تعددت الأسباب و المقاطعة واحدة
تعددت الأسباب و الموت واحد و كذلك تتعدد الأسباب و المقاطعة واحدة . فجأة أدرك المغاربة أن بأيديهم سلاحا فتاكا و متحضرا يمكنه أن يذهب النوم من جفون من ألف فيهم الوداعة و ربما استغباهم لعقود من الزمن ، فرغم محاولات التدجين و الترويض عبر الإعلام التافه إلا أن الذكاء العام للمغاربة لازال متقدا .
لقد كشفت حملة المقاطعة نقاطا مهمة ينبغي الوقوف عليها :
أولا أن روح الرفض و الشخصية الجماعية القوية لازالت حاضرة عند الشعب المغربي و هو ما كنّا نظنه اندثر بعد انتشار مشاعر الفردانية و بث ثقافة الخواء و الاستغباء .
ثانيا ردود فعل الجهات الرسمية كشفت عقلية متخلفة ليس لديها القدرة على التعامل مع الأزمات ، فإذا ما وضعنا أصحاب الشركات المستهدفة و الوزراء و الصحافة الصفراء تحت مجهر التحليل يتكشف لنا جليا مدى قصورهم و عجزهم عن التفاعل مع نبض المجتمع . قد نتفهم رد فعل أصحاب الشركات لأنهم في وجه المدفع لكن ما لم يُفهم هو تحيز الحكومة لطرف دون الآخر ، و هي التي من المفروض أن تكون في صف من منحها صوته سريعة الإستجابة لنداء المواطنين...لكن لا شيء عجيب في بلاد العجائب.
في الدول التي تحترم شعوبها المواطن هو محور الإهتمام و شركاتها تعتبر الزبون هو السيد الأول لذلك تبحث عن كل الوسائل لإرضائه و تبقى قريبة منه مستشعرة مزاجه و في كامل الجاهزية للإستجابة لكل رد فعل .
ثالثا هناك بون شاسع بين السياسة كما يتم نسجها في الصالونات المغلقة و بين السياسية الواقعية التي تتعامل مع المجتمع و تتحسس تقلباته و توجهاته و تتعامل مع ردود أفعاله بعقلانية . السياسة التي تحترم عقول الناس و إرادتهم و اختياراتهم . السياسة التي تبحث في عيوبها لتصححها و لا تلقي اللوم على المواطن
رابعا لم يفهم السياسيون بعد أننا لسنا قاصرين كي تُمارس علينا الوصاية من أي جهة مهما كانت ، فمن حقنا رفض أي شيء لا يتلائم مع تطلعاتنا ، كما أن زمن الإرتزاق السياسي و اللعب على حبال الإقتصاد لجني مكاسب سياسي قد ولى ، لقد ظهر جليا أن الجمع بين الشكارة و السياسية إنما هي معادلة تتناقض مع جوهر الديمقراطية أخنوش مثالا . فعند كل أزمة نمر بها يكشف لنا السياسيون الذين ابتلينا بهم عن طبيعة تركيبتهم المنافقة المتملقة العاجزة عن إيجاد الحلول و التنبؤ بالمشاكل و قراءة الواقع بعين المتمحص فرأيناهم يكيلون الإتهامات لمن صوت لهم و أوصلهم إلى السلطة .
خامسا بعد حاولي أسبوعين جاء تفاعل الإعلام الرسمي جد متأخر و فيه الكثير من الحسابات السياسوية ليسجل نقاطا سلبية كثيرة في حسابه تنضاف لما هو موجود أصلا . تفاعل باهت منحاز لأصحاب الشكارة لأنهم أولياء نعمتهم .
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟