أخبارنا المغربية
عماد بنحيون
استضافت المدرسة العليا للأساتذة يوم الخميس 27 نونبر 2014 بمقرها تنظيم حفل علمي بمناسبة إصدار مجلة البيداغوجي ( LE PÉDAGOGUE) من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان بتعاون مع المختبر المغربي للبحث في علوم التربية ( LAMARESE) بالمدرسة العليا للأساتذة بمارتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي .
وقد افتتح أشغال هذا اللقاء، الذي يسر أشغاله د أحمد لميهي مدير المختبر المذكور، من طرف د عبد العزيز ميمط بكلمة ثمن فيها انفتاح الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان، على الجامعة بصفة عامة وعلى المدرسة العليا للأساتذة بمارتيل بصفة خاصة، ونوه بالجهود الكبير ة الذي ما فتئ يوليه د. عبد الوهاب بنعجيبة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان للنهوض بالبحث العلمي وتطوير المنظومة التربوية، منذ أن كان على رأس إدارة المدرسة العليا للأساتذة، المحتضنة للنشاط، معتبرا اياه مؤسسا لهذه المؤسسة التي ساهمت في تكوين أجيال من الأساتذة.
وفي كلمته بالمناسبة أكد د عبدالوهاب بنعجيبة بصفته مدير نشر المجلة على أن الجامعة شريك أساسي لهذه المجلة، لكونها تصدر بتعاون مع المختبر المغربي للبحث في علوم التربية ( LAMARESE) بالمدرسة العليا للأساتذة بمارتيل التابعة لجامعة عبد المالك السعدي التي اعتبرها الحلقة الوسطى بين الجامعية و الأكاديمية لتجربتها الكبيرة في تكوين عدد هائل من الأساتدة عبر عقود من الزمن، كما اعتبر حضور وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في شخص ذ فؤاد شفيقي مدير مديرية المناهج والوحدة المركزية للبحث التربوي دعما لاصدار الأكاديمية للمجلة وتعبيرا عن دعم الوزارة الوصية لمثل هذه المبادرات، كما راهن على دعم الجميع لتحسين جودتها وإغنائها، حتى تقوم بالدور المنوط بها داخل المنظومة التعليمية ، مشيدا في نفس الآن، بإرادة المختبر المغربي للبحث في علوم التربية في ترسيخ ثقافة نشر المنتوج العلمي والفكري والتجارب الناجحة، فدعا إلى أن تصبح المجلة منبرا للتعريف بالكفاءات التي تزخر بها المنظومة التربوية، معتبرا إياها البيئة المناسبة والمساعدة على استمرار هذا المجهود عبر الانفتاح على كل الكفاءات والتعريف بها للمساهمة في إعادة الاعتبار للمدرسة المغربية، دون أن يفوته التذكير بما قدماه المرحومان ذ جمال خلاف لصالح المجلة بصفته عضو لجنتها العلمية ،وذ أحمد مرجاني بصفته عضو لجنة قراءة المجلة، اللذان ابى الحاضرون إلا أن يترحموا عليهما بقراءة الفاحة على روحيهما في بداية اللقاء نظرا للخدمات الجليلة التي قدماها لصالح المنظومة التعليمية بصفة عامة.
وارتباطا بذات الموضوع ركز مدير الأكاديمية على دور البحث العلمي في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، منبها إلى أنه خاطئ من يظن أن الجامعة تستطيع التكوين دون إيلاء الأهمية اللازمة لتنمية البحث العلمي لرفع التحدي الكبير' حسب تعبيره' الذي لا يمكن كسبه إلا بالجد والاجتهاد والتضحية الضرورية والمصيرية لتنمية البحث العلمي لخلق التوافق ما بين الإنتاج الفكري واستثمار المعارف والتأطير الجيد لمواكبة سوق الشغل ومتطلبات المجتمع، والتطور في المجال الاجتماعي والاقتصادي، خصوصا ونحن مقبلون على مجتمع اقتصاد المعرفة.
وفي معرض حديثه عن البحث التربوي أشار د.بنعجيبة إلى أن تجويد وتحسين التدريس على مختلف مستوياته، مرتبط بتطوير البيداغوجيا والديداكتيك عن طريق البحث البيداغوجي الجامعي الميداني مع الأكاديمية الذي ينطلق من مختلف المستويات التعليمية ودراستها بتعاون مع جميع الهيئات الفاعلة من مفتشين وهيأة تدريس وتلاميذ، لأنها تشكل مجالات وحقول خصبة لتجارب نوعية داخل منظومتنا التعليمية من شأنها إعطاء نتائج إيجابية نحن في أمس الحاجة إليها، وكذا المساهمة في تحسين جودة التكوينات لجعل المدرسة فضاء للاحترام والوقار تضطلع بدور تربية المواطن الصالح الذي يحتاج إلى مدرسة محبوبة ذات جدوى كما يحتاج إلى فاعلين ذوي تكوين متين يدفعهم باستمرار إلى الاجتهاد والتطوير في هذا المجال.
ومن جانبه أشاد ذ فؤاد شفيقي مدير المناهج والوحدة المركزية للبحث التربوي بالوزارة بهذه التجربة معتبرا إياها فرصة سانحة للارتقاء بمستوى المجلة إلى مجلة مرمزة معتمدة دوليا تنضبط للمعايير الدولية للبحث العلمي في مجال التربية، لاسيما أن المغرب يفتقر إلى هذا النوع من المجلات التي توفر على الباحثين الأكاديميين عناء النشر في مجلات دولية أخرى، منبها إلى أهمية انفتاح الجامعة عبر هذه المجلة الصادرة عن الأكاديمية على البحث الميداني لإنتاج بحوث نظرية اساسية و دراسات ذات طبيعة تطويرية وتدخلية تلزم الباحث بالاشتغال في الميدان.
وقد تميز هذا اللقاء العلمي، بمشاركة متميزة لمجموعة من الفاعلين التربويين، على رأسها نائبي رئيس الجامعة المستضيفة د حسن الزباخ ود احمد الموساوي اللذان أكدا في تدخلهما بالمناسبة على أهمية جودة التكوين والبحث العلمي لتقدم البلدان، و دورهما في خلق المناخ البيداغوجي الملائم، كما تطرقا إلى الهيكلة الجديدة للبحث العلمي بالجامعة ومستجد انشاء مختبر في الجانب البيداغوجي و قرب فتح كليتي الطب والصيدلة بطنجة، كلها عوامل من شأنها إغناء البحث بالجهة، و قد حضره أيضا مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بتطوان ، والسيدة والسيد النائبين الإقليميين لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بكل من وزان والمضيق الفنيدق والمكلفين بتنسيق التفتيش الجهوي وبعض رؤساء المصالح والأطر بالأكاديمية وأعضاء من لجنتي القراءة واللجنة العلمية للمجلة، وكتاب لعددها الأول قدم بعضهم خلال أشغال هذا اللقاء شهادات.