أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية : المهدي الوافي
لا يختلف اثنان على كون المهدي المنجرة هو أحد أبرع علماء المستقبليات في القرن العشرين، وذلك بسبب الدقة الفريدة من نوعها التي تميزت بها تحليلاته للأوضاع الاقتصادية والسياسية الحالية والتي كان يبني عليها توقعاته المستقبلية، حيث غالبا ما كانت تتحقق توقعاته بعد بضعة سنوات.
فمن يكون هذا العالم الفذ الذي شرف المغرب وحظي باحترام كبير في أوروبا وأمريكا واليابان؟
فقد ولد المهدي المنجرة بالعاصمة الرباط سنة 1933 داخل بيت مغربي محافظ، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بذات المدينة ، كان وطنيا لدرجة الجنون كارها للمستعمر، حيث سبق وأن اعتقل في سن مبكرة بعد شجار مع ضابط فرنسي قام باستفزازه.
مباشرة بعد حصوله على الباكلوريا انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة تعليمه الجامعي في تخصص البيولوجيا والكيمياء، وبعد حصوله على الإجازة انتقل إلى لندن وهناك نال شهادة الدكتوراه ولكن في الاقتصاد هذه المرة.
وعند عودته للمغرب استقبله الملك محمد الخامس باعتباره أول أستاذ مغربي في كلية الحقوق بالرباط وأصغر الأساتذة فيها سنا، وعينه مديرا للإذاعة والتلفزة المغربية، كما عرضت عليه عدة مناصب وزارية أبرزها وزارة الاقتصاد والمالية لكنه رفضها لرغبته في مواصلة التحصيل العلمي والمعرفي.
وفي عام 1970 عمل في كلية العلوم الاقتصادية بلندن أستاذا محاضرا وباحثا في الدراسات الدولية، وخلال سنتي 1975 و1976 تولى مهمة المستشار الخاص للمدير العام لليونسكو، وكان أول مستشار للبعثة الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة.
وانتخب عام 1981 رئيسا "للاتحاد العالمي للدراسات المستقبلية" ورئيسا للجمعية الدولية للدراسات المستقبلية(1977-1981)، وساهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات.
وعمل مستشارا وعضوا في العديد من المنظمات والأكاديميات الدولية، وتولى عمادة جامعات يابانية في التسعينيات، وتولى رئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية، وأسس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، ونال عضوية أكاديمية المملكة المغربية والأكاديمية الأفريقية للعلوم والأكاديمية الدولية للفنون والآداب، كما اختير للتدريس في عدة جامعات دولية في كل من فرنسا وانكلترا وهولندا وإيطاليا واليابان.
تمكن بفضل مشواره العلمي المتميز من نيل مجموعة من الجوائز والأوسمة، فمُنِح في المغرب الوسام الملكي في العديد من المناسبات، ونال جائزة من الإمبراطور الياباني عن بحث بخصوص أهمية النموذج الياباني بالنسبة للعالم الثالث.
وحصل على جائزة الحياة الاقتصادية عام 1981، والميدالية الكبرى للأكاديمية الفرنسية للمعمار عام 1984، وقلادة الفنون والآداب بفرنسا عام 1985، وقلادة الشمس المشرقة باليابان عام 1986، وميدالية السلام من الأكاديمية العالمية لألبيرت آينشتاين، وجائزة الفدرالية الدولية للدراسات المستقبلية عام 1991.
وفي سنة 2014، وافته المنية بعد صراع مرير مع المرض، حيث دفن بمسقط رأسه الرباط.
البيضاوي
شخصيات بصمت التاريخ
كم من أناس مغاربة عباقرة ينفعون دولا أخرى بعلمهم وتجاربهم ولكن بلدنا مع الأسف لايعير لهم اهتمام ويحاولون التقاسم مع التجارب الغربية رغم أنها مستلهمة من ثقافتنا وماضينا