أخبارنا المغربية - و م ع
قال السيد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أمس الثلاثاء بالرباط، إن العلاقات الثقافية بين المغرب ومصر، التي تضرب جذورها عميقا في التاريخ، تحتاج إلى مزيد من الاستقصاء والتنقيب، للإلمام بتشعبها وتعدد أبعادها.
وأضاف السيد التوفيق، في مداخلة له في ندوة ثقافية بعنوان "العلاقات الثقافية المغربية المصرية" نظمتها السفارة المصرية بالرباط ، في افتتاح موسمها الثقافي، أن هذه العلاقات يحددها موقع البلدين في أقصى شرق الشمال الإفريقي وأقصى غربه، وطبيعتهما الزراعية، وتشابههما في مرجع الوعي واللاوعي الأدبيين، وكذا في وقائع تاريخية عظمى مرت بهما.
وتحدث السيد التوفيق عن الوشائج البارزة بين المغرب ومصر منذ ما قبل زمن كيلوباترا التي عاصرت السيد المسيح، ومنذ عصر الملك يوبا الثاني، وكذا عن وجود مغربي ما، في القرن 13 قبل الميلاد في دلتا النيل.
كما تحدث عن دور مصر في الفتوحات الإسلامية للمغرب، وفي تسهيل مرور المولى إدريس الأول إلى المغرب، وعن إشادة الفقيه الطرطوشي بالدولة المرابطية القائمة على شرعية الفقهاء وكذا بالدولة الموحدية باعتبارهما منقذين للدولة الإسلامية، عاصرا حروبا صليبية على مشرق العالم الإسلامي، وعلى مغربه أيضا إذ استمرت ستة قرون، وكلفته جهودا عسكرية ومالية هائلة.
وأكد على التجاوب المغربي المصري على مستوى الفقه والعلوم الاصطلاحية كما ذكر الشيخ عبد الحي الكتاني في كتابه (فهرس الفهارس) وعلى المستوى الشعبي والتصوف، مذكرا بالإمام الشاذلي، المتحدر من منطقة غمارة بالمغرب والذي يعد رابع أربعة رواد للتصوف الإسلامي، قبل أن ينتقل إلى تونس وبعدها إلى مصر حيث ووري جثمانه الثرى، وبالشيخ أحمد البدوي (الفاسي)، بطنطا في صعيد مصر.
وأشار السيد التوفيق إلى ترöؤس العلامة ابن خلدون للطائفة المالكية في مصر، وانبهار الشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني بالنظام التعليمي في الأزهر الشريف، وإلى تحدر شيخه أحمد الطيب (الحساني) ومفتي مصر، شوقي علام، من أصول مغربية، وكذا إلى تتلمذه على أيدي علماء مصريين أجلاء من قبيل الأستاذين عبد الخالق إبراهيم وحسان عوض كما أوضح في الجزء الثاني من كتابه "والد وما ولد" الذي سيصدر قريبا.
وكان السفير المصري المعتمد في المغرب، إيهاب جمال الدين، تحدث في كلمة تقديمية للندوة عن الوشائج الثقافية والدينية التي تجمع بين مصر والمغرب والتي ترعرعت على مدى قرون، مشددا على ضرورة النهوض بها في مرحلة مفصلية صعبة تشهدها مصر التي تسعى إلى إعادة بناء دولة حديثة.
وأضاف إيهاب جمال الدين أن جمهورية مصر العربية قررت تعزيز علاقاتها الثقافية بالمغرب من خلال برنامج مكثف يتمثل بالخصوص في جولة لفرقة الموسيقى العربية في العديد من المدن المغربية، وتكثيف الإعلام المتبادل، والتعريف بمتحف توت - عنخ أمون في ربوع المملكة.