أخبارنا المغربية
انطلقت? مساء أمس الجمعة، بساحة محمد الخامس بمدينة بوعرفة فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي لموسيقى الناي والفنون البدوية.
ويروم هذا المهرجان الذي تنظمه جمعية "آفاق للتنمية والمواطنة" ببوعرفة بشراكة مع المجلس البلدي للمدينة والمجلس الإقليمي لفجيج وشركاء آخرين، الحفاظ على التراث الشعبي بالجنوب الشرقي للمغرب الذي تجسده قبائل بني كيل، وأيضا الاحتفاء بالموروث الثقافي والفني والتعريف به.
وفي هذا الصدد? قال السيد الكبير قادة رئيس المجلس البلدي في كلمة خلال افتتاح المهرجان الذي حضره على الخصوص عامل إقليم فجيج السيد إدريس بن عدو وشخصيات مدنية وعسكرية وقضائية، إن هذه التظاهرة الفنية تتوخى إبراز الموروث الثقافي والفني الذي تزخر به المنطقة، والذي يعد تراثا غنيا بالمهارات والإبداعات، داعيا كافة الفاعلين للحفاظ عليه وتدوينه والاعتناء به لنقله لمختلف الأجيال.
وأكد على أن هذا الموروث لا ينحصر دوره في إبراز المهارات والإبداعات فقط، وإنما يضطلع أيضا بدور كبير في المساهمة في التنمية المحلية ، معتبرا أن الفنان أو الشاعر أو الأديب أو الصانع التقليدي يقومون بدور أساسي في الدبلوماسية الوطنية والدولية وذلك بفضل قدرتهم على التبليغ والتأثير.
وأوضح السيد قادة أن الشعوب كما هي في حاجة إلى تغذية فكرية وجسدية، فهي تحتاج أيضا لتغذية روحية تنمي الإبداع والعطاء وتكرس الأخلاق وتساعد على استثباب الأمن الذي هو أساس الحياة والدفع بقافلة التنمية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياحية.
من جهته، أشار المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة السيد عمرو عبو، إلى أن هذا المهرجان ومنذ طرحه كفكرة، شكل تحديا لتجاوز مجموعة من العقبات كمسألة التوقيت حيث تزامن مع تنظيم أربعة عشر مهرجانا في الجهة الشرقية، ومسألة التموين وتعبئة الموارد البشرية ثم مسألة تحديد المتدخلين والشركاء.
وأبرز المندوب الإقليمي بخصوص موضوعي المهرجان أنه بالرغم من العلاقة التي تجمع بين الناي والفنون البدوية، إلا أن لكل واحد منهما خصوصياته، مبرزا أن الناي أول وأقدم آلة عرفها الإنسان مما يجعل من الصعب دراسة موضوع الناي بشكل معمق، أما بخصوص التراث البدوي فهو تراث للإنسانية جمعاء مما يجعل من الصعب جمع وتثمين وتخزين هذا التراث اللامادي.
وأضاف أن التحدي الأكبر يكمن في مأسسة هذه التظاهرة واستمراريتها حتى تصبح تظاهرة سنوية قارة، مشيرا إلى أن هذا لا يتحقق إلا باحتوائها من طرف كل الجهات، بما في ذلك إدارة المهرجان والمجتمع المدني والجماعات المحلية والقطاع الخاص.
من جانبه، قال رئيس جمعية آفاق للتنمية والمواطنة السيد محمد جبوري، الجهة المنظمة لهذا المهرجان، إن اختيار تيمة المهرجان تعبر عن انشغالات مثقفي المنطقة وكيفية الحفاظ على الموروث الثقافي والفني، الذي هو في معظمه تراث شفهي معرض للضياع والاندثار.
وأكد أن تنظيم هذا المهرجان سيعمل على تسليط الأضواء على ما تزخر به المنطقة من موروث فني وثقافي قد يكون مجهولا حتى عند أبنائها ويعمل على التعريف به وبمكوناته.
وقد استمتع الحاضرون خلال هذه الأمسية بقصائد زجلية للشاعر الشيخ أحمد زنطار (الكيلي) الذي كان مرفوقا بعازفين على آلة الناي (الكصبة) الحاج ميمون علال وعبد الصادق عربوش، ورقصة لعلاوي أدتها مجموعة من أطفال بوعرفة ، كما تم عرض بهذه المناسبة لوحة تعبيرية حول المحافظة على آلة (الكصبة).
ويعرف هذا المهرجان مشاركة فرقة الركبة (زاكورة) ، ومجموعة العامة (بوعنان) ومجموعة أولاد رحو تندرارة ، ومجموعة بوغانم (أزيلال) وفرقة رقصة النحلة (مكونة) وفرقة أولاد أعمر (بومية).