أخبارنا المغربية - و م ع
أخبارنا المغربية
يرفع العديد من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي تحدي القراءة والتنافس على مناقشة محتوى الكتب واستعراض أهم عشرة كتب أثرت في حياتهم، في مبادرة تروم الرفع من منسوب القراءة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بالتشجيع على الكسل المعرفي.
هاشتاك "الكتب_10_المؤثرة" على الفيسبوك، و مبادرة "قراءات على اليوتيوب" نموذجان لإنتاج معرفي يحاول فرض واقع قرائي على رواد مواقع تظل متنفسا تعبيريا لشباب يرغبون في جعلها مواطن لنشر الفكر الباني والثقافة المنتجة.
القراءة عبر الانترنت لم تمنع المغامرين الشباب الجدد من الارتباط الكلي بالكتاب الورقي الذي يختزل فعلا حميميا مع طقوس قرائية معتادة لدى الشغوفين به، لكون الورق ما يزال بحمولته التاريخية مصدر شغف للقراءة المتأنية والواعية.
ورفع تحدي القراءة ليس مخاطرة ولا عبثا في زمن الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، القراءة فعل نبيل للتكوين والتربية والتثقيف.
في البدء كانت الفكرة ، وقد أتت من انتقاد شبابي لتحدي سكب ماء دلو بارد، فحسب عبد الله اليعقوبي صاحب نداء الكتب العشر المؤثرة، فإنه مباشرة بعد تحدي دلو الماء والذي لم يستسغه ، طرح عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك فكرة مفادها أن "التحدي الحقيقي يكمن في قراءة كتاب وتحدي الأصدقاء بعد ذلك لقراءته أيضا".
لكن ما علاقة القراءة بدلو الماء¿، عبد الله اليعقوبي يعتبر الجواب بسيطا لاعتقاده بأن "كل من قام بهذا التحدي لم يقرأ و لا يعرف أن عدد الوفيات بمرض التصلب العضلي الجانبي، أقل بكثير من عدد الوفيات في العالم جراء العطش. وأنه بتقليده لهذا التحدي قد يزيد من عدد الوفيات جراء العطش".
الهدف الذي نصبو إليه، يقول اليعقوبي (26 سنة)، وهو مهندس خريج المدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس، يكمن "في أن نكون بحق أمة إقرأ "، في إشارة إلى أول آية نزلت على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
ما يثلج صدر اليعقوبي أن الفكرة التي حلق بها في سماء موقع تواصل اجتماعي وجدت من يتلقفها وبسرعة كبيرة، لتتطور إلى "تحدي قراءة الكتب" وهاشتاك "الكتب_10_المؤثرة" عبر نشر عناوين الكتب العشرة التي أثرت في حياة كل مدون.
وتوالت تحديات نشر الكتب العشر، من أجل تحفيز الأصدقاء والفاعلين على القراءة، حيث تقوم الفكرة على تحدي كل شخص لآخر في نشر الكتب العشر التي أثرت في حياته، ومن خلال ذلك، يقول اليعقوبي "يستطيع الجميع الاستفادة من عناوين الكتب أو المشاركة بكتب يراها تستحق القراءة".
وعرفت الفكرة انتشارا في مواقع التواصل الاجتماعي وتجديدا يغير من مراميها ومن حمولتها الثقافية والفكرية، وحتى تعريفها، لهذا يقول مصطفى بوكرن منسق مبادرة قراءات على اليوتيوب، إن المقصود من مبادرة التحدي، هي أن "تذكر كتابا أثر في تفكيرك ووجدانك، وشكل منعطفا في مسار نظرتك للقضايا الوجودية والفكرية والاجتماعية"، ولذلك "ليس لكل الكتب هذه الوظيفة، فما أكثر الكتب التي لا تتجاوز مستوى القراءة والتعرف على مضامينها، لكن تأثيرها في القارئ محدود جدا".
ويبدو أن التطوير أخذ مداه، حسب بوكرن وهو باحث في العلوم الاجتماعية، إلى الحديث عن تأثير هذه الكتب في "جمهور القراء لتشكل تيارا يستثمر مقولاتها في التحليل و التفسير عند مقاربة القضايا الإشكالية"، وبالتالي فالتحدي هو ذكر كتاب أو عشرة كتب على هذا المستوى من التأثير.
محاولة تذكر عشرة كتب أثرت في حياة الشخص ليست بالعملية السهلة لا سيما إذا كان مهتما بالقراءة ويداوم على شراء الكتب، فالتحدي بهذه الطريقة، ضمن رؤية الباحث بوكرن، "ليس سهلا لمن يدرك عمقه، بمعنى أن كل مقدم على هذه مشاركة، سيراجع مسيرته القرائية منذ أن حمل أول كتاب ويتذكر تأثيرها، ليذكر الكتاب والأثر الذي خلفه، وهذا ما قمت به شخصيا عند مشاركتي في هذا التحدي".