أخبارنا المغربية - و م ع
شكلت العلاقات الثقافية والإعلامية، والتعاون في المجال السياحي، محور لقاءات أجراها أمس الخميس بالقاهرة، وفد إعلامي مغربي مع عدد من المسؤولين المصرييين. وفي هذا الإطار عقد الوفد الإعلامي المغربي لقاء مع وزير الثقافة ،حلمي النمنم ، الذي ذكر ، بهذه المناسبة، بالعلاقات الثقافية والروحية التي جمعت بين البلدين منذ القدم، مشيرا إلى تواجد العديد من الأضرحة لشيوخ وأولياء صالحين من المغرب مدفونين في مختلف ربوع التراب المصري، فضلا عن تأثير التصوف المغربي في نظيره المصري، والتأثير الثقافي المتبادل بصفة عامة.
وتطرق اللقاء إلى قضايا النشر والتوزيع في البلدين، ومعيقات انتشار الكتابين المصري والمغربي في كل منهما, حيث خلص النقاش إلى ضرورة التفكير في الطباعة المشتركة والتوزيع المشترك لتجاوز هذه المعيقات.
كما تطرق النقاش إلى قضايا السينما في البلدين والقضايا المرتبطة بتوزيع الفيلم المغربي في مصر، ودور المهرجانات الثقافية والفنية في تمتين الروابط بين الشعبين المغربي والمصري وتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين.
وقد تم خلال اللقاء، الإعلان عن تنظيم أسبوع ثقافي مغربي في القاهرة خلال شهر أكتوبر القادم، كما تم التذكير باختيار المغرب ليكون ضيف شرف الدورة القادمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وأكد وزير الثقافة المصري بهذه المناسبة أن الفعاليات التي ستنظم في إطار الأسبوع الثقافي المغربي ستعكس مستوى ومكانة البلدين وعلاقاتهما المتميزة.
وأشار في معرض حديثه عن العلاقات الثقافية بين البلدين إلى الزيارات المتبادلة العديدة للوفود الثقافية والفنية من المغرب ومصر، فضلا ارتفاع حركة السياحة المصرية إلى المملكة بهدف التعرف على الثقافة والثرات المغربيين ،مشيرا كذلك إلى دعم مصر للمرشح المغربي لمنصب النائب الأول للأمين العام لاتحاد الكتاب العرب في شخص السيد عبد الرحيم العلام.
وكان الوفد الإعلامي المغربي، قد التقى قبل ذلك، مع مسؤولي الهيئة العامة للاستعلامات ،برئاسة صلاح عبد الصادق ، وهي مؤسسة إعلامية تتولى صناعة الصورة الإعلامية لمصر، حيث اطلع الوفد على أنشطة الهيئة وتجربتها في هذا المجال، وعلى إصداراتها.
وأكد مسؤولو الهيئة ،التي تأسست في عام 1954 ، في سياق قيام الجمهورية المصرية، أن دورها تطور عبر مواكبة الأحداث الوطنية في مصر ، ليشمل إلى جانب صناعة الصورة القومية لمصر داخليا وخارجيا، المساهمة في إثراء الحياة الثقافية والفكرية من خلال العديد من الإصدارات بمختلف اللغات، فضلا عن قيامها بأدوار إعلامية على المستويين الداخلي والخارجي عبر شبكة من المكاتب في المحافظات المصرية وفي الخارج، وتوفير تسهيلات للصحفيين والمراسلين الأجانب في مصر والبالغ عددهم 1250 مراسلا، وقياس الرأي العام.
وقد أعرب مسؤولو الهيئة عن الرغبة في تطوير علاقات إعلامية مع المملكة، ومع الإعلام المغربي بمختلف مكوناته، والحفاظ من خلال الإعلام على تواصل مستمر مع الشعب المغربي ،والعمل على الحيلولة دون حصول أي سوء فهم ناجم عن الانفلات المقترن بتطور وسائط التواصل الاجتماعي، وعن استغلال الإعلام لأغراض سياسية و"محاولات الوقيعة" بين البلدين، وكذا عن "الانفلات" الذي قد يشهده الإعلام المحلي المصري، والذي لا يساعد على نقل صورة حقيقية حول مايجري في مصر .
كما كان للوفد الإعلامي المغربي لقاء مع رئيس هيئة التنشيط السياحي ، سامي محمود، تم خلاله التطرق إلى الحالة الراهنة لقطاع السياحة في مصر في ضوء التراجع الذي يشهده القطاع منذ حادث تفجير الطائرة الروسية في سماء سيناء في 2015 , وإلى الجهود المبذولة من أجل تشجيع السياحة العربية، ومنها المغربية، من أجل تعويض السياح الروس والبريطانيين عقب قرار كل من روسيا وإنجلترا وقف الرحلات الجوية التي تنقل السياح إلى مصر بعد الحادث ، فضلا عن استراتيجية وضعتها السلطات المصرية ستدخل حيز التنفيذ ابتداء من 2017 للنهوض بالقطاع السياحي.
وتمثل مداخيل السياحة في الاقتصاد المصري بحسب رئيس هيئة التنشيط السياحي، نحو 11,3 في المائة من الناتج القومي، كما يشغل القطاع حوالي 4 مليون شخص يعيلون ما يقارب 20 مليون نسمة ، وترتبط به حول 70 صناعة ونشاط غير مباشر، بما يمثل 20 في المائة من العملة الصعبة الواردة لمصر.
وفي معرص الحديث عن التعاون المغربي المصري في المجال السياحي ، قال رئيس هيئة التنشيط السياحي المصري، إن هناك سعيا لتسويق وجهتي مصر والمغرب من خلال برامج مشتركة تستهدف الأسواق السياحية البعيدة كاليابان على سبيل المثال، بإشراك شركتي الطيران المصرية والمغربية، مؤكدا أن مصر تعتبر المغرب داعما لها في المجال السياحي.
وأشار من جهة أخرى، إلى أنه صار في إمكان السياح المغاربة الراغبين في القدوم إلى مصر الحصول على تأشيرة الدخول من السفارة المصرية في الرباط في غضون 48 ساعة بضمان شركة سياحية مصرية أو مغربية وبحد أدنى يشمل فردين، مبرزا أنه سيتم قريبا إطلاق حملة ترويجية في المغرب للوجهة السياحية المصرية .
وأقر بأن أسعار الطيران بين البلدين لازالت مرتفعة ، واعتبر أن الحل لتجاوز هذا المشكل يتمثل في اللجوء إلى "رحلات الشارتر" بين الدار البيضاء ومدن مغربية أخرى والمدن السياحية المصرية، مؤكدا استعداد بلاده في إطار اهتمامها بالسوق المغربية لتقديم دعم لشركات السياحة التي تشتغل على الطيران العارض "الشارتر".
وكان الوفد الإعلامي المغربي قد حل يوم الجمعة الماضي بمنتجع شرم الشيخ المصري، في إطار زيارته لمصر التي نظمتها السفارة المصرية بالرباط بتعاون مع هيئة التنشيط السياحي في مصر.
وزار الوفد المكون من 15 صحفيا من منابر إعلامية مختلفة في المغرب، بمنتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، عددا من المؤسسات والمرافق السياحية والمآثر التاريخية، والتقى محافظ جنوب سيناء.
كما زار الوفد بالقاهرة ، التي غادرها اليوم الجمعة عائدا إلى المغرب، عددا من المرافق السياحية والمعالم الأثرية والمؤسسات الثقافية ، ومنها مدينة الانتاج الإعلامي، ومقر مجلس النواب المصري، ومؤسسة "الأهرام"، ومقر الهيئة العامة للاستعلامات وهيئة التنشيط السياحي ، ووزارة الثقافة.