أخبارنا المغربية - و م ع
تعبأ أمس الثلاثاء عشرات الصيادين بإقليم السراغنة من أجل الانخراط في عملية إحاشة الخنزير البري التي تشنها المديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر على مستوى واد لخضر بالجماعة القروية سيدي عيسى بن سليمان حيث يتمركز هذا الحيوان.
وتأتي هذه العملية، حسب رئيس مكتب القنص بالمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بقلعة السراغنة أحمد جلول، بعد التوصل بعدد من الشكايات تقدم بها، على الخصوص، سكان دواوير الحليليفة وأولاد عبد الله وأولاد حسين وأولاد بوخاري بسبب تعرض مزروعاتهم للإتلاف من قبل الخنزير البري بشكل شبه يومي.
وأضاف السيد جلول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه العمليات التي تتم من أجل حماية الساكنة وصيانة التوازن الإيكولوجي، حظيت بترحيب الساكنة المحلية التي تضررت مزروعاتها المعيشية بسبب الخنزير البري.
وأبرز أن الموقع المتواجد على مستوى واد لخضر يعد ضمن "23 نقطة سواء " تم تحديدها هذه السنة من قبل المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة الأطلس الكبير، التي تعتبر منطقة تمركز الخنزير البري، حيث تشكل موقعا ملائما لانتشار هذا الحيوان بسبب كثافة الغطاء النباتي بجوار مجاري المياه.
وفي بداية هذه العملية، قام رئيس مكتب القنص بتوزيع صدريات خضراء على الصيادين واستعراض التعليمات المتعلقة بالسلامة وأهداف العملية، قبل أن ينضم شباب الدواوير بشكل تطوعي إلى هذه العملية، من خلال قيامهم بإزالة النباتات وتسهيل عملية مطاردة الخنازير وتوجيه مسارها نحو الصيادين. وانطلقت العملية بإطلاق أعيرة نارية في الهواء بهدف إخافة الخنازير وإخراجها من أماكن اختبائها.
وتشن المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة الاطلس الكبير، وعلى غرار باقي جهات المملكة، عمليات إحاشة الخنازير رفقة شركائها منذ بداية موسم القنص 2015-2014 وإلى 31 غشت 2015.
وبالنسبة للنقط السوداء التي حددتها المندوبية خلال موسم 2013-2014 لتبيان التوزيع الجغرافي للمناطق الاكثر تضررا بالجهة، فقد تم تحديد حوالي 20 نقطة سوداء بالجهة، 44 بالمائة منها تتمركز بإقليم شيشاوة، حيث برمج لها 30 عملية إحاشة تم خلالها القضاء على 109 خنازير برية.
وفي ما يتعلق بموسم 2014-2015، فقد تمت برمجة حوالي 27 عملية إحاشة وتحديد حوالي 23 نقطة سوداء.
يذكر أن هذه العمليات، التي تنظم من طرف المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر رفقة جميع الشركاء، تتم في إطار استراتيجية عمل تشاركية للتحكم في تكاثر الخنزير البري، وترمي بالأساس إلى تحقيق هدفين في آن واحد يتجليان في التحكم في الخنزير البري والحد من أخطاره وأضراره ثم المحافظة على التنوع البيولوجي وعلى التوازنات الطبيعية.
كما أن الخطة التي تنهجها المندوبية في ما يتعلق بالحد من تكاثر الخنزير البري بجميع جهات المملكة تعد ناجحة، وترتكز على نفس التقنيات والمناهج المتبعة في الدول التي تعاني من هذه الآفة مع تكييف هذه العمليات مع المعطيات والخاصيات الميدانية لكل جهة.