أخبارنا المغربية
بعد أن أغرق اللّه فرعون ونجَّا موسى عليه السّلام ومن معه من بني إسرائيل، سار موسى عليه السّلام بقومه إلى بيت المقدس، وما أن جاوزوا البحر حتّى وقعت أبصارهم على قوم يعبدون الأصنام، فعاودتهم طبيعتهم الوثنية، فطلبوا من موسى أن يصنَع لهم آلهة.
وهنا غضب عليهم موسى غضبًا شديدًا، ووصفهم بأنّهم قوم يجهلون الحقّ، وبيَّن لهم فساد ما عليه المشركون، وذكَّرهم بما حباهم اللّه به من نعم جزيلة، توجب عليهم إفراده بالخضوع لأمره، والتّسليم لمشيئته. ثمّ مضى موسى يستنكر عليهم هذا الطلب، ويبيّن لهم أنّ اللّه وحده هو المستحقّ للعبادة، وذكَّرهم بنعمة الإنجاء من العذاب الأليم والتّنكيل المهين.
في تلك الأثناء أوحى اللّه تعالى لموسى عليه السّلام أن يختار من قومه اثني عشر رجلاً من أشرف من معه، وأمره أن يُرسلَهم إلى الأرض المقدّسة؛ ليستطلعوا أحوال سكانها؛ وليعرفوا شيئًا من أخبارها. ونفّذ موسى أمر ربّه، وأرسل المختارين من قومه إلى الأرض المقدسة.
فلمّا دخل النُّقباء الأرض المقدّسة، واطّلعوا على أحوال سكانها، وجدوا منهم قوّة عظيمة، وأجسامًا ضخمة، فعاد النُّقباء إلى موسى، وقالوا له: قد جئنا إلى الأرض الّتي بعثتنا إليها، فإذا هي في الحقيقة تدر لبنًا وعسلاً، غير أنّ ساكنيها قوم أقوياء، ومدينتهم محصّنة تحصينًا قويًّا،
وأخذ كل نقيب من النقباء ينهى سبطه عن القتال، إلّا اثنين منهم، فإنّهما نصحَا القوم بطاعة نبيّهم موسى وبقتال الكنعانيين معه، ولكن بني إسرائيل عصوا أمر هذين النّقيبين، وأطاعوا أمر بقية النّقباء، وأصرُّوا على عدم الجهاد، ورفعوا أصواتهم بالبُكاء، وقالوا: يا ليتنا مِتْنا في مصر، أو في هذه البرية.
حميدات سعيد
التاريخ
لم يثبت حتى في تاريخ الاسرائليين ان موسى عليه السلام دخل بيت المقدس