التمور الجزائرية تثير ضجة كبرى بالبرلمان المغربي وسط مطالب للسلطات بالتدخل العاجل

أمطار غزيرة وعواصف رعدية بمدينة طنجة

الانتخابات تشعل حرب المنافسة بين أحزاب الأغلبية والسنتيسي يتحدى رغبة أخنوش في قيادة الحكومة المقبلة

افتتاح السنة القضائية الجديدة القضائية بمحكمة الاستئناف بطنجة

سيارة مجنونة تنهي حياة سيدتين

أقوى حملة.. السلطات المحلية بالحي المحمدي تستعمل جميع الوسائل لتحرير الملك العمومي دون تساهل

حفل توقيع "الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزة" للدكتور حسن أوريد

حفل توقيع "الإغراء الأخير للغرب.. تداعيات الحرب على غزة" للدكتور حسن أوريد

بقلم ضرار هفتي

في سياق التحولات الجيوسياسية الكبرى التي تعيد تشكيل موازين القوى العالمية، نظمت جمعية الحياة بشراكة مع ماستر السياسة الدولية والدبلوماسية والرقمنة بجامعة عبد المالك السعدي، يوم 25 يناير الجاري، حفل توقيع كتاب "الإغراء الأخير للغرب، تداعيات الحرب على غزة" للكاتب والمفكر المغربي الدكتور حسن أوريد. هذا الحدث، الذي احتضنته مكتبة أبي الحسن الشاذلي بمرتيل، شكل مناسبة أكاديمية متميزة لتحليل الأبعاد الإقليمية والدولية للأزمة الفلسطينية، وتسليط الضوء على تداعياتها العميقة في ظل واقع دولي متغير.  

تناول الكتاب، الصادر عن منشورات الخيام، محاور أساسية تعكس رؤية نقدية للأحداث الجارية، وقد ركز الدكتور حسن أوريد في مؤلفه على "حدث 7 أكتوبر 2023"، بوصفه نقطة تحول جذرية أثرت على مستقبل الخريطة السياسية العالمية، من خلال مقاربة فكرية معمقة. سلط الكاتب الضوء على "سكيزوفرينيا الغرب"، وهي الازدواجية التي طبعت مواقف الدول الغربية تجاه قضايا الشرق الأوسط، إضافة إلى تحليل صمت المثقفين الغربيين والعرب إزاء هذه التحولات، وما نتج عنها من تغييرات في مسارات التطبيع ومنظومة "السلم الأمريكي".  

وفي سياق التحليل الجيوسياسي، أكد الدكتور أوريد أن الدور الإيراني في المنطقة قد تراجع بشكل ملحوظ، حيث تم كبح أذرعها في العديد من المناطق، موضحاً أن هذا التراجع سيكون له تأثيرات كبيرة على الوضع الإقليمي، ومع ذلك أشار أوريد إلى أن السؤال الجوهري الذي يجب أن نطرحه هو كيفية تأثير هذه التحديات على بلادنا، مشدداً على أهمية أن تكون الخيارات والرؤى التي نتبناها متوافقة مع مصلحة المغرب ومواقفه الاستراتيجية في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة. كما أضاف أوريد أنه لا يمكن النظر إلى العالم بشكل تحليلي دون التطرق إلى التغيرات التي قد تحدث في بلدنا، خصوصاً في ظل صعود شخصيات مثل ترامب، وما قد يترتب عن ذلك من إعادة تشكيل لنظام عالمي جديد.  

تميز الحفل بمشاركة علمية مميزة للدكتور عبد الله أبو عوض، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية ومنسق ماستر السياسة الدولية والدبلوماسية والرقمنة بجامعة عبد المالك السعدي، وفي مداخلته أثنى الدكتور أبو عوض على الكتاب، مشيداً بسردياته الإنسانية وموضوعيته في تقديم رؤية متوازنة وغير منحازة، كما أوضح أن الكتاب يمثل أداة فكرية لفهم تداعيات هذه الأزمة على العلاقات الدولية، ويُعد مرجعاً أكاديمياً لفهم التغيرات الإقليمية والدولية في مرحلة بالغة التعقيد.  

أضاف الدكتور عبد الله أبو عوض أن الكتاب يعتبر وثيقة هامة ترسم معالم الحدث على مستوى الرأي العام، حيث مزج الدكتور حسن أوريد بين الجانب الأدبي والجانب المعلوماتي بطريقة مبتكرة، مما يتيح للقارئ فهماً شاملاً ودقيقاً لتداعيات الحرب على غزة، وأشار أبو عوض إلى أن أوريد ركز في تحليله على طبيعة الإبادة التي تعرض لها سكان غزة، من خلال مقاربة تحليلية تأخذ في الاعتبار الأبعاد الإنسانية والسياسية، وهو ما يعكس رؤية فكرية متكاملة، ولا سيما في ظل السياقات الجيوسياسية المعقدة.  

كما شدد أبو عوض على أن المقاربة المغربية كانت حاضرة بقوة، حيث يستند المغرب في مواقفه إلى خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، الذي يمثل رمزاً للتضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني، ويعكس بذلك مواقف المغاربة الذين يبدون اهتماماً كبيراً بالقضية الفلسطينية ويعبرون عن تضامنهم الدائم والمستمر.  

وسلط الضوء أبو عوض على المبادرات المغربية التي كان لها دور رئيسي في فك الحصار والعزلة عن غزة، من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، وهي خطوة جسدت الالتزام الحقيقي للمغرب تجاه الشعب الفلسطيني. كما ذكر أبو عوض بالتصريح الشهير للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أكد أن "إرادة جلالة الملك محمد السادس كانت قوية للغاية في تحفيز المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة"، مما يعكس الدور الريادي للمغرب في الساحة السياسية الإقليمية والدولية.  

ولم تخلُ مداخلة الدكتور أبو عوض من بعد إنساني ووطني، حيث دعا بالشفاء العاجل والنصر المبين لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مؤكداً أهمية الدور الذي يضطلع به جلالته في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تعد قضية مركزية للمملكة المغربية.  

وقد عكست النقاشات التي أثيرت خلال الحفل أهمية الكتاب كمنصة لفهم التحولات الجيوسياسية الراهنة، الحرب على غزة، كما أشار الحاضرون، ليست مجرد حدث عابر، بل هي منعطف استراتيجي أثار أسئلة عميقة حول مستقبل العلاقات بين الشرق والغرب.  

من خلال تحليله للأزمة، أتاح الدكتور أوريد للقارئ فرصة لاستكشاف الديناميات الخفية التي تتحكم في مواقف القوى العالمية الكبرى، وعلاقتها بالمصالح الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية.  

الحدث لم يكن مجرد لقاء أكاديمي، بل مثل فرصة للتفاعل بين المجتمع المدني والمؤسسات الجامعية، فقد جرى تقديم شواهد المشاركة للطلبة الذين حضروا اللقاء، مما يعكس التزام المنظمين بتعزيز الثقافة الأكاديمية وتوجيه الجيل الجديد نحو التفكير النقدي والتحليل العميق للقضايا الراهنة، هذا الربط بين الأطر الأكاديمية والحراك المجتمعي أظهر أن الحلول الفكرية والأكاديمية تشكل أساساً لفهم أفضل للتحولات الدولية، واستشراف مستقبل أكثر استقراراً.  

إن حفل توقيع كتاب "الإغراء الأخير للغرب، تداعيات الحرب على غزة" لم يكن مجرد فعالية ثقافية، بل كان مناسبة للبحث في عمق الأزمة الفلسطينية وتحليل تداعياتها، وتقديم رؤى مستقبلية يمكن أن تسهم في صياغة سياسات أكثر توازناً وإنصافاً، بهذا، ترك الحدث بصمة فكرية مميزة، مؤكداً أن قضايا المنطقة العربية تحتاج إلى قراءات معمقة وأدوات فكرية قادرة على مواجهة التحديات الراهنة.  

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات