أخبارنا المغربية - و م ع
كشفت دراسة تناولت فعالية استهلاك الحليب المقوى بالفيتامينات والمعادن بالنسبة لتغذية الطفل، أجريت بإقليم أزيلال، أن حالات نقص العناصر الغذائية سجلت انخفاضا مهما لدى الأطفال الذي استهلكوا الحليب المقوى بالفيتامينات والمعادن، بما يحيل على تحسن واضح في تغذية هذه الفئة.
وذكر بيان بهذا الخصوص، أن نتائج هذه الدراسة التي أجرتها مؤسسة تغذية الطفل والوحدة المشتركة للبحث في التغذية (جامعة ابن طفيل -المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية)، والتي امتدت ل 9 أشهر وهمت 400 طفل متمدرس بين سن 7 و9 سنوات بإقليم أزيلال، أظهرت تحسنا واضحا في تغذية الأطفال، حيث سجلت حالات نقص العناصر الغذائية انخفاضا مهما لدى الأطفال الذين استهلكوا الحليب المقوى بالفيتامينات والمعادن (200 مل) يوميا.
وأضاف البيان أن هذه الدراسة التي أنجزت في سياق البرنامج الوطني لمحاربة النقص في العناصر الغذائية الدقيقة والإستراتيجية الوطنية للتغذية 2011- 2019، وفي إطار اتفاقية الشراكة التي تجمع جامعة ابن طفيل والمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية ووزارة الصحة، تناولت فعالية استهلاك الحليب المقوى بالفيتامين "أ" والفيتامين "دي 3" والحديد واليود، على صحة الأطفال في سن التمدرس.
وتراوحت النسب المسجلة ما بين 50 إلى 3ر4 بالمائة بالنسبة لفيتامين "أ" (انخفاض بنسبة تزيد عن 91 بالمائة)، ومن 60 إلى 5ر25 بالنسبة لفيتامين "د" (انخفاض بنسبة تزيد عن 54 في المائة)، ومن 7ر74 إلى 4ر29 بالمائة بالنسبة لليود (انخفاض بنسبة تفوق 60 في المائة)، ومن 50 إلى 43 بالمائة بالنسبة للحديد (انخفاض بنسبة تفوق 27 بالمائة).
وفي هذا الصدد أوضح البروفيسور حسن أكناو، مدير الوحدة المشتركة للبحث في التغذية، أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها على المستوى الوطني، حيث تندرج ضمن الجهود الرامية لتفعيل الإستراتيجية الوطنية للتغذية 2011- 2019.
وأضاف أنها مكنت من دراسة فئة عمرية "نفتقر لمعطيات غذائية حولها"، مؤكدة أن الحليب يلعب دورا أساسيا في التغذية، حيث يحتوي على نسب مهمة من الفيتامينات والمعادن، كما أنها تتماشى مع توصيات وإرشادات المؤتمر الدولي الثاني حول التغذية الذي نظمته منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية سنة 2014.
من جهته، قال أمجد عاشور، مدير مؤسسة تغذية الطفل، إن ''هذه النتائج تأتي لتعزز برنامجنا وأنشطتنا الرامية إلى توفير حلول فعالة لمكافحة الأمراض الناتجة عن نقص العناصر الغذائية لدى الأطفال، حيث نسعى من خلال هذه النتائج المشجعة إلى منح دفعة لهذا البرنامج وزيادة عدد المستفيدين في المستقبل".
ويشار إلى أن مؤسسة تغذية الطفل أنشأت في سنة 2007 من طرف شركة مركز الحليب، وذلك لتأكيد التزامها تجاه الأنشطة التضامنية والمواطنة، حيث تقوم هذه المؤسسة بعدة أنشطة لتشجيع تغذية صحية ومتوازنة، وذلك لمكافحة نقص العناصر الغذائية لدى الأطفال بالوسط القروي.
ومن بين الأنشطة التي قامت بها مؤسسة تغذية الطفل، برنامج "التغذية والتنمية"، الذي يهدف إلى محاربة نقص العناصر الغذائية الذي يشكل تهديدا حقيقيا على صحة الأطفال.
وقد تم إطلاق هذا البرنامج الطموح سنة 2008، والذي يهم توزيع وجبات فطور مكونة من (200 مل) من الحليب غنية بالفيتامين "أ" و"دي 3" والحديد واليود الذي تم إنتاجه خصيصا لبرنامج المؤسسة، وذلك لمحاربة نقص التغذية لدى الأطفال بالوسط القروي، علما أن توزيع هذه الوجبات يتم مجانا وطيلة السنة.
وبلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج منذ إطلاقه، إلى أزيد من 23 ألف و500 طفل، فيما تم توزيع أزيد من ثلاثة ملايين وجبة خلال السنة الدراسية 2013- 2014، ب 177 مؤسسة تعليمية، وذلك بالجماعات القروية محرزا ساهل، وأولاد حمدان، وأولاد حسين، وأولاد رحمون (جهة دكالة- عبدة)، وآيت محمد، وتامدة نوميرسيد، وأكودين لخير، واولة، وآيت عباس، وسيدي بولخلاف تيفني (جهة تادلة- أزيلال).