعلق بملف الذاكرة أصلا. ولهذا فهو لا يقلق فرنسا، كما يتخيل البعض بقدر ما يفضح أصحاب الاعتذار أنفسهم لأنهم يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى برغم عدالة المطلب ومشروعيته
- هكذا اذن هرب صديقنا إلى الجواب الذي عليه أن يقدمه لصالح مصلحة المخابرات التي رتبت له الدخول والاستجواب وكلفته بالاستقطاب.....
- أما الرهبان فالكل يعرف من قام بقصفهم وقتلهم
- أما الفقرة الثالثة فقد جاءت اللعبة مكشوفة وشفافة وظهر صاحبنا أنور مدافعا صامدا عن أطروحة النظام العسكري الجزائري وموقفه الذي اعتبره ثابتا بالنسبة لنا في المغرب وقد قال صديقنا الضابط عميل المخابرات ما يلي في حق المملكة (أما غربها فنجد المغرب ومكائده، وملف الصحراء الغربية الذي ستكون عواقبه وخيمة بالمنطقة في ظلّ تعنّت مغربي وتجاهل دولي لمصير هذا الشعب. الجزائر تواجهها تحديات كبيرة وتحتاج إلى رجال أكفاء وأصحاب رؤية ناضجة يفهمون جيدا معايير اللعبة ويتقنون أصول التعامل مع التحديات الإقليمية الكبرى،)
- في الفقرة الأخيرة دافع صاحبنا عن موقف النظام الجزائري بالنسبة للقضية الليبية بالرغم من أن إجماع كل المحللين السياسيين أكدوا على فشل دبلوماسية الجزائر في إدارة الملف
الغريب في استنطاق الضابط أنور من طرف جريدة المخابرات هو أن الفقرة الأخيرة كاملة خصصت لما سماه العميل الكاتب المبجل أنور مالك بمخابرات المخزن وكال للمغرب كل الاتهامات التي تحبك في دهاليز أقبية قصور مدين السرية بل اتهم المغرب بأنه يسعى الى زعزعة امن الجزائر فنفيس الاسطوانة التي تردد من اركان النظام العسكري الجزائري وأعاد التذكير بكتابه الحرب السرية للمخابرات المغربية على الجزائر وزاد من ترويجه لنظريته القديمة في اعتبار المغرب دولة تسعى الى التوسع متناسيا ان من يسعى الى التوسع هي دولة الجنرالات التي حرمت المغرب من صحرائه الشرقية وتسعى الى طرده موهو ن صحرائه الجنوبية ولكن لينم أنور مطمئن البال فالمغرب لن يفرط في شبر من ترابه , فنظام الجنرالات خسر حليفا قويا في شخص العقيد لهذا اخطات الجزائر في إدارتها لملف ألازمة الليبية بل واستقبلت أعضاء من عائلته ولن يكون مستغربا كما قلت في مقال سابق ان تحمله ضيفا على خيمة عبد العزيز المراكشي ولا باس فنحن واعون بذلك واقول لانور (الله أصبرك )