أخبارنا المغربية - و م ع
عقد وفد من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، برئاسة السيد إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب، أمس السبت بمدينة تاراغونا (حوالي 100 كلم جنوب برشلونة)، جلسة عمل مع وفد من الحزب الاشتراكي الإسباني والكاطالوني تمحورت، أساسا، حول موضوع الصحراء المغربية في ضوء المقترح المغربي القاضي بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية.
وقدم السيد إدريس لشكر، الذي كان مرفوقا بالسيد محمد الإدريسي المنسق العام لفرع الحزب بإسبانيا، وعضو المكتب السياسي للحزب السيد فتيحة سداس، أمام الوفد الاشتراكي الإسباني، الذي ضم كلا من خوسي ماريا سالا (سكرتير التنظيم بالحزب) ويولندا بينيدا (عضو المكتب السياسي) وخوان رويس كاربونيل (نائب برلماني للحزب)، عرضا مفصلا حول تطورات النزاع في الصحراء، موازاة مع مختلف المبادرات التي تقدم بها المغرب من أجل حل سلمي دائم وعادل على أساس السيادة الوطنية التي لا تنازل عنها.
وخص السيد لشكر بالذكر، في هذا السياق، مبادرة الحكم الذاتي الموسع التي اقترحها المغرب، والتي حظيت بإشادة غالبية الدول من بينها الدول الكبرى التي اعتبرتها "جدية وذات مصداقية"، مشيرا، بالمقابل، إلى جمود الطرف الآخر الذي لم يسبق أن قدم ولو مبادرة واحدة منذ اندلاع النزاع، وهو الأمر الذي يدل على أن هناك قوى لا يهمها إيجاد حل لمسألة الصحراء بقدر ما تهدف إلى الإبقاء على الوضع ومن ثمة محاولة إضعاف المغرب وتهديد استقراره.
وأكد مسؤولو الحزب الاشتراكي الإسباني، من جانبهم، أن هناك تطورا في مواقف حزبهم تجاه قضية الصحراء لا سيما على مستوى القيادات.
وقال خوان رويس كاربوريل، عضو البرلمان الإسباني عن الحزب الاشتراكي، إن قيادة الحزب أصبحت تتعامل ب"تأني" مع أغلب الأنشطة التي تقوم بها جبهة "البوليساريو" في إسبانيا، بعد أن كانت تدعمها بقوة في السابق، مضيفا أن قيادة الحزب الاشتراكي الإسباني بصدد دراسة دعم مقترح الحكم الذاتي، بالنظر للتطورات الإيجابية التي يعرفها المغرب على مختلف الواجهات، بما في ذلك التقدم الملحوظ في المجال الديمقراطي وحقوق الإنسان لا سيما بعد تبني إصلاحات دستورية جد متقدمة.
وأشار إلى أن الحركات الانفصالية في إقليم كاطالونيا الإسباني دفعت بحزبه إلى التفكير في قضية الانفصال بشكل عام، ما ترتب عنه اتخاذ مواقف أكثر اعتدالا من كل الحركات الانفصالية، في إشارة ضمنية إلى دعمه للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمغرب.
وأكد زميله فرانسيس فاليس أن المغرب أصبح أكثر حضورا في الحزب الاشتراكي الإسباني، داعيا مغاربة إسبانيا الاشتراكيين إلى التواصل مع نظرائهم في الحزب الاشتراكي الإسباني لشرح مختلف القضايا المتعلقة بالنزاع في الصحراء.
واعترف بأن هناك "سوء فهم كبير" لقضية الصحراء من قبل قواعد الحزب الاشتراكي الإسباني بسبب الحضور القوي لأنصار "البوليساريو" في إسبانيا نظرا للظروف التاريخية المعروفة.
من جهتها، قالت ياليندا بينيدا، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الإسباني، إن الإصلاحات الدستورية التي عرفها المغرب والتطورات التي تعرفها الساحة السياسية في هذا البلد الجار، جعلت الحزب الاشتراكي الإسباني يتراجع عن اندفاعه ومساندته ل"البوليساريو".