من يوقف نزيف الثروة الذي يتعرض له المغرب؟
ليست الثروة المادية و المالية و حدها التي تتعرض للاستنزاف في بلدنا على يد شردمة من عديمي الضمير الساعين وراء انهاك المواطن و مص دمائه و تلويث دماغه بالتراهات و الخزعبلات من اجل استحماره و تعبيده مقابل كسرة خبز و شربة ماء لا تغني و لا تسمن من جوع.
في المقابل تسعى شردمة الفاسدين الى تسمين ارصدتها و تعليف حاشيتها و ابنائها من أجل الخلود على عرش فسادها و استغلالها و تغلغلها في مفاصل الدولة بالباطل سواء بالريع او بنهب جيوب المواطنين بمباركة نظام الاصلاح و تحرير السوق و رفع الدعم و التخلي عن المواطن أمام الأزمات بدون حماية و من غير مراقبة و لا محاسبة بل بتواطئ مع السياسيين الحاكمين و المحكومين.
و في غفلة منا وقعت الكارثة.
و في غفلة منا ضاعة الثروة.
و في غفلة منا قتل الحلم.
و في غفلة منا اغتصبت الطفولة.
-العنف يضرب عمق المجتمع و يسيل دمه الزكي و يضعنا جميعا في قفص الاتهام و المشاركة في الجرم المشهور و لو بالسكوت على قول الحق...
ان حادثة اعدادية السراغنة دقت آخر المسامير في نعش الأمة المغربية التي تنشد التغيير.
لقد ضيعنا الأمانة.
لقد ضاع المجتمع.
ان وجود و استمرار المجتمع يعتمد على ثرواته و سقف آماله و عظم تطلعاته.
و ان ثروة المجتمع الحقيقة تكمن في مخزونه من الطاقات البشرية المؤهلة.
هذه الطاقات التي تستند على تربية و قيم محصنة تعد الملاذ الآمن لكل الشعوب و المجتمعات البشرية التي تنشد الرقي و التطور و تحقيق تنمية شاملة. لان رأس المال الحقيقي كامن في تحصين ابنائه و توفير مناخ تربوي مشبع بالقيم و محصن بالأخلاق تعد الأسرة و المدرسة و الشارع عمدته و قوامه.
أطفالنا عالمنا حاضرنا و مستقبلنا
أطفالنا أرواح طاهرة
أطفالنا زينة الحياة الدنيا....
على حكومة العثماني تقديم استقالتها على الأقل او تقديم اعتذار للشعب كما في المجتمعات التي تحترم القانون و مبادئ الإنسانية و التحلي بالمسؤولية.
أو على الأقل رفع يدها عن التربية والتعليم و اخراجها من دائرة محاصصة و حقائب السياسيين الذين جعلوا من وزارتها مختبر للتجارب و ميدان تمرين.
عدد التعليقات (0 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟