أخبارنا المغربية - و.م.ع
قالت مديرة معهد باستور ورئيسة جمعية محاربة داء الكلب، نعيمة المدغري، اليوم الأربعاء بالرباط، إن المغرب، تمكن من خلال استراتيجية محكمة، من خفض عدد الإصابات بالمرض وتقليص عدد الوفيات الناتجة عن الداء إلى نحو 20 حالة وفاة سنويا، مشيرة إلى أن هدف وزارة الصحة يتمثل في الوصول لصفر حالة وفاة بحلول سنة 2025.
وأوضحت السيدة المدغري، في حوار خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة المنتدى الوطني الثاني حول داء الكلب، أن المغرب انخرط في مبادرة هامة للقضاء على هذا المرض، من خلال اتخاذ التدابير ووضع استراتيجية محكمة من طرف وزارات الصحة والداخلية والفلاحة بمعية الجماعات المحلية، منذ سنة 2000.
وشددت رئيسة جمعية محاربة داء الكلب على ضرورة التحسيس والتعريف بالداء وأعراضه ووسائل الوقاية والعلاج منه، موضحة أن أساس التوعية الوقائية يكمن في تعريف المواطنين والعاملين في قطاع الصحة بالتدابير الفورية التي ينبغي اتخاذها في حال التعرض للعض أو الخدش من طرف أحد الحيوانات التي قد تكون حاملة للمرض.
وأشارت السيدة المدغري إلى أن جمعية محاربة داء الكلب عملت على نشر برنامج تعليمي شامل يبرز كافة التدابير التي ينبغي اتخاذها حالة الإصابة، مؤكدة أن الالتزام بنصائح وتوجيهات الأخصائيين أساسي للقضاء على الداء نهائيا.
وأضافت أن داء الكلب، الذي ينتقل في الغالب عن طريق لدغة أو خدش من قبل كلب حامل للداء، يعد مرضا قاتل عندما تتمظهر أعراضه، مشيرة إلى أن الحيوان اللادغ يعتبر مشتبه به حتى لو كان قد تلقى لقاحا بشكل صحيح.
وتنظم جمعية محاربة داء الكلب، بتعاون مع وزارة الصحة والفلاحة والداخلية المنتدى الوطني الثاني حول السعار، تخليدا لليوم العالمي لداء الكلب، تحت شعار "القضاء على داء الكلب بحلول سنة 2025".
ويعد داء الكلب واحدا من الأمراض الفيروسية الفتاكة التي تطال الإنسان، حيث يؤدي لوفاة كل من تعرض للإصابة من دون الخضوع للقاح. وعلى الرغم من توفر جميع الوسائل العلمية للقضاء على هذا المرض.
ويمثل داء الكلب مشكلة صحية عمومية رئيسية، إذ يعد مرضا فيروسيا مميتا بنسبة 100 بالمائة بعد تجلي أعراضه، ينتقل إلى الإنسان عن طريق عض أو خدش حيوان حامل للمرض، وينتشر في أزيد من 150 بلدا في كافة القارات.
ويتعرض أزيد من 60 ألف شخص للوفاة سنويا جراء الإصابة بالمرض في جميع أنحاء العالم، 40 في المائة منهم أطفال دون سن الـ15، و95 في المائة من الحالات المسجلة توجد في إفريقيا وآسيا.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب، خلال المؤتمر العالمي للقضاء على داء الكلب سنة 2015، غاية عالمية تتمثل في القضاء على حالات الوفيات الناجمة عن الداء لدى الإنسان بحلول سنة 2030.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن فترة حضانة داء الكلب لدى الإنسان تتراوح عادة بين شهر و3 أشهر، وتشمل الأعراض الأولية لداء الكلب الحمى المصحوبة بألم وشعور غير عادي أو غير مبرر بالوخز أو الحرق في موضع الجرح.
وتبرز تقارير المنظمة إلى أن الأدوات التشخيصية الحالية غير ملائمة للكشف عن العدوى قبل ظهور الأعراض المرضية السريرية، ولذلك يصعب التشخيص السريري للداء. وتمثل حالات العدوى المنقولة من الكلاب المصابة بداء الكلب إلى الإنسان 99 بالمائة من الحالات المسجلة.
وتظل الوقاية من داء الكلب ممكنة باستخدام اللقاحات وتطعيم الكلاب والحيوانات الحاملة للفيروس، ومن خلال إبقائها تحت الإشراف والمتابعة. كما أن وقاية الإنسان تمر عبر تجنب لمس الحيوانات الضالة، وغسل الجرح لمدة طويلة والتوجه للمراكز الصحية جراء التعرض للعض أو الخدش من طرف الكلاب أو غيرها من الحيوانات الحاملة للداء. ويعد تخليد هذا اليوم العالمي مناسبة للنقاش واقتراح حلول عملية وصياغة توصيات، خاصة مسألة الحد من تكاثر الكلاب الضالة التي تمثل خزانا للعدوى وعاملا ناشرا لها، وتهم هذه الورشات على الخصوص التربية الصحية، والإعلام وتبسيط إيصال المعلومات المتعلقة بالمرض، وتكوين الفاعلين خاصة الأطباء والبياطرة.