مهتمون: رغم الفساد المستشري .. علاش عمر شي وزير في المغرب ما دخل للحبس؟

عبدالاله بوسحابة : أخبارنا المغربية 

لا شك أن الأوضاع المتاججة التي تعيشها البلاد خلال السنوات الأخيرة لا تبعث تماما على الطمئنينة، حالات احتقان خطير تعيش على وقعه جل الربوع المغربية، و السبب بين و واضح للجميع، فساد مستشري، ينخر كل القطاعات الحيوية، التي تمثل عصب الحياة في أي بلد ، لكن .. بالمقابل لم تتم محاسبة المتسببين في هذا الوضع الكارثي، عبر تجريدهم من الثروات التي راكموها باستغلال مناصبهم، و كذا الزج بهم في السجون حتى يكونوا بذلك عبرة لمن يفكر في السطو على ثروة الشعب .

من هنا انطلقت تساؤلات عدد من المهتمين، الذين استغربوا بشدة عدم محاكمة وزراء و مسؤولين كبار في الدولة، تسببوا بفعل تقصيرهم أو اختلاساتهم أو بأي شكل من الأشكال، في عرقلة مسيرة التنمية بالبلاد، ما ينعكس سلبا على مشاريع لها ارتباط مباشر بالمواطن في مختلف القطاعات الأساسية، الأمر الذي يتسبب دائما بحسب نفس المصادر في حالة غليان شعبي، غالبا ما ينتهي بإعفاء المسؤول عليه، دون إخضاعه لمبدأ المحاسبة والمحاكمة الضرورية، وهو ما يشجع مسؤولين آخرين على الاستمرار في بسط سيطرتهم و استغلال مناصبهم " أش غدي يوقع كاع .. في آخر المطاف غدي يعفيوه و يخرج بحصيصة كبيرة ".

لكن في المقابل، شدد ذات المهتمين على أن القمع الذي يتعرض له المحتجون المناهضين لكل أشكال الفساد، لا يمكن إلا أن يزيد الوضع تأجيجا و احتقانا ، فبالأمس الريف و تخومه، و اليوم جرادة و ربوعها، و الله أعلم ما سيقع في قادم الأيام ، سيما أن الأوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم، حيث دعا المهتمون إلى ضرورة نهج سياسة واضحة المعالم يتساوى فيها الجميع امام سلطة القانون مهما اختلفت مناصبهم و سلطهم، مؤكدين أن الزلزال الملكي الأخير الذي مس العديد من الأجهزة و المؤسسات الحساسة في البلاد، هو بداية إصلاحي حقيقي للقطع مع الماضي الأسود بكل تجلياته.