أخبارنا المغربية - و.م.ع
اتفق المغرب والدنمارك، أمس الجمعة، على تعزيز التعاون في مجال الأرشيف وجميع المهن المرتبطة به، والاستفادة من العلاقات بين المملكتين التي تمتد عبر التاريخ.
وقال مدير مؤسسة أرشيف المغرب السيد جامع بيضا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "الجانب الدنماركي أكد دعمه واستعداده لمرافقتنا في الجهود المبذولة في مجال الأرشيف، سواء على مستوى الحفظ أو على مستوى الرقمنة وبناء مبنى جديد للأرشيفات".
وأجرى السيد بيضا أمس مباحثات مع المدير العام لأرشيف الدولة الدنماركي، السيد أسبيورن هيلوم، حول سبل الاستفادة من الخبرة الدنماركية المتقدمة في مجال الأرشيف، وعلى الخصوص في مجال الرقمنة.
وقام المسؤول المغربي، خلال هذه الزيارة الأولى لهذا البلد الاسكندنافي، والتي جاءت بمبادرة من سفارة المغرب في الدنمارك، بجولة في مختلف مصالح ومرافق أرشيف الدولة الدنماركي حيث اطلع على الإجراءات المعمول بها والتقدم الذي تحقق في مجال هام واستراتيجي بالنسبة للدولة.
كما شكلت هذه الزيارة فرصة لكلا الجانبين لبحث إمكانية إعداد وجمع نسخ الأرشيف ، نظرا لأهمية ذلك في تعزيز العلاقات بين المملكتين، وإرسال نسخ إلى المغرب والتفكير في تثمينها من خلال معرض مشترك للوثائق.
واعتبر السيد بيضا أن هذا الامر يكتسي أهمية كبيرة لأن مؤسسة الأرشيف لا تتكلف فقط بالماضي، بل تعطي أيضا توجيهات من أجل تدبير جيد للأرشيف، خاصة الأرشيفات الالكترونية، وهو مجال تعتبر فيه الدنمارك متقدمة جدا بفضل التدبير الصارم.
وأشار إلى أن "أرشيف الدولة الدنماركي لن يتلقى، خلال سنتين أو ثلاث سنوات، أي وثائق ورقية. وهذا يبين كيف أن الرهانات كبيرة بالنسبة لنا نحن الذين ما زلنا في ملعب جديد نسبيا".
ومع ذلك، فقد أكد أنه منذ صدور قانون 69-99 (30 نونبر 2007)، بناء على توصية من هيئة الإنصاف والمصالحة، بدأ التحرك و"نحن بطبيعة الحال نسعى للاستفادة من جميع التجارب وجميع المهن، وأخذ التي يمكن أن تتكيف مع الحالة المغربية".
وفضلا عن عن الزيارات الاستكشافية المماثلة لكل من فرنسا والولايات المتحدة وكندا وتونس وسلطنة عمان ومصر، قامت قامت مؤسسة أرشيف المغرب بإطلاق دورات تكوينية حول الأرشيف في إطار التعاون مع بلدان أخرى، وأعدت مشروعا لإحداث المجلس الوطني للأرشيف ومخططا لتدبير الأرشيفات الجهوية يغطي الجهات ال12 للمملكة.
واعتبر السيد بيضا أن الأمر لن يقف عند هذا الحد ، مشيرا إلى اقتناء أرض تبلغ مساحتها 4.5 هكتار (8.5 مليون درهم) التي ستحتضن بناية الأرشيف قرب تكنوبوليس في سلا، وإطلاق دراسة أولية، وتنظيم سلسلة من الأوراش والمعارض، والاحتفال باليوم الوطني للأرشيف (30 نونبر) واليوم الدولي للأرشيف (9 يونيو)، والانخراط في المجلس الدولي للأرشيف.
وقد اصبحت المؤسسة مركزا للخبرة بموافقتها سنة 2016 على نحو 25 طلبا للأرشفة تقدمت بها هيئات عمومية مغربية، حيث اشار السيد بيضا إلى تلقيها بصفة مجانية لعدة وثائق من لدن الخواص والورثة وذوي الحقوق، بالإضافة إلى إطلاق مشروع لجمع أرشيف الجالية المغربية اليهودية في الخارج، وخاصة في فرنسا وكندا والولايات المتحدة.