أخبارنا المغربية - و م ع
أكد الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الادارة السيد محمد مبديع، اليوم الاربعاء بطنجة، أن تقوية التعاون جنوب-جنوب، خاصة بين دول القارة السمراء، أضحى ضرورة ملحة لبناء صرح إفريقي متين يتجاوب مع تحديات الحاضر والمستقبل.
وأوضح السيد مبديع، خلال حفل تسليم المهام بين المدير العام للمركز الافريقي للتدريب والبحث الاداري للإنماء (كافراد)، المنتهية ولايته السيد سيمون ماموزي ليلو والمدير العام الجديد السيد ستيفان موني مواندجو، أن المغرب، وبفضل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس ومبادراته السديدة لتعزيز التوجه الافريقي للمملكة في مختلف المجالات، أعطى دفعة قوية للتعاون جنوب-جنوب لبناء أسس الحكامة الجيدة وقواعد مسار استشرافي يتجاوب مع انتظارات وآمال وتطلعات شعوب القارة الافريقية.
وأبرز أن تبادل الخبرات والتجارب بين الدول الإفريقية في مجال الحكامة الجيدة وتحديث الادارة العمومية شكلت جميعها بالنسبة للمغرب أولوية في مسار العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة الافريقية وحلقة مهمة في علاقات التعاون التي تربط المغرب بالفضاء الافريقي.
وأوضح الوزير، في هذا السياق أن الكافراد، الذي بادر المغرب الى تأسيسه منذ نحو 50 سنة، يشكل محور التواصل والتضامن والتعاون الافريقي البيني وأرضية خصبة وآلية مميزة للتعاون قادرة على تقوية الكفاءات المؤسساتية وتحديث وتجويد الخدمات العمومية وايجاد الحلول الناجعة لمختلف التحديات المطروحة امام الدول الافريقية التواقة الى التطور والنمو في كل المجالات، على أسس صلبة تتماشى وتطورات العصر الذي يعرف تحولات عميقة.
واعتبر السيد مبديع أنه يتعين على الكافراد أن يضطلع بدور أساسي على المستوى الاقليمي كمحرك ورافعة للتنمية ومؤسسة للتفكير والابداع لمواكبة التغييرات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية ، التي يعرفها العالم عامة والقارة الافريقية بشكل خاص، مؤكدا أن بث دينامية جديدة في عمل الكافراد سيمكن من تعزيز المكتسبات التي تم تحقيقها على مستوى التعاون الافريقي وتقوية دور الكفاءات والموارد والمؤهلات البشرية التي تتوفر عليها القارة السمراء من أجل استثمار أمثل لكل المؤهلات والكفاءات، مما سيعود بالنفع على المواطن الافريقي المتطلع الى تحقيق الازدهار والتقدم الاقتصادي والامن الاجتماعي.
وأشار الى أن القارة الافريقية توجد في صلب اهتمامات المملكة المغربية ومبادراتها الاقليمية والدولية من أجل مواكبة التنمية الشاملة، مبرزا أن المغرب يحدوه كل الأمل ويوفر كل السبل لجعل الكافراد آلية مؤسساتية للتواصل المتعدد الاهتمامات ورفع التحديات المطروحة على كل البلدان الإفريقية وتثمين الثروة المادية والبشرية التي تعد عنصرا أساسيا في كل تنمية يشكل الانسان فيها الغاية والوسيلة.
وأشاد السيد مبديع، رئيس المجلس الاداري للكافراد، بالمناسبة، على الجهود التي ما فتئ الكافراد يبذلها منذ تأسيه سنة 1964 بمبادرة من المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، لمد جسور التواصل والتعاون بين الدول الافريقية.
وأكد أيضا على الدور الرائد للكافراد في مجال التنمية البشرية وتوفير أسس الحكامة الجيدة وتحديث الادارة والخدمات العمومية بالقارة السمراء من أجل تشجيع الابتكار الاداري وتبادل التجارب المتميزة قصد النهوض بالإدارة الافريقية وجعلها مواكبة لمختلف التجارب الدولية الرائدة في المجال، مبرزا أن الدعم الذي يقدمه المغرب للكافراد يعكس القناعة الراسخة للمغرب والتوجه الافريقي، كما يجسد الدينامية التي يعتزم المغرب إضفاءها على علاقات التعاون بين بلدان الجنوب بقيادة جلالة الملك محمد السادس.
ومن جهته، قال المدير العام الجديد للمركز ستيفان موني مواندجو إن حرص المغرب على تعزيز التعاون الافريقي، الذي يعكسه احتضان المملكة للكافراد، يعد خير مثال يستدعي الاقتداء به على الصعيد الافريقي باعتبار الخدمات الجليلة التي يقدمها المركز من أجل تطوير الادارة وتحديثها كمؤشر ايجابي في مسار التنمية.
واعتبر السيد مواندجو، وهو من الكامرون، أن المغرب مافتئ يقدم العبر والدلالات على رغبته الراسخة في دعم ركائز التنمية الافريقية ويعطي مدلولا خاصا لتجدره الافريقي ولمفهوم التعاون الحديث القائم على التآزر وتبادل الخبرات وتوفير آليات الحكامة الجيدة، مشيرا الى الزيارة التي قام بها جلالة الملك، مؤخرا، لعدد من الدول الافريقية مبادرة قيمة تعكس الاهتمام الذي يوليه المغرب للقارة السمراء في بعديه الرمزي والاستراتيجي، وتشبث المغرب بهويته الافريقية. كما تشهد، بشكل واضح وصريح، على بعد نظر المغرب وتطلعه التنموي.
يذكر أن الكافراد، الذي يضم في عضويته حاليا 37 دولة افريقية، كان قد خلد في ماي المنصرم بمراكش الذكرى الخمسين لإنشائه تحت شعار "خمسون سنة من الابتكار وتحديث الادارة العمومية"، وذلك بمشاركة وزراء من الدول الافريقية والعربية وامريكا اللاتينية ومنظمات دولية واقليمية وخبراء دوليين.