أخبارنا المغربية - و م ع
نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الخميس بالرباط، مهرجانا خطابيا لتخليد الذكرى ال 39 للمسيرة الخضراء المظفرة.
وأوضح المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد المصطفى الكثيري، في كلمة بالمناسبة، أن الأمر يتعلق بحدث تاريخي وازن ومتميز كان له وقع كبير في الساحة الوطنية والدولية باعتباره خيارا سلميا استثنائيا اعتمدته المملكة لاسترجاع أقاليمها الجنوبية .
وأضاف أن هذا الحدث مكن من استكمال الوحدة الترابية وتحطيم الحدود الوهمية ، مشيرا إلى أن المملكة وقفت دائما بالمرصاد للأطماع الاستعمارية.
وثمن المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية في ظل السيادة الوطنية، مبرزا أن هذا المشروع يحظى بدعم المنتظم الأممي.
من جهته، قال الوزير الأول الأسبق السيد أحمد عصمان، في كلمة مماثلة، إن المسيرة الخضراء مفخرة تاريخية للنضال والحضارة المغربية ، مبرزا الأهمية التي اكتساها إعلان جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني عن تنظيم هذه المعجزة المغربية الكبرى نحو الصحراء المغربية.
وأشار إلى أن المسيرة كانت تضم حشودا كبيرة من مختلف جهات المملكة، فضلا عن بعض التمثيليات الديبلوماسية، سارت على الأقدام لاختراق حدود وهمية، موضحا أنها حققت الهدف المنشود من ورائها ممثلا في التفاوض مع اسبانيا الذي أفضى الى إبرام اتفاقية مدريد في 14 نونبر 1975.
وبدوره، أبرز النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية السيد محمد سالم البيهي أن الصحراء قضية مصيرية تهم المغاربة قاطبة وتستدعي استحضار المسؤولية والمواطنة.
وأضاف أن المغرب، بالرغم من المكاسب التي حققها على الصعيد الدولي، ما زال يواجه المزيد من التحديات التي تستدعي تضافر الجهود وتقوية الجبهة الداخلية وبناء المؤسسات وإشراك نخب جديدة قادرة على كسب رهانات التنمية والاستقرار.
وأدان "المحاولات اليائسة" للقيادة الجزائرية من أجل ضرب الوحدة الترابية للمملكة وكذا تواطؤ بعض الجهات الدولية في هذه المناورات.
ورأى المفتش العام لحزب الاستقلال السيد محمد السوسي أن الأمر يتعلق بمحطة بالغة الأهمية في تاريخ نضال الشعب المغربي من أجل الاستقلال والوحدة وتنظيم الدولة المستقلة على أسس عصرية.
وأضاف أن المسيرة، التي ضمت 350 ألف شخص، حظيت بدعم مختلف أطياف الشعب المغربي الذي كان على قلب رجل واحد مستعدا لتقديم كل ما يطلب منه لهذا الغرض.
وخلص إلى أن المسيرة توجت بانتصار كبير ممثلا في تحقيق الوحدة الترابية للبلاد، مثمنا الجهود الكبيرة المبذولة من أجل تنمية الأقاليم المسترجعة.
وأكد عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية السيد محمد درويش أن التاريخ البشري يسجل المسيرة الخضراء ضمن المعجزات العالمية نظرا لتوقيتها وحجم المشاركين فيها والظروف الدولية التي نظمت في إطارها. وأبرز وحدة صف الشعب المغربي على هذا المستوى، مشددا على أن وحدة المغرب خط أحمر بالنسبة للمغاربة كافة.
وأضاف أن المغرب يتشبث بالشرعية الدولية التي أقرت مرات عديدة بضرورة ايجاد حل سياسي متفاوض عليه بين الأطراف المعنية لهذا الملف على أساس الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية.
ومن جهته، ذكر عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية السيد خالد الناصري أن المغاربة أجمعوا على أن الوحدة الترابية للبلاد من المقدسات التي لا يجوز المساس بها ، مشددا على ضرورة التعامل مع هذه القضية ك"ملك مشاع لكل المغاربة".
واعتبر ان مكسب استرجاع الصحراء من الاستعمار لم يأت كهدية من التاريخ وإنما نتيجة تضحيات كبيرة ساهم فيها كل أفراد الشعب المغربي بقيادة الملك المجاهد جلالة المغفور له الحسن الثاني.
وطالب السيد الناصري المنتظم الدولي بالوقوف على الوضع الذي آلت إليه المنطقة ، موضحا ان المغرب يشكل في هذه البيئة المضطربة بحيرة للامن والاستقرار، يتمتع فيها بقيمة مضافة سياسيا واستراتيجيا.
وتم خلال المهرجان، تكريم مجموعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وتوزيع إعانات مالية على مستفيدين من أسرة المقاومة فضلا عن زيارة عيادة طب الأسنان التابعة للنيابة الجهوية للمندوبية السامية بالرباط.