أخبارنا المغربية - و م ع
أعلن السيد محمد امين الصبيحي، وزير الثقافة? اليوم الجمعة بالريصاني? أن جامعة مولاي علي الشريف، التي بلغت دورتها التاسعة عشرة، تعد لقاء علميا بخلفيات تنموية وإشعاعية.
وأضاف السيد الصبيحي? في كلمة أمام المشاركين في أشغال الندوة العلمية الأولى للدورة ال19 لجامعة مولاي علي الشريف المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول "محمد الخامس وبناء المغرب المستقل: 1955- 1961"، أن هذه التظاهرة العلمية تشكل مناسبة لتجديد التأكيد على عراقة هذه الجامعة التي حافظت على استمراريتها منذ ثمانينيات القرن الماضي، ومنارة علمية سنوية للباحثين والمختصين من مختلف الجامعات والمؤسسات وكذا ملتقى تشاوريا حول القضايا التنموية المحلية.
واوضح وزير الثقافة ان هذه الدورة تكتسي أهميتها من تناولها محطة مهمة من تاريخ المغرب، وذلك في إطار برنامج علمي حافل معزز بفيلم وثائقي ذي صلة بالموضوع، ومعرض خاص بصور جلالة المغفور له محمد الخامس.
من جهة أخرى، أكد السيد الصبيحي أن وزارة الثقافة عملت على تنفيذ التزاماتها المرتبطة بإصلاح مقر مركز الدراسات والبحوث العلوية بالريصاني بغلاف مالي بلغ 11 مليون درهم الذي ستنطلق الأشغال به خلال أبريل المقبل، وذلك لتحويل هذا الفضاء إلى مركز ثقافي بمواصفات لوجيستيكية وتجهيزات حديثة تستجيب لتطلعات الساكنة، مشيرا إلى أن هذا المركز سيتضمن بالخصوص عدة فضاءات وقاعة للعروض وأخرى متعددة الاختصاصات
وأضاف الوزير أنه تم القيام، أيضا، ببرمجة إحداث المركز الثقافي بالرشيدية الذي رصد له غلاف مالي بلغ 12 مليون درهم ، علاوة على القيام بالدراسات الخاصة بإحداث مركز آخر بمدينة أرفود، مبرزا أن الوزارة تواصل تنفيذ برامجها المتعلقة بصيانة التراث الثقافي وتثمينه، حيث "يظل الاهتمام بفن الملحون كتراث ثقافي غير مادي لهذه المنطقة متواصلا ".
واعتبر وزير الثقافة انه بالنظر إلى شساعة المنطقة وعراقتها التاريخية ونموها الديموغرافي فإنها في حاجة "إلى المزيد من التجهيزات الثقافية والمشاريع التنموية"، مؤكدا أن الجهود ستتواصل مع الشركاء المحليين من سلطات عمومية ومنتخبين وهيئات المجتمع المدني لتحقيق تلك الأهداف.
وأكد عامل إقليم الرشيدية السيد أحمد مرغيش ، من جانبه، على أهمية الدورة الحالية للجامعة التي ستتناول بالدرس والتحليل مرحلة من أهم مراحل المغرب، مبرزا أن هذا الملتقى العلمي يشكل مناسبة لإبراز مقومات الهوية الوطنية وتدارس التحولات التي عرفتها هذه المرحلة من تاريخ المغرب على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وقال السيد مرغيش، في هذا الإطار، إن اختيار موضوع الدورة سيساهم ول اشك في تسليط الضوء على حقبة حاسمة ومفصلية في تاريخ المغرب الحديث، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يشكل فرصة للدارسين والباحثين والمهتمين من أجل تعميق البحث والدراسة لهذه المرحلة.
وأبرز رئيس الجماعة الحضرية لمولاي علي الشريف، السيد عمر الزعيم، بدوره، أن هذه الجامعة أصبحت ترسخ وجودها سنة بعد أخرى في مجالات البحث العلمي والدراسات التاريخية الرصينة والتنقيب الجاد في صفحات وملاحم تاريخ الدولة العلوية ، داعيا إلى تصنيف الموقع الأثري لسجلماسة ضمن التراث الوطني والإنساني و"أن تعطى له العناية اللازمة الكفيلة برد الاعتبار له وتأهيله بشكل يليق بالمجد التاريخي والاقتصادي الذي لعبته سجلماسة في الحضارة المغربية" .
وتعرف الدورة ال19 لجامعة مولاي علي الشريف مشاركة ثلة من الباحثين والمؤرخين من مختلف المؤسسات الجامعية ومعاهد البحث، سيساهمون في إضاءة جوانب من تاريخ وحضارة المغرب على عهد الدولة العلوية.
وتتناول الجلسة الأولى، التي يرأسها الباحث مصطفى الشابي، الفترة الممتدة من الحماية إلى الاستقلال بمساهمة جامع بيضا حول "ماذا حدث في إيكس ليبان ¿ قراءة في محاضر جلسات الاستماع (غشت 1955) " و رشيد يشوتي حول "الرحلة المحمدية إلى الديار الإسبانية (أبريل 1956) من أجل استكمال بناء المغرب المستقل" ولحسن أوري حول "الحكومات المغربية ما بعد الاستقلال: حكومة البكاي نموذجا (7 دجنبر 1955)" ثم خديجة بن بوسلهام حول "المغرب نحو التعددية الحزبية ما بين 1956 و1960".
وتنكب الجلسة العلمية الثانية، التي يرأسها أحمد شوقي بينبين، على "ميلاد الدبلوماسية المغربية الحديثة" بمشاركة محمد أمطاط الذي يتناول "صفحات مشرقة من التضامن المغاربي: أدوار المغرب المستقل في دعم الثورة الجزائرية في عهد الملك محمد الخامس 1955-1961" والعربي بنرمضان حول "الدبلوماسية المغربية على المستوى الإفريقي" وعثمان لمراني علوي حول "سياسة محمد الخامس الخارجية في دعم الحركات التحررية عبر العالم" ثم ميمون مدهون حول "محمد الخامس: من أجل سياسة خارجية مغربية مستقلة، الاعتراف المغربي بجمهورية الصين الشعبية نموذجا (نونبر 1958)".