الرئيسية | أقلام حرة | رمضان والإمساك عن العمل!

رمضان والإمساك عن العمل!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
رمضان والإمساك عن العمل!
 

ظاهرة المزاجية والخمول

 

حلول شهر رمضان ؛ بين المغاربة ؛ حديث ذو شجون حول تناسل أنماط لسلوكات اجتماعية ونفسية واستهلاكية غير مألوفة ؛ تمنح للشارع العام إيقاعا وحركية في جملتها محفوفة بالأخطار والاحتقانات تفضي ؛ في أحيان كثيرة ؛ إلى قسم المستعجلات . سنقتصر في هذا العرض على "خمول" من نوع آخر ، ونعني به الخمول الإداري أو الإمساك عن العمل !

 

عند ولوجنا للمرافق الإدارية العمومية ، تسترعي انتباهنا ظاهرة تأخر الالتحاق الإداري ، فلو قمنا ببحث أو معاينة لعينة من موظفي الإدارات والمرافق التابعة لها أوقات ولوجها لمقرات عملها ومغادرتها سنلاحظ قسما كبيرا منها يأتي متأخرا أو مستعجلا المغادرة بنصف ساعة 30 دق ؛ في أفضل الأحوال ؛ إن لم يتجاوزها إلى 45 دق وتحت ذرائع واهية : " ذروة الازدحام وعطل طارئ أو استعمال الأطوبيس .." ، والأدهى والأمر ملاحظة وجود تقاعس عن العمل وخمول يكاد يشل حركية الموظف ، في الحديث والرد عن استفسارات واستيضاحات المواطنين المرتفقين ، منهم من يلبس وجها مقطبا بعدوانية مجانية ، تدفعك ؛ كمواطن تستقضيه في شأن إداري ؛ إلى غض الطرف محاولا تحاشي سهامه إما بالصمت أو "الرثاء" لحاله : " الله يحْسن عاونْكمْ ... فهادْ رمضانْ !" ، بينما نجد قسما آخر يحتضن "هاتفه" ثم يروح في غيبوبة شبه تامة ، فإذا نبهته "لحضورك" التفت إليك ونهض في اتجاه "المستراح" ليستكمل مشواره على هاتفه ، فما عليك إلا الانتظار وانتظار ما سيصدر عنه من "مماطلة" أو إرجاء الزيارة إلى وقت لاحق ! أما انعقاد الجلسات والاجتماعات الدورية فقلما تجري ، وحتى إذا جرت جرت بإيقاع جد بطيء ولأمد قصير .

 

رمضان شهر عطلة !

 

 

ظاهرة الخمول والتقاعس عن العمل ؛خلال شهر رمضان ؛ يمكن ملاحظة سريان مفعولها على معظم القطاعات الإدارية ، كما تنسحب على موظفي قطاع التعليم نفسه ، فيكاد يكون الكسل والتثاؤب ( التفويها ) ومراجعة الساعة المعصمية .. المشهد الأكثر اكتساحا لمؤسساتنا التعليمية . وقد لا نغالي إذا أكدنا بأن "عطاء" الموظف في شهر رمضان داخل الإدارات ينخفض إلى نسب مئوية جد متدنية قد تصل 60% مما يؤشر وبوضوح على أن شهر رمضان ؛ بالنسبة لأكثرية الموظفين ؛ هو متأرجح بين "شهر العطلة وشهر المحنة" ، ولما كان استقبال هذا الشهر الفضيل بهذه الوتيرة المنخفضة والمزاج المضطرب فلماذا لا تفكر السلطات الإدارية في اعتماده كشهر عطلة سنوية وتعميمها على جميع الموظفين ، بدلا من "الكونجي" لشهر غشت ؟؟

مجموع المشاهدات: 1478 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة