أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية- عبدالاله بوسحابة
يواصل الفيلم السينمائي الطويل "أسماك حمراء"، لمخرجه "عبد السلام الكلاعي"، حصد إعجاب وإشادة كثير من المتابعين، أياما قليلة عقب انطلاق عرضه في دور السينما، قبل أن يتوج حضوره اللافت بانتزاع جوائز عديدة، لعل أبرزها، الجائزة الكبرى لمهرجان بروكسيل الدولي للفيلم في نسخته السابعة، فضلا عن فوزه بطلته الفنانة "جليلة التلمسي" بجائزة أحسن دور نسائي بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الـ22، إلى جانب تتويج قصته بجائزة أحسن سيناريو في نفس المهرجان.
وعلاقة بما جرى ذكره، سلط الناقد المغربي "فؤاد زويريق"، الأضواء على أداء الفنانة "نسرين الراضي"، التي قال أنها لعبت دورا معقدا جدا في هذا الفيلم المغربي الجديد، حيث نشر بالمناسبة تدوينة عبر حسابه الفيسبوكي الخاص، جاء فيها: "البارحة تحدثت عن فيلم أسماك حمراء للمخرج عبد السلام الكلاعي الذي شاهدته في ميغاراما مراكش"، قبل أن يتابع حديثه بالقول: "لا ينفع أن أمر دون أن أتوقف عند الفنانة نسرين الراضي التي أدت شخصية هدى في الفيلم، تلك الفتاة المصابة بالشلل الدماغي".
في ذات السياق، قال "زويريق": "لن أتكلم عن الشخصية نفسها، بقدرما سأتكلم بعجالة عما خلفته نسرين الراضي في داخلي من تأثير"، وتابع قائلا: "أعرف نسرين الراضي حق المعرفة كمشخصة شاهدت لها أعمال عدة من بداياتها الى اليوم، وهي من بين الممثلين المغاربة القلائل الذين يعرفون كيف يمسكون بخيوط الشخصية ويتلاعبون بتفاصيلها الداخلية والخارجية".
وشدد الناقد السينمائي المغربي على أن: "الدور الذي لعبته نسرين في أسماك حمراء يستحق التحليل"، حيث قال في هذا الصدد: "أظن بل أجزم أنه من أعقد الأدوار التي قامت بها في مسيرتها الفنية، هي شخصية شبه مركبة تعتمد بشكل أساسي على الحركة الجسدية بدافع من الحمم النفسية المتدافعة داخليا والتي يعرفها هذا النوع من المرض".
وتابع "زويريق" مستطردا حديثه بالقول: أن تدخل الراضي عالم الإعاقة وتتعمق فيه وتعكسه لنا كمشاهدين بهذه الصورة الدرامية الواقعية المتقنة، فهذا ليس سهلا ولن يستطيع أيا كان القيام به، ولن يتمكن منه إلا ذاك المشخص الموهوب بحق، ذاك المشخص الملم بأدواته التشخيصية".
كما أكد الناقد المغربي أن: "هذه الأدوات تكتسب بالتكوين والتجربة والخبرة والمسرح"، حيث قال في ذات السياق: "أسطر بخط عريض على المسرح، ونسرين هي ابنة الركح، وأبناء الركح قادرون على تدجين الشخصيات مهما كان عمقها النفسي ومهما كانت تركيبتها الجامعة بين ما هو داخلي وخارجي"، مشيرا إلى أن: "نسرين أبدعت فوق كرسيها المتحرك وأبانت على أنها ممثلة تنتمي الى نادي الكبار، أبدعت بصمت و داخل هذا الصمت كان تألمها وضحكها وحلمها ومشاعرها تجاه أختها وصديقة اختها".
وأوضح ذات المتحدث أن "الراضي": "لم تبالغ في ردود أفعالها ولا تشنجاتها، بل حركاتها كانت متناسقة تماما مع أعراض الشلل الدماغي، من تيبس العضلات والاضطرابات الجسدية اللاإرادية المتراوحة بين التصلب والمرونة، والأهم من هذا إظهار كل الانفعالات النفسية التي تمر بها داخل كل هذه العواصف الحركية".
وختم "فؤاد زويريق" حديثه بالقول: "يبقى أن أقول إن نسرين الراضي لم تؤد هذه الشخصية بهذا الإبداع والإتقان هكذا اعتباطا، بل لأنها دخلت عالم التمثيل من بابه، حيث تخرجت من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط"، مشيرا إلى أنها: "صُنعت وصُقلت ونُحتت فيه"، قبل أن يؤكد أنها: "ليست ممثلة بالصدفة، ولم تفرض علينا فرضا، بل شقت طريقها بطموح واجتهاد ومثابرة، تسلقت السلم بهدوء ودون ضجيج، قلتها وأقولها دائما هي ومثلها من الممثلين و المشخصين الجادين والموهوبين بحق فرض عليهم للأسف اللعب في دوري الهواة".
Omar
ناقد ايه
بالنسبة للسينما و المسرح ،الناقد الحقيقي هو شباك التذاكر و في جميع الاحوال فالمجهودات المبذولة و الاموال المنفقة على المشروع لا يمكن لصاحب قلم حبر و كأس قهوة ان يقيمها و يحكم عليها و إن فعل فيبقى رأيا شخصيا فقط اذا كان أحد ما يقيم أعمال الآخرين عليه ان يتقدم الى الميدان الابداعي الحقيقي ...و كمثال حي فالمعلقون الرياضيون هم اكبر المدربين لكن بالفم فقط