الرئيسية | أقلام حرة | علقت أكثر مما ينبغي

علقت أكثر مما ينبغي

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
علقت أكثر مما ينبغي
 

 

 

مع تعكر وضعك النفسي وتقلبه، تصبح ملاذا للاكتئاب.  فيتوغل إليك بهدوء تام ليعشش فيك. في البداية تصبح تعاني من أمور بسيطة تزعجك وتعكر صفوتك. لكنك تختار تجاهلها، فتصير تقنع نفسك أنه مجرد صداع فائت،  الكل يمرض في هكذا جو. لكنه ليس كما ظننت، أنت عالق في هذه النفسية، وأصبحت تختبئ تحت غطاء النفاق الاجتماعي لتعيش مع الآخرين، لكي لا يلحظ ملاحظ مشكلتك ولكي تعيش فقط. لكن الأمر ليس سهلا كما يبدو لك، لاسيما وأن ضميرك ما فتئ يزعجك، لأنه وحده العارف بتقمصك لشخصية "المقنع"؛ قناعا مزيفا يجعلك تغرق في غياهب ما ولجت إليه، قناع الكآبة، القناع الذي يبدأ بتسيير حياتك،  القناع الذي يبعدك عن أصدقائك  وعن عائلتك، القناع الذي يجعلك تنعزل عنهم تماما وتتشبث بشعورك منعدم الراحة.  فأبسط الأشياء تزعجك والأشياء الصغيرة التي لا طالما أسعدك لم تعد. أصبحت محاصرا نفسيا لا مفر لك، لأنه ليس هناك "محفز". المحفز الذي كنت تستأنس به هو من أدخلك حالتك هاته، وتركك تعاني في صمت لوحدك، لماذا تستمر في المحاولة إذا كان لا شيء يسعدك ويبهجك؟ أ لأنك  تعيش "أسطورة شخصية" بداخلك؟ أم تنتظر "محفزك" أن يظهر؟ أم تحاول هكذا؟ اعلم أنك تدور في حلقة مفرغة، وحياتك تتباطأ، وأيامك عادت متشابهة، ولا جديد يذكر يبعد عنك ثقلك وتشعر حينها أنك عدت سعيدا ثانية.  الأمر ليس كذلك،  إنك تحلم يقظة،  وتسمر بالانطواء على نفسك، وتحس أنك مذنب مهما فعلت. ولا صك يقدم لمحو ذنوبك. إنك تعيش ازدواجية؛ تارة تشعر بالإيجابية الفجائية، وتارة بالسلبية الدائمة، لأن إيجابيتك مجرد شعور لحظي يذهب حين يستفيق "أناك" يخبرك أنك "منعدم".  فتدرك لحجم الفجوة التي بينك وبين سعادتك، وتؤمن أن الاستحالة أصبحت شعارك الملازم، إلى أن تصطدم أمام خيارين كلاهما مر؛ أن تشتري "سعادة" يبيعها "محفزك" أو "تنتحر" فتبيع نفسك "للإنتحار".

مجموع المشاهدات: 1290 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة