أخبارنا المغربية - و م ع
حل وفد مغربي مهم يقوده السيد أحمد قسطاس، مدير الشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، اليوم الأربعاء، بالمدينة السنغالية طوبى (وسط)، حيث شارك في الاحتفالات الرسمية للتجمع الديني الكبير (مغال) الذي يخلد ذكرى نفي الشيخ أحمدو بمبا امباكي (1853 -1927)، مؤسس الطريقة المريدية.
وحج حوالي مليوني شخص من أتباع الطريقة المريدية من السنغاليين والأجانب على مدينة طوبى للمشاركة في الدورة ال121 لهذا التجمع الروحي الذي انطلق أمس الثلاثاء، والذي تميزت احتفالاته الرسمية بحضور أعضاء في الحكومة السنغالية ووفود أجنبية وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالعاصمة السنغالية.
وإثر استقبال خص به شيخ الطريقة المريدية سيدي مختار اامباكي، الوفد المغربي، أعرب مستشار الخليفة العام للطريقة المريدية، المكلف بالعلاقات مع الدول العربية والعالم الإسلامي، السيد اامباكي عبد القادر، عن شكره لصاحب الجلالة، أمير المؤمنين، الملك محمد السادس، "لاهتمام جلالته البالغ وعنايته العميقة بالإسلام عامة والطرق الصوفية بصفة خاصة في إفريقيا".
وأبرز السيد عبد القادر اامباكي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن شيخ الطريقة المريدية، سيدي مختار امباكي، ما فتئ يستحضر الجهود التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس لخدمة الإسلام والمسلمين، "وهو دائما يدعو له بالخير، ويعتبره مثالا في العناية الفائقة بالإسلام، ويدعو قادة الشعوب الإسلامية للاقتداء به".
كما أشار المسؤول إلى أن الطريقة المريدية تشكل أبرز تجل للعلاقات التاريخية القائمة بين المغرب والسنغال، على اعتبار أنها تقوم على الثوابت نفسها المتبناة بالمملكة في الحقل الديني، والمتمثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني.
من جانبه، أكد السيد قسطاس أن مشاركة الوفد المغربي في الاحتفالات الرسمية لتجمع (مغال) الكبير جاءت بتعليمات ملكية سامية من صاحب الجلالة، أمير المؤمنين، وتندرج في إطار تكريس العلاقات المتميزة التي تجمع المملكة بالسنغال في جميع الأبعاد، "ولاسيما البعد الروحي الذي يعتبر ركيزة أساسية للدبلوماسية المغربية مع إفريقيا".
وأبرز السيد قسطاس في تصريح مماثل، العناية الخاصة التي مافتئ جلالة الملك يوليها لهذه التظاهرة الدينية السنوية للطريقة المريدية، وكذا المكانة المتميزة التي يحتلها المغرب في قلوب السنغاليين.
وتعيش مدينة طوبى منذ أمس الثلاثاء الذي يصادف تاريخ 18 صفر، تاريخ الاحتفال بهذا الحدث، على إيقاع هذا التجمع الروحي الكبير. ويحتفل مئات الآلاف من مريدي وأتباع الطريقة المريدية خلال هذا الموسم الديني بذكرى مؤسس الطريقة المريدية في جو من الخشوع والابتهال، حيث تقام الصلوات وترفع الأدعية في مساجد وأضرحة هذه المدينة.
وتعتبر الطريقة المريدية إحدى أهم الطرق الصوفية بالسنغال البلد الذي استقر فيه إسلام صوفي، وتجمعه قواسم مشتركة ضاربة في القدم مع المدارس الصوفية بالمغرب التي حققت إشعاعا بجميع أنحاء القارة على مدى قرون.
ومن بين أهم هذه الطرق الصوفية هناك الطريقة التيجانية، التي ينتشر الملايين من أتباعها في مجموع بلدان غرب إفريقيا.
ويشكل مغال طوبى الذي يعتبر أكبر تظاهرة دينية على الصعيد الإفريقي، احتفاء عميقا وقويا من طرف المريدين بمؤسس الطريقة، أحمدو بمبا امباكي، واسمه الحقيقي هو أحمد ابن محمد ابن حبيب الله.
واشتهر أحمدو بمبا امباكي، المعروف أيضا باسم " خادم الرسول " والذي ينحدر من أسرة أنجبت عددا من الأولياء في السنغال، بمقاومته للاستعمار الفرنسي الذي عمد إلى اعتقاله ونفيه إلى الغابون (1895-1902) ثم إلى موريتانيا (1903-1907).