أخبارنا المغربية
إعداد: ذ. أحمد الحجاجي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنَ اَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾(القصص:7).
هذه الآية مثالا من أَمثلة دقَائق الإعجاز الْقرآني، فقد ذكر القاضي عياض في "الشفا" عن الأصمعي: »أنه سمع كلام جارية ، فقال لها: قاتلك الله ! ما أفصحك ! فقالت : أﹶﹶوَ يُعَدﱡ هذا فصاحة بعد قول الله تعالى :﴿ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ..﴾ الآية ، فجمع في آية واحدة بين خبرين و أمرين، ونهيين ، وبشارتين».[الشفا/ القاضي عياض/ص:322ـ23 ]
« فالخبران هما ﴿ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ ﴾ وقوله ﴿ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ ﴾ لأنه يشعر بأنها ستخاف عليه.والأمران هما: ﴿ ﹶأرْضِعِيهِ ﴾ و﴿ أَلْقِيهِ﴾. والنهيان:﴿ وَلا تَخَافِي ﴾ و ﴿ وَلا تَحْزَنِي ﴾.والبشارتان: ﴿ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾» [ التحرير والتنوير/ ابن عاشور/ ج20/ص:74ــ75/ موقع المكتبة الشاملة]
۞۞۞۞
قال تعالى : ﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ ٱللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾[ النحل : 92]
ـــ «فكأن القرآن الكريم شبَّه الذي يُعطِي العهد ويُوثقه بالأيْمان المؤكدة، ويجعل الله وكيلاً وشاهداً على ما يقول بالتي غزلتْ هذا الغزل، وتحملت مشقته، ثم راحتْ فنقضت ما أنجزته، وفكَّتْ ما غزلته.
والحق - تبارك وتعالى - بهذا المثَل المشَاهد يُحذرنا من إخلاف العهد ونقْضه؛ لأنه سبحانه يريد أن يصونَ مصالح الخلق؛ لأنها قائمة على التعاقد والتعاهد والأيْمان التي تبرم بينهم، فمَنْ خان العهد أو نقضَ الأيْمان لا يُوثق فيه، ولا يُطْمأنُ إلى حركته في الحياة، ويُسقطه المجتمع من نظره، ويعزله عن حركة التعامل التي تقوم على الثقة المتبادلة بين الناس. »[ تفسير الشيخ الشعراوي/ج13/ص8178ــــ79]
۞۞۞۞
قال تعالى:﴿ فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً ....﴾ [يوسف:من الآية 80]
« ذكر القاضي عياض في كتابه الشفا : "أن أعرابياً سمع رجلاً يقرأ هذه الآية:﴿ فَلَمَّا ٱسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيّاً﴾ فقال : أشهد أن مخلوقاً لا يقدر على مثل هذا الكلام ". وذلك أن الآية ذكرت صفة اعتزالهم لجميع الناس ، وانفرادهم من غيرهم ، وتقليبهم الآراء ظهراً لبطن ، وأخذهم في تزوير ما يلقون به أباهم عند عودتهم إليه ، وما يوردون عليه من ذكر الحادث ، فتضمنت تلك الآية القصيرة ، معاني القصة الطويلة. » [صفوة التفاسير/ج:2/ص:66]
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.