أخبارنا المغربية - و م ع
جدد المغرب٬ اليوم الخميس بمقر الأمم المتحدة في نيروبي٬ بمناسبة الدورة 24 لمجلس إدارة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية٬ التأكيد على استعداده لتعزيز التعاون جنوب - جنوب في مجال سياسة المدينة والتنمية الحضرية المستدامة من أجل رفع التحديات الكبرى التي تواجهها إفريقيا حاليا.
وأكد المدير العام للتعمير والهندسة المعمارية وإعداد التراب بوزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة٬ السيد عبد الغني أبو هاني٬ الذي استعرض الاستراتيجية الجديدة للمغرب في مجال سياسة المدينة٬ أن المملكة تضع وكالاتها الحضرية رهن إشارة البلدان الإفريقية للمساهمة في إرساء أسس هذا التعاون التقني.
ولتجسيد هذه الإرادة للتقاسم والتبادل وللاستفادة من السياسات التي تنهجها الحكومات والمدن في ما يخص تقليص السكن غير اللائق عبر العالم٬ احتضن المغرب في شهر نونبر 2012 بالرباط مؤتمر برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية حول موضوع "القضاء على دور الصفيح .. تحد عالمي لسنة 2020" الذي التأم فيه ممثلو أزيد من 40 بلدا٬ من بينها 20 بلدا حقق أفضل النتائج في مجال محاربة السكن غير اللائق.
وفي العديد من البلدان النامية٬ تميز النمو الحضري غالبا بالطابع غير الرسمي أو غير القانوني للمستوطنات البشرية٬ مجسدا بالتالي فشل السياسات الحضرية.
ورافق هذا التنامي الحضري نمو في الفقر وتوسع دور الصفيح٬ إلا أن عدة البلدان تمكنت من الحد من زحفها وتحسين ظروف عيش ساكنتها.
وفي هذا السياق٬ يحتل المغرب٬ خاصة في شمال إفريقيا وعموما في إفريقيا٬ مكانة رائدة في الجهود المبذولة في هذا الشأن٬ حسب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
وبالفعل مكن البرنامج الطموح "مدن بدون صفيح" من تحسين ظروف عيش أزيد من مليون و742 ألف نسمة يعيشون في مساكن غير لائقة٬ مساهما بالتالي في ضمان إدماج حضري أفضل والمزيد من التناغم الاجتماعي.
ومنذ إطلاقه سنة 2004٬ كان للبرنامج انعكاس إيجابي على التنمية الاجتماعية للأسر المعوزة٬ بفضل القيادة القوية٬ والإرادة السياسية٬ والأهداف الواضحة وأنماط التدخل المناسبة والموارد المالية الملائمة.
واستحق المغرب٬ من خلال هذا العمل الذي يجسد الديمقراطية المحلية٬ اعترافا دوليا توجته الجائزة الشرفية التي منحت له من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في أكتوبر 2010 بشنغاي.
وكان المغرب عرض٬ أمس الثلاثاء خلال أشغال نفس الدورة٬ الخطوط العريضة لاستراتيجيته الجديدة في مجال سياسة المدينة والتنمية الحضرية المستدامة.
وتروم هذه الاستراتيجية تشجيع المدن المندمجة والمنتجة والمستدامة٬ من خلال اعتماد سياسة عمومية طوعية ومندمجة ومتعددة الأطراف وتشاركية٬ تتوخى أساسا تحسين إطار العيش في المناطق الحضرية الحساسة التي تعرف عجزا في الخدمات الحضرية وإعادة إحياء المراكز الحضرية وتعزيز دور المدن كأقطاب لخلق الثروات ومناصب الشغل.
ويضم الوفد المغربي المشارك في هذه الدورة٬ إلى جانب السيد أبو هاني٬ المستشارين عبد الكريم بونمر وعبد المغيث الكزار.
كما يضم الوفد رئيس قسم منظومة الأمم المتحدة للتنمية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون السيد عبد المالك أشركي٬ وعضو المجلس المديري لمجموعة العمران محمد نجيب لحلو٬ والمكلفة بالتعاون بنفس المجموعة مونية تاغما.