أخبارنا المغربية
أمس، اليوم وغداً
اختارت الممثلة الإيطالية أن يكون عنوان كتابها "أمس، اليوم، وغدًا"، وهو عنوان أحد أفلامها، وفضّلت أن تذوّب صورة الفنانة الشهيرة من صفحاتها الأولى، لتظهر كامرأة وأم وجدة ترتدي مريلة المطبخ، متوقعةً ألا تصيب هذه الصورة جمهورها بالإحباط، بل ترفعها لمرتبة المرأة الواقعية، سيدة من لحم ودم، وليست مجرد صورة جميلة تتحرك خلف شاشة كبيرة.
العودة إلى مسقط رأسها
تعود لورين في حكايتها إلى نابولي، مسقط رأسها، إلى بؤس عائلة فقيرة عانت المرارة جراء الحرب العالمية الثانية، "عائلة عاشت تحت صوت انفجارات القنابل وضجيج السارينات المضادة للطائرات وخواء الجوع". كانت في السادسة حينها وتختبئ في أنفاق القطار لتهرب من طنين الطائرات، تجلس بجانب الضفادع والخنافس.
كانت صوفيا الصغيرة مرفوضة من أبيها، فعاشت مع جدتها التي كانت تناديها بـ "ماميتا"، تقول عنها:"كانت سيدة شديدة البياض، طويلة وصريحة، وفوق كل شيء امرأة وحيدة". أما صوفيا الشابة فلم تكن تفهم أمها، تعترف بأنها في لحظات كانت تشعر بـ "الخزي" أمام امرأة كانت تطارد رجلاً هجرها وهي حامل وبلا مصدر دخل. رغم ذلك، كانت صورة روميلدا، أمها، "الممثلة الفاشلة"، دعماً كبيراً لها. رافقتها في كل خطوة، كمنبه للأخطاء التي لا يجب أن ترتكبها وكدفعة مستمرة لتلاحق أهدافها التي لم يكن بوسعها الوصول إليها.
بدايتها كممثلة
وبعد مرورها بعدة مسابقات في الجمال، حققت لورين أول ظهور لها في السينما في فيلم QUO VADIS عام 1950. وهكذا بدأت قصة حياتها الحقيقية. وخلال البروفات، وباتباعها لنصائح أمها، استجابت صوفيا الشابة لكل طلبات المخرج ميرفن ليروي.
- هل تتحدثين الإنجليزية؟
- YES
- هل هي المرة الأولى لك في السينما؟
- YES
- هل قرأتِ QUO VADIS؟
-YES
- ما اسمك؟
-YES
- كم عمرك؟
-YES
رغم ذلك، تم قبولها لتقوم بالدور ولتقتسم الشاشة الكبيرة مع أمها.
معاناة الإجهاض
تعترف صوفيا لورين في مذكراتها بأنها "دقيقة جداً لدرجة أنها تتعب من نفسها". ربما كان هذا الهوس بالسيطرة ما دفعها لتحفظ كل سيناريوهاتها بالنص وتحقق حلمها الكبير: العائلة.
اكتشفها المنتج كارلو بونتي، الأكبر منها بـ 22 سنة، عندما كانت في الـ 17، وصارت حب حياته الكبير. أنجبت منه ابنين بعد معاناة طويلة مع الإجهاض الذي سبب لها حزناً عميقاً، حتى أن طبيب أمراض النساء قال لها:"يا سيدتي، أنت امرأة شديدة الجمال، لكنك لن تنجبي". لكن توقعات الطبيب خابت.
تقول لورين إن حدثين فقط كانا على وشك أن يدمرا حياتها: المشاكل التي واجهها بونتي ليطلّق زوجته السابقة، ورجل هو كاري جرانت.
مطاردات وتحرش
صوفيا وكاري تعارفا خلال تصوير فيلم "التكبر والشغف" (1957). تقول لورين: "سريعاً حدس كل منا أن الشعور الذي يحمله للآخر بدأ يصطبغ بميل أكبر، فشعر كل منا بالخوف لأسباب مختلفة تخص كل منا". وذات مرة طلب منها الزواج، لكن المسافة بينهما لظروف العمل وحبها لبونتي دفعاها لرفض طلبه.
لكنه لن يكون الأخير الذي سيتجاوز حدود الصداقة، ذات مرة حاول مارلون براندو التحرش بها خلال تصوير "كونتسية هونج كونج" (1967) لشارلي شابلن، إلا أن الإيطالية كشفت أنيابها وأوقفته: "لا تتجرأ على فعل ذلك مرة أخرى، أبداً".
أما عن الشيخوخة فتقول صوفيا لورين: "يمكن أن تكون مريحة، بل ومسلية، إن عرفت كيف تدير وقتك، إن كنت راضياً عما حققته، وإن كنت لاتزال تحتفظ بحلمك". وحياة صوفيا لورين يجب أن تكون راضية عنها.